هل الديمقراطية  ضرورة لا غني لنا عنها  ام  كمال لا نستحقه؟ / ذ.سيد امحمد محمد فال

الدمقراطية نظام سياسي وضعي راق....الي حد بعيد بالمقاييس البشرية. لكنه علي ما يبدو  وضع خصيصا  للامم التي  تتطلع الي التقدم  وتناضل من اجل الحرية وتسعي الي تحقيق  العدالة والمساواة بين ابنائها.دون غيرها من الامم والشعوب. خاصة تلك التي وفقها الله في القضاء علي الرق  بجميع اشكاله و علي الإسترقاق.   واطلقت  البرامج وضخت  المليارات  وسنت القوانين من اجل  القضاء علي  مخلفات وٱثار هذه الٱفة   المشينة. ثم بعد ذاك  تجد  الكثير من نخبها وقادة الراي فيها وحتي من فقهائها وعلمائها الاجلاء    يرضون  العيش تحت  نير العبودية والإنبطاح  لكل  من يصل  الي دفة الحكم في البلاد ايا كان و دون قيد او شرط.

فتري هؤلاء يدورون  في افلاك الحكام   ويسبحون بحمدهم خوفا وطمعا   وتملقا  طيلة  عهودهم ليتنكروا لهم بمجرد نهاية احكامهم ليعلنوا  البيعة والولاء  المطلق لمن ياتي بعدهم حتي ولو كان وصوله الي السلطة جاء بحد السيف. .

   فمن منا لم يسمع     الحديث الذي يجري هذه الايام   عن تحريض البعض لرئيس  البلاد الذي يوشك علي انهاء ولايته الدستورية الاخيرة ( بانجازاتها واخفاقاتها)علي الترشح لمامورية ثالثة لاشرعية ولا مشروعة  ولا منطقية؟  وهل منا من يجهل   ان معظم  الذين يحرضون علي الدستور ويطلقون   الحملات تلوي الحملات من اجل قرصنته باسم الموالاة والاغلبية الحاكمة،  هم  انفسهم  الذين انطلقوا  منذ عقود  في رحلة   مكوكية عابرة   للأجيال  والدهور والعهود دعما   لانظمة الحكم في البلاد دون تمييز بين  عادلها وطاقيتها، مصلحها و مفسدها مخلصها وخائنها.  تلك الرحلة الغريبة العجيبة التي لم تبدأ  مع حزب الشعب و هياكل تهذيب الجماهير ولم تنتهي  بالإتحاد من اجل الجمهورية(UPR)  واجداده (الحزب الجمهوري الدمقراطي الاجتماعي، الحزب الجمهوري من اجل الدمقراطية والتجديد، عادل، الميثاق، اضافة الي  تكتل المستقلين المنشقين في لمح البصر من الحزب الجمهوري من اجل الدمقراطية والتجديد،  بايعاز   من بعض الضباط الانقلابيين آن ذاك. والحبل علي الجرار. لان عالم الغيب  والشهادة وحده  يعلم الي اين  ستشد هذه القوي الغريبة الاطوار  الرحال غدا  عند ما يؤذن المؤذن برحلة دعم  مكوكية جديدة علي متن سفينة موالاة ودعم لعهد جديد بدات ملامح تشكله تتحدد  حتي قبل  ان يعلن المرشح  المحتمل الأوفر حظا من وجهة نظر  هؤلاء  نيته الترشح  للرئاسيات القادمة!

عموما ما اتمناه هو ان يكون جميع هؤلاء الفاعلين والنخب قد ادركوا ان  الشعب الموتاني قد تجاوز سن  الرشد. وان زمن وصاية شيوخ القبائل وقوي الرجعية  وقادة العسكر عليه قد ولي الي غير رجعة.

 وما علي هؤلاء  الفاعلين الا ان يستبقوا الاحداث ويبادروا الي دمقرطة حقيقية لبلادهم لتمكين شعبهم الذي شبع نضجا من حكم نفسه بنفسه   لان ذلك من شانه التاسيس لنهضة حقيقية للبلاد و وقف  دحرجة الامور فيها نحو المجهول. خاصة انها تقع  في منطقة تتحرك كلها علي صفيح ساخن!

 الامر الذي يحتم علي الطبقة السياسية العتيدة المستنزفة  التي حكمتنا  منذ الاستقلال الي اليوم  ان تتكيف مع الزمن وان تصلح نفسها بنفسها او ان تتقاعد وتخرج نهائيا من المشهد لصالح الجيل الجديد من الساسة الشباب الاكثر تاهيلا للحكم و ايمانا بالوطن وتمسكا بالحريات والحقوق وبالدمقراطية وثوابتها ايضا  خاصة منها تلك التي لا تتعارض مع منظومة امتنا القيمية والاخلاقية. عندها فقط بمكننا ان نجيب و  بكل ثقة  عن التساؤل الذي اصبح مواطنون كثر  وانا احدهم  يجدون انه من الوجاهة بمكان:

 (إذكانت الدمقراطية لا تصلح  الا لمن يتطلع اليها   ولا تنسجم الا مع من يستحقها ويتمسك بها  فهل نحن معنيون بها اصلا؟؟؟)

ختاما وحتي لايساء فهم ما اردت الوصول اليه. اعود فأذكر انني لا اشكك ابدا بوطنية ولا بنزاهة اي من حكامنا الذي تعاقبوا علي قيادة البلاد. سواء في ذلك من رحل من هؤلاء  تغمده الله برحمتة الواسعة او من لا يزال  منهم  يعيش  بيننا اطال الله عمره وحفظه. 

ببساطة شديدة ما اردت قوله هو  أن  الازمة عندنا هي أزمة نخب بالأساس. فشعبنا شئنا ام ابينا مبتلي بنخب لا يمكن ان يفلت من قبضتها اي مخلوق  يصل الي دفة الحكم حتي ولو كان ملكا حاشي لله.

حفظ الله الوطن وجنبه جميع المكاره واعاد تفعيل  منظومة ساسته الاخلاقية المتوقفة  للأسف  عن العمل منذ بعض الوقت!

انه ولي ذلك والقادر عليه.

ذ/سيد امحمد محمد فال

27. يناير 2019 - 18:31

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا