منحةُ الطُّلاب في رحلتهم للمنفى الجامعي الجديد / باب ولد سيد أحمد لعلي

في الصباح الباكر وبعد السلام من صلاة الفجر مباشرة ينطلق المغامرون ممن اختار تكميل دراسته والتسجيل في الجامعة أو ما بات يعرف بالجامعات الوطنية المتواجدة في العاصمة  ، وطبعا ذلك الانطلاق لا بد أن يتمّ قيل إعداد أيّ وجبة إفطار أو غيرها فلا مجال عندما يتعلق الأمرُ بالرحيل خارج العاصمة 

كيلومترات من أجل التعليم للتريث ولا للانتظار لأن دواليب الزمن ستتعدى من انتظر لحظة وتُحيله في بوتقة المتأخرين عن فيالق الحضور.
ومما لا شك فيه أن الهاوي السامع بالانجازات المعمارية في ذلك الصرح المعماري الأكاديمي الحديث النشأة والذي يدور في دوائر إنجازات النظام الثمينة والتي ما كانت ستنجز لولا رحمة الله وقيادة هذا النظام الرشيدة ، وما كنا سنكون قبلها وما كانت معايير النزاهة والعدالة البراقة الشفافة لتكن لولاه ، رغم ما يحيط في قفزات المحاولة الجادة لتلك المعايير من رؤى وتوجهات مراهقة لم تبلغ طور النضج والبلوغ بعد.
طبعا أنا شخصيا عند زيارتي الأولى لهذا المركب الجديد فرحتُ معترفا بحداثة بناءه وبجودته ، ومعترفا في ذات الوقت على ما يحتويه من المعايير المعمارية  العالية لأيّ بناء يمكن أن يكون صرحا أكاديميا ، مشيدا بالجهود التي بذلت فيه على اعتبار أنه هناك محاولة لجعنا أمة ودولة ذات مؤسسات محترمة وتليق بسمعة البلد ، وهو شيء يذكر فيشكر ، وطبعا ليس دينا ولا يمكن أن يكون منة على هذا الشعب البائس الفقير مهما دعت الظروف السياسية لذلك ، لأنه ورغم كل شيء ليست الثروة إلا ثروتنا ولا الموارد الطبيعة التي تحرك عجلة اقتصاد البلد كما تملأ جيوب مفسديه إلا لنا ، والحق أحق بأن يُحق قبل أي اعتبار وتحقيقه ليس دينا ولا يمكن ان يكون منة قبل أن تسعى الحكومة المحترمة والنظام الموقر إلى ذكره كمنة علينا وكأننا لا نستحق إلا البلاء والعدم على رُؤسائنا وإن تحقق غير ذلك فنعمة لا تقابل وإن سعى النظام إلى القتل والتجويع فله الأرواح مهداة والأيادي مبسوطة ، وكأنه هو الربُّ  الذي يجب أن يشكر إن أنعم ويُحمد إن ابتلا, أجارنا الله من الطاعة لغيره وعبودية غيره .
وكما ذكرتُ في السابق للرئيس أشكر هذا الإنجاز قبل وزارة التعليم العالي الموقرة وليس ذاك السبق الناتج عن شكري الرئيس قبل الوزارة إلا ثمرة لما أسمعه من...  وبتوجهات صارمة ومن تعليمات موجهة من فخامة رئيس الجمهورية تمّ إنجاز كذا وكذا ... فغابت إرادة الوزارة في إرادة الرئيس وانجلت رؤية المؤسسات كلها في بحثها عما يليق ويصحُ في تعليمات الرئيس وقراراته.
