هل تزيل "تعهداتي" عوائق التنمية..؟ / أحمد ولد الحافظ

تكاد تكون العوائق التنموية –اليوم- في عوالمنا (العربية الأفريقية الإسلامية..) عوائق نمطية مركبة.. تتأسس –غالبا- على بعض المظاهر؛ المؤدية إلى بعض النتائج.. مثل انعدام الحرية، وبطالة الشباب، وانتشار خطاب الغلو.. وما تنتجه تلك الظواهر من "هشاشة الاستقرار".

واقع أنهك العديد من الدول وأدى إلى أنها تصب جهودها كلها من أجل علاج تلك النتيجة (هشاشة الاستقرار) مستخدمة –في العموم- حلولا آنية وشكلية.. لعدم مراعاتها لأسباب تلك الآفات وبواعثها؛ وهو مسلك لا غنى عنه لمن يريد استئصال الداء والعلاج ذا الأمد البعيد.. فما هو موقع برنامج المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد (تعهداتي) من هذا الطرح؟

يولي برنامج المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد (تعهداتي) أولوية كبرى لـ"قيمة" الحرية؛ رغم أن قضيتها –في الحقيقة- ليست مُلحة كثيرا بالنسبة لنا؛ حيث وصلنا في شأنها سقفا عاليا خلال الأربعة عشر سنة الفارطة.. وحيث ظللنا –بعيدا عن اللغط والغلط- نتصدر قائمة محيطنا "الجيوسياسي" في مجال حرية الرأي.. رغم ذلك تحظى تلك "القيمة" –وسبل ترسيخها وتعزيزها- بمكانة معتبرة في "تعهداتي".

يطرح كذلك "تعهداتي" خارطة طريق لتشغيل الشباب طموحة مع واقعيتها التي لفت إليها المترشح في أكثر من مناسبة.. وهي خارطة يراد لها التمكين لفتح باب متسع أمام التنمية العقلانية الجادة.. إذ يمثل الشباب (خصوصا في دولة شابة، يربو الشباب فيها على السبعين في المائة) النواة الصلبة والركيزة الأساسية لبناء اقتصاد منتج وقوي.. وهم –في ذات الوقت- الوسيلة الفعالة والأداة القوية لهدم الأوطان وهدم بِنياتها (من خلال مَصْيدتي المخدرات والإرهاب).

إذن؛ خلق 100 ألف فرصة عمل للشباب إنجاز يعالج "الدائَيْن" ويؤدي إلى ازدواجية المردودية؛ لأنه في ذات الوقت الذي سيفتح بابا إلى التنمية والتطور والازدهار.. سيسد بابا –آخر- كان مشرعا على الفراغ وعلى المخدرات وعلى الإرهاب..

يضاف إلى ذلك وعي المرشح –والذي برهن عليه في مسؤولياته السابقة- بأن "الإرهاب" أخطر من "الإرهابيين" لأنه إذا كانت الحالة الأخيرة (الإرهابيون) تمكن مواجهتها؛ بل ومحاصرتها أمنيا؛ فإن الحالة الأولى (الإرهاب) لا تمكن مواجهتها إلا ثقافيا وفكريا؛ ليأتي "تعهداتي" محملا باستراتيجية تحوي –بدورها- بعدا مزدوجا؛ إذ ستكون علاجا ووقاية في الوقت نفسه.. فنشر الفكر الوسطي المتسامح (بمعارفه ومحاججاته) كفيل بإعادة المغالين والمتطرفين إلى جادة الرشد والمسالمة.. كما أنه درع حصين ضد اصطياد المزيد من الضحايا إلى دوائر الخطر ومكامن الفشل.

لا تقتصر "تعهداتي" على معالجة تلك الجوانب –من المؤدي إلى هشاشة الاستقرار- بل تتجاوزها إلى التصدي للغبن والتهميش، ومواجهة الفقر وما يخلفه من بيئات هشة وخواصر لينة لكل مَخالب القلق والتصدع (سواء داخل المجتمع أو داخل الدولة).

إن رصد ميزانيات ضخمة (200 مليار من الأوقية) لتحطيم تلك الفوارق ماديا.. ووضع آليات أخرى (مساكن مختلطة وتوحيد الزي المدرسي) لمحاربتها شعوريا.. كلها بواعث للطمأنة على أن ثمة مشروعا جادا وواعيا.. للوقوف في وجه هاجس "هشاشة الاستقرار" وما يؤول إليه –غالبا- من فوضى وتعثر وفشل..

أعتقد أننا أمام فرصة استثنائية وبرنامج استثنائي.. يستحقان منا تجربة صاحبهما؛ خصوصا إذا علمنا أن تاريخه مُغْرٍ كثيرا.. بل ويمكن حسب المتاح منه للعيان –وكما يقال- أن "نَرَفْدُ أعْلِيه الدين".. وأن سبحانك اللهم.

14. يونيو 2019 - 20:37

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا