(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) حديث نبوي شريف
تعيش موريتانيا الآن أزمة سياسية غير مسبوقة فمنذ انقلاب العسكر علي الشرعية الدستورية سنة 2008وموريتانيا تتقاذفها الأمواج السياسية وتعصف بها الأحادية وينخرها الفساد.
عشرون يوما مرت على الرصاصة اللغز، أو الإصابة اللغز التى تعرض لها الرئيس محمد ولد عبدالعزيز في مكان ما من نواكشوط أو ضواحيه، ولايزال الغموض ومشتقاته المهيمن على المشهد رغم كل محاولات التفسير والشرح والطمأنه التي بذلتها السلطة والجهات المتعاطية معها،
رغم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء دابة الأرض أكل منسأة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، إلا أن أغلبيته لا زالت تسبح بحمده وتلهج بذكره وترتجف رهبا من بطشه ورغبا في امتيازاته، حتى إذا خر تبينت تلك الأغلبية أن لو كانت تعلم الغيب ما لبثت في السير عبر الطريق المسدود.
لقد سال الكثير من الحبر تحليلا لعملية إطلاق النار على رئيس الجمهورية ولست هنا لأعضد إحدى النظريات أو أفند الأخرى، لأنما لفت انتباهي هو طغيان العسكر على المشهد السياسي كأن البلد لم ينتج نخبة من المتعلمين تمتلك رؤية لتسييره.
عاش الموريتانيون خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، سيلا من الشائعات و الأراجيف. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، تطور الأمر إلى حملة ممنهجة يصعب حتى الآن تحديد الأطراف التي تقف خلفها، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد ضلوع بعض أطراف "المعارضة" في هذا الأمر، فبركة ونشرا، واستغلالا في الأنشطة السياسية اللاحقة.
موضة الإهانات المتكررة التي يتعرض لها الصحفيون من حين لأخروهم يؤدون عملهم النبيل ، ما كانت لتحدث من أي كان لولا حالة التشرذم التي تقسم مختلف الكيانات الصحفية إلى كانتونات ،بفعل العزف علي وتيرة التفرقة
أنعم الله علي وعليك وعليه وعلى كل الخيرين من أبناء هذا الوطن العزيز بالخير والعافية، فهذه بشرى عزيزة علينا أعزكم الله . مرة أخرى يؤكد الرئيس مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية
هناك لحظات دائما ما تكون مفصلية في تحديد مستقبل الأنظمة الدكتاتورية خاصة والأنظمة بشكل عام ومن الصعب أن يستغلها إلا صاحب خبرة طويلة في العمل السياسي يدرك بفطنته وتجربته كيف يبتكر طريقا جديدا في تلك اللحظة الحاسمة، طريقا ستسير عليه الدولة في المستقبل القريب والمتوسط والطويل،
وقفت على أحرف جمعتها لوحة مفاتيح شلاء طبعها أحد المعتوهين يدعى محمد ولد الطيب ــــ تفاؤلا ــــ قد عنونت [بلاد شنقيط مقبرة العلم والإيمان ] وقد جمع في هذا المقال من السب والشتم لساكنة الأرض ما يعجز الشيطان عن وصفه وقوله وعليه أقول :
يعيش الشعب الموريتاني ـ وبكل مكوناته و أطيافه ـ أياما صعبة تطبعها الحيرة والقلق، ويتساوى في تلك الحيرة النخب والعامة، المدنيون والعساكر، المعارضون والموالون، الفقراء و الأغنياء.
في الموروث الشعبي أن خنزيرا بريا، أوهم مجموعة من الحيوانات بأن وراء التلة وليمة، وكلما أبلغ أحدهم انكب على وجهه... برهة، لاحظ أن لا أحد منهم عاد أدراجه، فردد في صمت لعلها حقيقة، ولحق بهم.
حان للكثيرين أن ينهوا "ربيع الصمت" الذي يعيشه البلد، وأن يتحدثوا بصراحة فالأمور بدأت تتكشف، وهناك الآن طرفان فاعلان: الأول يخطط لـ"انقلاب عسكري" تحت أي يافطة كانت يصل بموجبها عسكري آخر إلى القصر الرمادي،