شهدت العاصمة انواكشوط يوم 29ابريل 2014حدثا استثنائيا يجسد ترجمة جديدة لأحداث سابقة في أزمنة متعددة وبصورة موحدة وبتوافق يكاد يكون جامعا , وتمثل هذا الحدث في مسيرة أطلق عليها "مسيرة الحقوق" ..
في كل مرة أمر من أمام أو من خلف القصر الرمادي، أتذكر قصة المأمون مع أحد العامة، لما رآه يكتب على جدران أحد قصوره، فأمر الحراس بأن يعرفوا ما كتب ويحضروه إليه. وكانت بينهما القصة المشهورة المدونة في كتب التاريخ.
لم تعد للحوار مساحة للتغلب على شيطان العناد، لم يعد لغلبة منطقه هامش من وقت لتقريب المسافات الواهية، و لم تعد للرشد السياسي، الغائب أصلا، فرصة ليرى النور فتحتكم إليه الألباب المحكومة بجبروت الماضي و طغيانه وهشاشة الحاضر وعمى المستقبل وغياب رؤيته .
قالت السلطات الأمنية إن أجانب شاركوا في أحداث التخريب التي صاحبت وصول مسيرة العائدين قبل أيام، وسيصدقهم البعض وسيكذبهم البعض الآخر، نحن سنصدقهم، لا لأننا نصدق- أو نكذب- كلما نسمعه،
لم يكد ينهى الإمام محمدو بن محمدو ابن البوصيري الشهير ببداه نظم "رحلة الحج" في طلب العلم إلى من أدرك من أوعيته وقاماته الفارعة من أمثال الشيخ أحمدو الحسني الذي استغنىى بنفسه عن النسبة إلى أبيه
مسيرة "حقوق لحراطين" أسالت حبرا كثيرا وأهدرت جهدا كبيرا وكانت دون ما راهن عليه من أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بمناسبتها في بلد ينفلت من عقاله ويختلط حابله بنابله وتغيب فيه سلطة القانون! ومن أهم صفاتها
بعد فشل الحوار، وبعد إعلان المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة عن مقاطعته لانتخابات 21 يونيو، فقد أصبح من اللازم أن نبحث عن إجابة للسؤال الكبير الذي لابد أن يطرح وبشكل فوري بعد الإعلان عن قرار مقاطعة انتخابات 21 يونيو: وماذا بعد؟
درج الساسة و المراقبون في موريتانيا على تكرار أغنية فشل التعليم وتراجيديا اليأس من إصلاحه ولو بعد حين،واعتبروا أن لعنة التاريخ والجغرافيا إضافة الى تداعيات السياسات الإرتجالية للأنظمة العسكرية المتعاقبة على البلد كلها
نشرت بعض المواقع الإخبارية قبل حوالي أسبوع خبر اختراق موقع "الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة " من طرف قراصنة صينيين و نظرا لأن الوكالة هي المسئولة عن حفظ وثائق
بعد أن فشل حوار اللحظة الأخيرة في تحقيق أهداف الحكومة من ورائه وامتناع جميع مكونات منتدي الديمقراطية والوحدة عن الخروج علي مشروع المعارضة الوطنية ،أصبحت الخيارات محدودة أمام أحزاب المعاهدة وكان لابد من أن تتفرق في اتجاهين متباينين ،
لاشك ان المتتبع للواقع الموريتاني سواء من اي الجوانب كانت السياسي الاقتصادي الإجتماعي ....الخ
تبدوا له صورة البلد اليوم قاتمه سوداء ولا تنبأ بخير ابدا ، فمنذ قرابة الخمس سنوات اي منذ استيلاء محمد ولد عبد العزيز على السلطة
تشهد معارضة الرحيل التي طالبت بإسقاط النظام في فترة الهيجان العربي منذ
تلك الفترة إنتكاسات عنيفة على مختلف المستويات مما جعلها تعيش على وقع
التناقض و التخبط في الوقت الذي يمسك النظام بالعصا من الوسط و يأخذ
تتسارع وتيرة الأحداث السياسية في بلادنا هذه الأيام مع حلول الآجال الدستورية للانتخابات الرئاسية التي يبدو أن الأطراف المعنية لم تتفق على حيثياتها حتى الآن. و توازيا مع هذه الوضعية تجتاح الساحة الوطنية امواج احتجاجات و تظاهرات
لطالما قلنا إن الأنظمة العسكرية المتعاقبة على حكم موريتانيا جبانة إلى أقصى الحدود ، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحرك للمواطنين ، ويمكن أن نعطي مثالا أو أمثلة بسيطة على ذلك، فإبان المسيرة التي انطلقت على إثر حادثة تمزيق المصحف الشريف (الغامضة)
حسب ظواهر الأمور فإنه يمكننا القول بأننا نعيش اليوم في ظل سلطة قوية، فهذه أول مرة يترأس فيها علينا رئيس برتبة جنرال، غير كبير في السن، جريء، وسريع في اتخاذ القرارات.
بالإعلان الصادر المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة صباح اليوم الأحد 04/05/2014 القاضي بمقاطعته لانتخابات 21 يونيو المقبل تكون بلادنا على موعد مع حلقة من مسلسل متجدد يسمى "التأزيم".
تلخص أحداث الأسبوع الماضي، جزءا من المشهد الموريتاني الراهن، الذي يطفوا القليل منه فوق السطح وتتواري جوانبه العميقة في القاع، فهو كالألكترون ندرك آثاره وتستعصي رؤيته بالنسبة لكثيرين من أبناء وطننا.
و كانت المسيرة التي انقسم حولها السياسيون و الإعلاميون و المواطنون و المحللون كل بما أوتي من قراءة أو موقف أو تحليل أو تقدير؛ مسيرة جاءت:
· معبرة عن إرادة أصحابها على حد قولهم،
يجمع الكل تقريبا على رفض الاسترقاق ونبذ هذه الظاهرة المقيتة، بعدما تأتي اليوم إمكانية إصدار رصاصة الرحمة على هذا الجرم الإنساني البشع عبر الحقب والأزمنة السحيقة، ولكن بعض المتحدثين باسم هذه الشريحة يحاول إثبات حقوق للضحايا على حساب الجيل الحاضر والمستقبلي،