مسرح الجريمة هو مصطلح قانوني يحتاج إلي معرفة بالقانون "لحده" ولتعريفه ، وبما أن الموضوع ليس بحثا أكادميا ..فإن ذلك يشفع لنا بأن نكتفي ـ هنا ـ بالتنبيه إلي أن هذا المسرح ليس يختا أو أوركيسترا ، ليس ضيقا محصور الجوانب من حيث المكان ، وليس مكانا للعب السياسي..والترويح عن النفس
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم والحمد لله رب العلمين إخوتى وأخواتى الأعزاء:من أين أبدأ وماذا أقول؟؟؟
بالأمس إهانة العلم والعلماء..ثم التطاول على جناب خير خلق الله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وأكرمهم على الله..
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) الإسراء88 صدق الله العظيم
أعظم تحدًّ وجه للبشرية في القرآن الكريم وعجزت عن مجرد الإتيان بآية واحدة..!!
لم يفاجئني تمزيق تلك المصاحف بل كنت أتوقعها تماما فعندما حدثت محرقة الكتب ولم تحرك الدولة ساكنا بل وقف الرئيس فقط وقال إننا دولة إسلامية هذا ما قامت به الدولة ، اما الشعب فهو كذلك لم يحرك ساكنا بل اقتصر علي فعل مظاهرات
منذ أن أقدم القس تيري جونز على حرق المصحف الشريف والأحداث تتداعى، خاصة أن المسلمين هبوا في أنحاء العالم أينما وجدوا، وحرقوا الأعلام الأمريكية، ثم خلدوا إلى النوم في أسرة الخنوع، لكأن العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه
انشغل الرأي العام الوطني بحادثة تمزيق المصحف الشريف، وتعطلت المرافق العمومية والمدارس، ومصالح الناس بسبب الاضطرابات التي رافقت الإعلان عن هذه الحادثة الأليمة والمدانة بكل لغات الدنيا..
يقف المرء عاجزا مذهولا حائرا وهو يقلب صفحات المشهد الموريتاني في الآونة الأخيرة، مشهد يحمل الكثير من الرسائل من القصص والعبر التي تدمي القلوب وتتفطر منها الأكباد، وهي تظهر في كل صفحة منها خبرا يسئ وينسي في الأول، ولا تكاد الأمة تنتبه من صفعة حتى تفاجئها صفعة أقوى من الأولى.
ما هذه بلادي التي أعرف ولا هذه أرضي التي ذبت عشقا في ثراها ولا هؤلاء هم أبناؤها، كأن شنقيط غير التي أعرف، كأن أبناءها الذي أرضعتهم حب هذا الدين ورفع لوائه عقوها، اكفهرت الوجوه وتغيرت الملامح وتبدلت الأفكار والأخلاق.
في حي المشروع بتيارت قرب مخبزة ولد سبرو بالعاصمة انواكشوط يوجد مسجد صغير ولكنه يستوعب مرتاديه من حينا الشعبي الذي أقيم فيه، شيد المسجد بجهد بعض الخيرين حوالي 2004 على قطعة أرضية لم يسمح تخطيطها واتجاه مساحتها
اعترف،بدءا،بأنَّ الوقت مبكر على تناول جريمة ''تيارت'' المنكرة،و ما أججته من احتجاجاتٍ و غضبٍ مشروع بل واجب كل الوجوب على شعبٍ يُضرب في أقدس مقدساته،منذ فترة، على نحوٍ متلاحق و منهجي على ما يبدو،انتهى إلى تمزيق المصحف الكريم الذي هو أقدسُ المقدسات.
خلال بداية التسعينات نشطت حركة تنصيرية قوية توجت جهودها بالعلاقات مع الكيان الصهيوني فازداد الطين بله فدخلت الساحة الموريتانية حركة أخرى أكثر خبثا وخبرة في المجال العربي و الإسلامي إنهم اليهود أصحاب المشروع الصهيوني المدعوم
حرقٌ لكتب العلماء ، تدنيسٌ لكتاب فالق الحب و النوى، تطاولٌ على خير الورى، اعتداءٌ على وارث الأنبياء.. مسلسل متتابع الحلقات في ظرف وجيز، ينتقل بمجتمعنا من حلقة مهينة إلى حلقة مذلة إلى حلقات أخرى تـُـداس فيها القيم
حين يمزق القرآن في ولاية أمريكية تقوم قيامة المسلمين وحق لهم في ذلك فما بالك بالأمر حين يحرق في بلد يعد حفاظه من أكثر حفاظ البلاد الإسلامية وكل مكوناته تدين بالإسلام؟
حقيقة تمزيق القرآن كانت قبل أشهر أغرب صورة يمكن تخيلها من أوسع الناس خيالا، غير أن المتتبع
تقول الروايات المتواترة إن أشخاصا يستغلون سيارة رباعية الدفع أوقفوا سيارتهم أمام دكان في مقاطعة تيارت ونزلوا منها وتوجهوا إلي المسجد المجاور ودخل بعضهم المسجد ليرتكبوا أفعالا لم نسمع عنها إلا علي يد اليهود والأمريكان وكانت الشرارة
التصريح الصحفي الذي أدلى به سيد محمد ولد محم الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية وزير الإعلام قبل قليل حول تدنيس المصحف الشريف وما تلاه من أحداث احتجاجية عنيفة. يكشف في بما لا يدع مجالا للشك أن هناك جهات تأتمر بأمر الحكومة هي من أقدم
إن ماجري البارحة من إعتداء وتطاول علي المصحف الشريف هو قمة سلسلة من التطاول علي مقدسات العقل الجمعي لهذا المجتمع بدأت منذ فترة علي شكل أحداث متلاحقة ينسي بعضها بعضا لايفيق المجتمع من صدمة أحد هذه الأحداث إلا ليدخل في صدمة حادث جديد
شهدت موريتانيا منذ 2013 وحتى لآن أحداثا خطيرة جدا ومتسارعة، بل ولأول مرة تشهد بلاد شنقيط مثل هذه الأحداث الإجرامية البشعة التي يندى لها الجبين، وتنفطر لها الأكباد، وتنشق لها الأرض وتخر لها الجبال هدا، كيف لا،