لذلك وبعد اعترافي بالإنجاز وأهميته قبل أن يُذكرَ الرئيس به في إحدى خطاباته وتمنّ به أية جهة أخرى ، وبعد اعترافي بذلك يضجُّ في ذهني مجموعة من الإستفهامات المستوحاة من مجموعة من النواقص المكشوفة لأي فرد وطالب ، وبالأخص عندما تمّ ترحيل كلية الآداب إلى هناك بعد إجبارهم على الرحيل دون مقدمات مما ولد ما يُشبه الفوضى في الكلية الناتج عن عدم الاعتياد على ظروف المبنى الجديد ، وبعد أن تمّ إحراجهم بقرار زيارة الرئيس المرتقبة مما فاقم الضغط على المسؤولين هناك بمحاولة سد جميع الثغرات كي ترضى فخامة القيادة الوطنية عما أنجزَ وحققَ  .
وأرجو أن تصل استفهاماتي هذه إلى الرئيس قبل الوزارة الوصية وأن تُتخذ الإجراءات اللازمة للتعاطي مع ما أراه نقصا كبيرا قد يؤثر في مستقبل الجامعة هناك .
لماذا تُرحل الجامعة وتُبنى في منفى بعيدا عن المدينة وأهلها وتُزرع في أرض قاحلة لا يمكن أن تولد أو تُنبتَ علما ولا نفعا ثقافي ...؟
ببساطة لأن معاناة الطلاب في التنقل وحدها تكفي كي تُبين للفرد حقيقة عدم ملائمة البناء وعدم قدرة الطلبة على النقل فيه ، فمعقول أن تُبنى جامعة وتُرحل خارج المدينة دون توفير باصات نقل كافية للطلاب ، وليس ذلك من كلام المتقولين وحادثة يوم الثلاثاء 17/11/2015 في ملتقى طرق مدريد شاهدة والتي تتمثل في منع الطلاب الطريق على الباصات الثلاث الموجودة كي يوفر لهم آخرين لحملهم وكان مجموع الطلاب ما يقارب 200 أو يزيد وفي وقت مبكر جدا ... فعظم الطلاب يصلون الجامعة متأخرين ومنهكين من وعثاء السفر وبالإضافة إلى النقص علميا لا يمكن لذهن بشر استيقظ على مطبات التنقل فجرا دون إفطار وقضى ساعة أو يزيد أن تحصل لديه القدرة الكافية على الفهم والاستيعاب دون تشوشٍ وخمول ... وهذا واقع بالفعل للطلاب .
كما أنه تجدر الإشارة إلا أن المبنى السكني الذي أصبح يشرف على النهاية والتمام لا يمكن أن يستوعب مجمل الطلاب المتواجدين في الجامعتين "جامعة انواكشوط" و"وجامعة العلوم والتكنولوجيا والطب" فعلى حسب كلام وزير التعليم العالي أن المبنى يحتوي على 2600 وحدة سكنية كل وحدة تحتوي على سريرين ليقارب السكن استيعاب ما يزيد على 5000 طالب ، فهل يمكن اعتبار أن هذا الكم يكفي لطلاب الجامعتين على اعتبار أن المسجلين في كلية الآداب المرحلة يزيدون على 6000 والمسجلين في كلية العلوم والتقنيات يقاربون نصف ذلك ، وطبعا لا يمكن هنا ذكر كلية العلوم القانونية والاقتصادية التي تجري أشغال بناءها ....؟
طبعا الوضع ليس تحت السيطرة ولا يمكن أن يكون كذلك وستستمر معاناة الطلاب إلى أجل غير مسمى والأمرُّ من ذلك أن تهمل الدولة النواقص وتكتفي بالاحتفاء بالقليل الذي لن يتم إلى بإنجاز النواقص، وبعد ذلك يُصاحب البعد نقص في شبكة الانترنت وأدوات الطبع والسحب وغير ذلك من حوائج الطلاب ،  وأرجوا أن تنتبه الجهات المسؤولة والموجهة إلى النواقص الأنفة الذكر وأن لا تهملها قبل فوات الأوان وحصد نتائجها السلبية.

19. نوفمبر 2015 - 11:41

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا