أي مستقبل ينتظرنا (ح4)؟ / اسغير ولد العتيق

مثلما تعمل الرياح والمياه والحركات الداخلية للأرض على تغيير وجه الأشكال الطبيعية للتضاريس، تأخذ الاتجاهات  القلبية الطائفية العرقية والفئؤية طريقها لتعرية الدولة والكائنات السياسية بكل سهولة وسرعة مفعول حيث يلاحظ دون بذل جهد و ببداهة عمق وقوة الآثار السلبية الناجمة عن تأثير تفاعلات

 هذا الكشكول!!!
   سنعبر مجازا  إن جاز ذلك "بارتفاع وانخفاض درجة الحرارةّ" عن شدة وحدة التباين في وجهات النظر والخلافات العقائدية المذهبية والفكرية،اللونية واللغوية الآديالكتية "الخطابية" الداخلية الداخلية  في مجتمعنا بل وداخل كل إطار سياسي في بلدنا  يساري راديكالي أو يميني محافظ، نقابي، أو حقوقي إنها خلافات جذرية تهدد بنسف كيان الدولة والمجتمع،لأنها صراع مكونات وأريد لها أن تكون كذلك ، ولنأخذ نموذج
      العبودية ومخرجاتها " العبودية وآثارها" المتبعة والمطبقة في قوانين سلوك التعامل الهرمي التقليدي في المعاملة الاجتماعية العمودية المجسدة والمرسخة لتراتبية الاحتقار والازدراء والإبعاد والإقصاء للعبيد وأبنائهم ... !!!.  هنا قد يصفني الآخر بالعنصري عندما أحدث بصدق عن نعلة العبودية التي تصحبني وعذاب مخلفاتها الذي يلازمني، أظله وأبيته..!!، عندما أحدث بأمان وصدق قول عن فقري .. !!!وجهلي ،مرضي وجوعي ...!!!! ، عن ألمي المتواصل وأنين أبنائي..! لماذا تتركني أرفع شعار مناهضة العبودية وحدي؟!!أو لست معنيا بالامر..؟ لم لا تقاسمني مأساتي .. !التي  ليست من اختياري ولا بمحض إرادتي أرغمت عليها ولا زال بعض بني جلدتي مرغما من طرفك ياسيدي!!  ؟ لم تتركني أفكر في بدائل اجتماعية ؟ألست أنت هو الذي أطلق علي لقب العبد ومن ثم حرطاني ؟ لم أختر لنفسي هذا الاسم ولا هذا التصنيف ؟وضعتني حيث استقر في رتبة المضاف بعد المضاف، في خانة المفعول به لا الفاعل في المنظومة الثقافية للمجتمع الذي ننتمي إليه أنا وأنت ثقافيا لا أصلا، وربما أصلا ؟لم تتقبلني جزء منك ومن ثقافتك التي هي ثقافتي، إلا سياسيا أما ثقافيا فلا ؟تضايقني في العروبة التي تجمعنا وتسعنا وتوحدنا في اللغة والموروث ؟لماذا تسخر مني و تقلل من أدواري ؟ ظلمتني في سالف الدهر وتظلمني اليوم وتصر على عدم الاعتراف بظلميّ الرقّ" الذي هو أبشع ظلم مورس على البشر ، تكيف ردة فعلي حسب الهوى والمبتغى  !!  تؤول بما يخدم مصلحتك لماذا يا أخي كل هذا ؟ ألا يكفيك أنك ظلمت إسلافي واستخدمت عضلاتهم؟ ألست أنت الفقيه ،أنت العالم ،أنت المثقف،أنت المسلم  الأعلم بما قال الله ورسوله في الظلم؟ أنت الأدرى بما يترتب على بيع الأحرار و تعبيدهم ! ،مالذي تريدني أن أفعل؟ أنا فقير لا املك قوت يومي ،مضطهد ،مهمش،مغبون من ثروة بلدي ،مقصي من سلطته مبعد عن أماكن النفوذ والقرار ... حرمتني  وتواصل حرماني ...
      كثيرة هي المعضلات التي قد تؤدي في حالة عدم الاتفاق و التوافق على حلها إلى انهيار وتشتت  الدولة والكائن السياسي  على حد السواء عشنا ذلك مع شخصيات و أحزاب السلطة التي أخذت طريقة  الصخور المتحولة  الحزب الجمهوري، عادل وقريبا يسلك الاتحاد من اجل الجمهورية نفس الطريق ،نفس الخلافات عصفت بأحزاب معارضة عتيدة مذهبية راديكالية شكلت مرجعية فكرية ومذهبية لمئات آلاف  المظلومين الذين ارتشفوا فيها إمكانية التغيير نحو الأفضل  التكتل،التحالف،اتحاد قوى التقدم ... أو مجموعة حركية سياسية ناصرية ،بعثية، حر،إسلامية،كادحة، أو كتلة  أحزاب المنسقية،المعاهدة،المنتدى نتيجة للتصدعات و الانقسامات التي لا محالة تتركها الخلافات العرضية أو الجوهرية بين الأعضاء المكونين للحزب  أو الكتلة أو المجموعة  السياسية أو النقابية أو الحقوقية،وأغلبها خلافات شخصية في جوهرها تقوم على صراع نفعي أو محاولة بعض أشخاص الصف الأول التطاول  على الزعيم " الشخصية المحورية الرمزية" في الكائن مهما كان .
        في هذا الفضاء المشبع بالمؤثرات ذات الأبعاد المحلية و المرجعيات الخارجية لأغلب الحركات السياسية التي تحولت إلى أحزاب أو تبعثرت وتشتت فيها يكون المستقبل مخيفا،خصوصا في هذا المنعرج الدولي المشحون ،لم تسلم المنظمات الحقوقية والنقابية من التفكك والانشطار مثل "الاميبا " ومن ثم الصراع الداخلي الداخلي الذي يتحول في النهاية إلى رهانات الكبرياء وتضخم الأنا وتبادل التهم بالعمالة والتخوين وهذا يكفي لزيادة ارتفاع نسبة الضغط والشحن والشعور بالملل ،اليأس والإحباط الذي امتص رطوبة الأمل لدى المواطن الموريتاني ،الذي مل لجوء النظام (حكومة ومعارضة) في حالة العجز إلى خلق وافتعال الأزمات والخلافات السياسية الداخلية الداخلية بين السلطة ومعارضيها ،بين المعارضة والمعارضة ثم الخلافات المذهبية العقائدية ، التي هي أقوى العوامل تأثيرا  ،
     فرياح التغيير التي تنطلق من منطقة "الضغط المرتفع"الذي نعبر عنه مجازا بشوق وتوق وتطلع الشعوب إلى الحرية وحرية الرأي في الاختيار والديمقراطية ودمقرطة النظام والرغبة في العدالة وعدالة التوزيع والإلحاح على الإصلاح وإصلاح الإدارة والإمارة ،الأمل في التغيير وتغيير الحكم المطلق ألاستخباراتي البوليسي  ,
      نجحت بعض النخب السياسية إلى حد ما في الصراع مع الأنظمة العسكرية الشمولية فيما فشلت الأخيرة وذراعها المدني ،في تحقيق الأهداف التنموية ، وكانت بعض المنظمات النقابية والحقوقية محدودة الدور إذ اقتصر على التكوين في خلايا استخباراتية لخدمة النظام أو أجندات أجنبية مثل الحركات السياسية التي يتفاخر أغلب الساسة بالانتماء لها، فكلها أوجلها تأسس برعاية أجنبية ،ويوما بعد يوم تتكشف الخيوط  المستورة لمؤامرات حاكها البعض من أبناء هذا المجتمع وحده أو مع غيره من عناصر تياره أو منظمته الحقوقية أو النقابية ضد هذا البلد بتنسيق مع سفارات وحركات وأحزاب ومنظمات أجنبية إسلامية وعدوة للإسلام ،وهذا ابسط دليل على موت  وفشل المشروعات المجتمعية لهذه النخبة التي أثبتت التجربة، غياب البعد الوطني لدى اغلبها


 

13. مارس 2016 - 13:46

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا