في مقال سابق، بعنوان: "المراهَقة الفِكرية" أشرتُ إلى أن الأقطار العربية تجد نفسها، في الوقت الراهن، أمام تحديات حقيقية، تفرض علينا جميعا – كل من موقعه – أن نكون في المستوى المطلوب، من أجل تجاوز هذه اللحظات التاريخية الفارقة.
بوصفي مواطنا موريتانيا مسلما يعيش على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية في هذا العهد الذي يقوده رئيس العمل الإسلامي، فقد توقعت في مساء الأحد وصبيحة الاثنين أن أشاهد اللقطات التالية:
قبل قرابة شهرين من الآن، اختفى دركي من محل عمله في ميناء الصداقة بالعاصمة نواكشوط دون سابق إنذار ودون أن يترك خيطا يمكن للأجهزة الأمنية أن تتلمسه لتتقدم، ولو خطوة واحدة، في التحقيق لكشف مصير عسكري اختفى أثناء ممارسته الخدمة ومرابطته على أحد أهم ثغور الوطن وأكثرها خطورة .
التطاول على الدين والاستهتار بالرسل والأنبياء والمقدسات جريمة كبرى وطريق من طرق الشيطان التي تُخرج صاحبها من الملة، وظاهرة طالبي الشهرة الذين يعتقدون أن السخرية والاستهزاء بالدين وقيمه تضعهم في دائرة الضوء ليست جديدة، لكن مع تعدد وسائط الإعلام وظهور مواقع
يجب أن لا تشغلنا الشكوك وشعارات الساسة وصمت الحكومة" المريب " عن واجبنا في الإعتراف ومحاسبة الذات والضرب بيد من حديد على مثل هذه الممارسات التي تشكل منعرجا خطيرا في تاريخنا ووصمة "عار " في جبين أرض "المنارة والرباط"
السؤال التقليدي الذي يجب على أي محقق، مبتدئا كان أو محترفا، طرحه عند كل جريمة هو من المستفيد؟
المستفيدون من جريمة تمزيق المصحف الشريف كثر: منهم من يريد عنفا يبرر به أفعاله، وممارساته، ومنهم من يريد الإلهاء، ومنهم من يريد ضرب المقدسات، ومنهم من يريد كل هذا.
حاولت قراءة ما يدور في الشارع الموريتاني من أحداث غريبة فأعددت لهذه القراءة عدة أدبية علمية ليتسنى لي وللقارئ فهمها أو معرفة ما وراء ظهورها في هذين الظرفين الزماني والمكاني.
تعيش بلادنا هذه الايام احداثا كبيرة هزت كياننا وزادت من فاجعتنا اصابتنا بالذهول فأصبحنا لا ندري هل نحن نعيش في الجمهورية الاسلامية الموريتانية أم في جزيرة الواقواق التي لا تعرف نظاما ينظم حياتها و لا قانونا تتحاكم إليه .
لا زلت من الحذرين من الخوض في حادثة تمزيق نسخ المصحف الشريف الليلة الماضية في أحد مساجد مقاطعة تيارت، أولا لأن ملابساتها لا زالت غامضة، وثانيا لأنني اطلعت على شهادة من شخص من جماعة المسجد هو الأستاذ محمدُ السالم ولد جدو هو بالنسبة لي عدل، وأعتقد أن الكثيرين اطلعوا مثلي
نحن أمة تحترم المقدسات وتراعيها , ديننا يفرض علينا احترام الأديان الأخرى ومن شروط إسلامنا الإيمان با الله وملائكته وكتبه و رسله , فكيف نجرؤ علي مد أيدينا للنيل من أقدس مقدساتنا " القرآن الكريم " و أية رسالة يريد من أقدم علي هذ الفعل الشنيع
فخامة الرئيس:
لقد كان الاوائل ممن ألفوا ساكنة هذه الربوع يطيعون العواذل لا لإرضاء العواذل ولكن لئلا تراوح الهيبة مكانها ولا تنتف الحشيشة
أطعت العواذل خوف الجفا == وخوف الحشيشة أن تنتفا
لا يمكن فهم ما يجرى فى موريتانيا اليوم من طعنات متتالية تستهدف هوية المجتمع وتماسكه منفصلا عن السياقات والفضاءات االعامة للمشهد الموريتاني منذ أن نفذ الجنرال محمد ولد عبد العزيز انقلابه على أول رئيس مدني مدشنا بذلك قطيعة مع أصالة موريتانيا الدينية والقيمية الناظمة لمجتمعها.
لم أشأ الحديث عن المسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من تبعات كلمة تعاطف معه قد تخرج مني بغير علم أو قصد، لوضوح تجاوزه لحدوده، والخوف كل الخوف من تجاوز أحدنا لحدوده أيضا إذا تعاطف مع أمثاله.
أرض المنارة و الرباط بلاد شنقيط قديما و الجمهورية الاسلامية الموريتانية حديثا حيث ظل التاريخ شاهدا على الاسلام السمح المحمي بمداد العلماء و دماء الشهداء لم يدر في خلد احد انها ستُخرج يوما من جدب صحرائها من يحرق مراجع كانت حارسها الامين او ستنجب
مساء الخير أوصباح الخير على وطني السابق فوق الأرض وأهله الطيبين فأنا ﻻعرف متى ستصلكم رسالتي هذه ولامتى ستقرءونها بتوقيتكم فأنا الآن في مكان ﻻيعترف بالوقت ولا بالتاريخ وليس معنيا بالشمس ولابالقمر شمسه الأعمال الصالحة وقمره
يقول البعض بأن جريمة تمزيق المصاحف إنما هي عمل موجه ضد السلطة، والدليل على ذلك هو أنها قد جاءت في نفس اليوم الذي دُشنت فيه قناة المحظرة.ويقول البعض الآخر بأنها قد جاءت للفت الأنظار عن منتدى الديمقراطية والوحدة، والذي تم اختتام أعماله في نفس اليوم.
منذ الوهلة الأولى لارتكاب جريمة تمزيق المصحف الشريف ليلة أمس بمسجد في تيارت ، والنظام يسعى جاهدا للالتفاف على هذه الجريمة النكراء ، عبر تصريحات وزرائه ومداخلات مسؤوليه في إعلامه الرسمي وفي تسريباتهم للإعلام الحر ، من خلال التشكيك في وقوع الجريمة أصلا
تابعت كافة ردود الفعل على حادثة تدنيس المصاحف ، خرج الوزير ، تظاهر الغاضبون ، تحركت قوات الأمن ، كتب الكتاب ، تحدث الخطباء ، تكلم المتكلمون ، توفي المصدومون ، استشهد المحتجون ، وأغلقت الدوائر العمومية والخصوصية مكاتبها وبدأنا نعيش حالة انفلات أمني غير معلن ووضعية ترقب غير مسبوق.