تابعت ليلة البارحة وزير الإعلام أو عفوا من يسمى حاليا في البلاد وزير "الاتصال" والعلاقات مع البرلمان وهو يتعرض بأجوبة متلعثمة للعديد من النقاط المتعلقة بالأداء الإعلامي وبما أنني من الذين تابعوا عن كثب العملية القيصرية التي تمت لما يسمى تحرير الفضاء السمعي البصري.
امتعاض شديد يصل أحايين عديدة إلى حد الغضب في أوساط متنوعة من هذا الشعب الكريم، فما الذي يدفع الناس في ظل حكم ـ ولد عبد العزيز - إلى الغضب، الذي تحول إلى الاحتجاج والخروج إلى الشارع، ضمن تحركات ومسيرات مأذونة وغير مأذونة؟!!.
منذ أكثر من شهر أرعدت المعارضة الموريتانية وأبرقت، وتوعدت سكان نواكشوط بغيث جماهيري عميم يخلصهم من نظام ولد عبد العزيز، وواعدتهم بمهرجان الخلاص الذي أطلقت عليه صفة "الحشد الكبير"، وحددت له يوم الـ23 من يونيو 2012 موعدا لن تخلفه أبدا..
مبادرة الرئيس مسعود: بين حظوظ النجاح ومخاطر الفشل!!
تتوالى المبادرات و لا تظهر في الأفق أية بوارق أمل في صلح يستقر معه وضع البلاد السياسي المضطرب و تأخذ الدولة نفسا ضروريا قبل انطلاقة جديدة تحررها من صيرورة الجمود. ترى ما هو السر
إن أغرب عالم يواجه الباحث في الحركات الفكرية هو عالم الصهيونية ، عالم مليء بالشبكات اللاسلكية من البشر ، عالم يعامل رعاياه بأنهم شيء من الخنافس لا حق لهم في الحياة بل حقهم المبيدات والقنابل العنقودية والفسفورية والذرية ، حقهم حبال المشنقة والإبر الوريدية والصدمات الكهربائية والتنفس تحت الماء .
عندما أخذت القلم لأكتب هذه السطور تراءت أمامي موجة من الانتقادات وإعصار من الرفض إلا أنني سبق وإن أخذت عهدا على نفسي بالجرأة والصراحة في منهجي الكتابي حتى في الأشياء الأكثر حساسية وإثارة وخاصة في مجتمعنا الموريتاني مثل تعدد الزوجات الذي أرى فيه رأي قد يكون غريبا عند البعض..
ليس غريبا أن تكون هناك فوارق ومسافات ما بين النخب وعموم الناس في فهمهم للأشياء، وخاصة للشأن العام الذى يفترض أن النخب أكثر إلماما بمختلف مظاهره وأملك لأدوات تحليله وتجاوز الظاهر منه إلى المضمر والمنطوق إلى المفهوم والمكتوب إلى المسكوت عنه أو المطوي بين السطور، لكن ما هو غير طبيعي أن تتحول
صبيحة الأحد الماضي، كنت عائدا من منطقة "لبيرات".. من القرى التي تسألني كل أسبوع ما إذا كان الرئيس عزيز أطلق سراح محمد الأمين ولد الداده..
في هدوء هذه البلاد النسبي و نبذ مواطنيها الغريزي للعنف المادي و البعد عن استباحة الممتلكات عمومية كانت أم خاصة، يعشعش متقدا في حرارته بركان من حمم المتناقضات يربطها خيط استياء عام و نواة غضب عارم دفين.