شهدت يوم الثلاثاء فصلا من فصول "ثورة موريتانيا" التي ينسجها الشباب الموريتاني الناضج منذ أكثر من شهر، و ينسج معها "أكفان" ثلاثة عقود من حكم العقداء والجنرالات أصحاب الأحذية الخشنة، والعضلات المفتولة والعقول الصغيرة...
في هذا الظرف الخاص الذي هبت فيه شعوب المنطقة العربية رافضة استمرار عقود الطغيان و"الفرعنة" و"النمردة" والالتفاف على الشرعية ونهب خيرات الأمة من قبل شرذمة من المتنفذين ومن يسير في فلكهم المشحون
الإنسان كما عرفه الفلاسفة حيوان ناطق تغلب على البيئة فصار متحكما في الوجود . صحيح هو إنسان ناطق عاقل متميز عن باقي الكائنات الحية زوده الله عز وجل بالعقل والحواس الظاهرة والباطنة وكرمه وعرض عليه الأمانة وحملها .
تستعد مقاطعة المذرذرة هذه الأيام، لتنظيم استحقاقات انتخابية لاختيار من سيمثلها في الغرفة الثانية في البرلمان (مجلس الشيوخ)، والتي يطالب العديد من الساسة والقانونيين بالغائها نهائيا لعدم جدوائية دورها، ومحدودية ما تقوم به في اطار العمل البرلماني الي جانب الغرفة الأولى.
انطلقت الاحتجاجات يوم 25 فبراير وتعززت-نسبيا-يوم الثلاثاء الموافق1-3-2011، لكن هذا المسار الاحتجاجي محل تساؤل وتركيز كبير من قبل السلطة والمواطنين-خصوصا منهم أصحاب الوعي السياسي ولو كان وعيهم محل جدل وتساؤل هو الآخر-.
لم تعش الدول العربية جدبا سياسيا وثقافيا مثلما عاشته مع سيطرة العسكريين على الحكم. ولم تكن موريتانيا بعيدة عن هذا المسار الذي عمَّ أغلب دول العالم الثالث. فبعد فراغ طويل لم تعرف فيه بلادنا مؤسسة الدولة منذ عهد المرابطين، ولدت الدولة الموريتانية.
قديما قيل أن الغريق يطفو علي الماء "ثلاثة"قبل موته ،ثم يحبسه الماء حتى يلقيه جثة جامدة علي سطحه،وأخيرا تتكرر تلك الدلالة فتحبس وتقتل وترمي وتنفي .
أولئك السابقون في مصر وتونس وليبيا قضوا أعمارا مديدة في الحكم والتسلط على مصائر وخيرات شعوبهم وأوطانهم، جعلت منهم حكاما إلى الأبد، يسعون للتمديد والتوريث، ويجعلون من الحزب الحاكم واللجان الثورية وجمع المال والولاءات الفردية والجماعية وإقصاء الخصوم مجرد أدوات لإطالة بقائهم في السلطة.
تضفي الثورات الشعبية على الاجتماع السياسي مغزاه الإنساني، وتحول الشعب من ركام من البشر لا يجمع بينه إلا جامع الجغرافيا، إلى مجموعة من العقلاء يربط بينهم عقد اجتماعي مقدس. فالخنوع للسلطة غير الشرعية ليس خيارا شرعيا،
لقد قرأت مقال الأخ سيد محمد ولد آبه المعنون بالعنوان "ليحترق العالم كله ....ويبقي القذاف "بتاريخ 2011_02_21 المنشور في موقع الأخبار الموريتانية ،ورأيته مقالا جيد ا في تركيبه لأنه بلغة أهل الجنة .لغة آخر رسل أهل الأرض وفيه اسماء لأشخاص عمر الأرض بالذكر والدعاء والعطاء .
نيرون ليبيا ’’ بوأغنية وكتيب’’ كما يقول الليبيون يحرق طرابلس الغرب وبنغازي ومدن الثورة، كما أحرق سلفه نيرون الإيطالي مدينة روما ثم جلس على ركامها يغني ..لكن نيرون المجنون لن يجد فرصة للغناء، ولم يعد لخواره الأجش الذي يسميه مرتزقته في نواكشوط خطبا وفكرا أذنا واعية.
الشعب الليبي ينتصر بدمائه،، هذه هي المفردة الوحيدة في اللغة العربية الآن. فلتتوقف اللغة عن الحديث، لقد تكلم دم حفدة عمر المختار، واحمرت به الدنيا بعد أن استحالت خضرة الكتاب والنظرية العالم ثالثية إلى لون الرماد.
لا مجال الآن للبحث عن الكلمات والعبارات الدالة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الثوار المجاهدون في أرض ليبيا ..فكل العبارات تنقلب حسيرة ترتد من هول الفاجعة وسوء الحادثة... لذلك فقد أصبح من الفرض العيني على كل مسلم أن يتداعى لهذا الشعب ولو بالسهر والحمى .
أمضى الزعيم والقائد الليبي معمر القذافي قرابة نصف قرن يحكم شعبه بأوهام شعارات مزيفة لم تطعم فقيرا ولم تعلم جاهلا ولم تساهم في تحرير أرض ولا نصرة قضية عربية ، بل ظل يسوم شعبه وأهله سوء العذاب كما كان يفعل الفراعنة مع قومهم وكل الحكام المتكبرين عبر تاريخ الديكتاتوريات الطويل.
أنا الحرية, أتحدث إلى شباب الوطن العربي الحر..طالما تقتم إلي وحلمتم بي وطالبتم وتمنيتم قدومي ,لكن لم ألب ندائكم ولم أعركم انتباهي لأنكم لم تستحقوني ولم تسعوا إلى بجدية ولم تعملوا لتحقيقي بعملية..وأظنكم عرفتم السبب الآن,