ما هذه بلادي التي أعرف ولا هذه أرضي التي ذبت عشقا في ثراها ولا هؤلاء هم أبناؤها، كأن شنقيط غير التي أعرف، كأن أبناءها الذي أرضعتهم حب هذا الدين ورفع لوائه عقوها، اكفهرت الوجوه وتغيرت الملامح وتبدلت الأفكار والأخلاق.
في حي المشروع بتيارت قرب مخبزة ولد سبرو بالعاصمة انواكشوط يوجد مسجد صغير ولكنه يستوعب مرتاديه من حينا الشعبي الذي أقيم فيه، شيد المسجد بجهد بعض الخيرين حوالي 2004 على قطعة أرضية لم يسمح تخطيطها واتجاه مساحتها
اعترف،بدءا،بأنَّ الوقت مبكر على تناول جريمة ''تيارت'' المنكرة،و ما أججته من احتجاجاتٍ و غضبٍ مشروع بل واجب كل الوجوب على شعبٍ يُضرب في أقدس مقدساته،منذ فترة، على نحوٍ متلاحق و منهجي على ما يبدو،انتهى إلى تمزيق المصحف الكريم الذي هو أقدسُ المقدسات.
خلال بداية التسعينات نشطت حركة تنصيرية قوية توجت جهودها بالعلاقات مع الكيان الصهيوني فازداد الطين بله فدخلت الساحة الموريتانية حركة أخرى أكثر خبثا وخبرة في المجال العربي و الإسلامي إنهم اليهود أصحاب المشروع الصهيوني المدعوم
حرقٌ لكتب العلماء ، تدنيسٌ لكتاب فالق الحب و النوى، تطاولٌ على خير الورى، اعتداءٌ على وارث الأنبياء.. مسلسل متتابع الحلقات في ظرف وجيز، ينتقل بمجتمعنا من حلقة مهينة إلى حلقة مذلة إلى حلقات أخرى تـُـداس فيها القيم
حين يمزق القرآن في ولاية أمريكية تقوم قيامة المسلمين وحق لهم في ذلك فما بالك بالأمر حين يحرق في بلد يعد حفاظه من أكثر حفاظ البلاد الإسلامية وكل مكوناته تدين بالإسلام؟
حقيقة تمزيق القرآن كانت قبل أشهر أغرب صورة يمكن تخيلها من أوسع الناس خيالا، غير أن المتتبع
تقول الروايات المتواترة إن أشخاصا يستغلون سيارة رباعية الدفع أوقفوا سيارتهم أمام دكان في مقاطعة تيارت ونزلوا منها وتوجهوا إلي المسجد المجاور ودخل بعضهم المسجد ليرتكبوا أفعالا لم نسمع عنها إلا علي يد اليهود والأمريكان وكانت الشرارة
التصريح الصحفي الذي أدلى به سيد محمد ولد محم الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية وزير الإعلام قبل قليل حول تدنيس المصحف الشريف وما تلاه من أحداث احتجاجية عنيفة. يكشف في بما لا يدع مجالا للشك أن هناك جهات تأتمر بأمر الحكومة هي من أقدم
إن ماجري البارحة من إعتداء وتطاول علي المصحف الشريف هو قمة سلسلة من التطاول علي مقدسات العقل الجمعي لهذا المجتمع بدأت منذ فترة علي شكل أحداث متلاحقة ينسي بعضها بعضا لايفيق المجتمع من صدمة أحد هذه الأحداث إلا ليدخل في صدمة حادث جديد
شهدت موريتانيا منذ 2013 وحتى لآن أحداثا خطيرة جدا ومتسارعة، بل ولأول مرة تشهد بلاد شنقيط مثل هذه الأحداث الإجرامية البشعة التي يندى لها الجبين، وتنفطر لها الأكباد، وتنشق لها الأرض وتخر لها الجبال هدا، كيف لا،
بعد أسابيع من الإعلان عن عزم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ، الدخول في حوار مع الشباب ، من خلال لقاء هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد ، وبعد ان امتلأت المواقع الالكترونية والصحف الورقية بالكتابات حول الموضوع
الرئاسيات اقتربت والتحاليل تزايدت ودقات القلوب تسارعت , و الانظار تحوم حول سعيد الحظ ,
يفجؤني صمتك الصريخُ في لجج الجرح تثخنه النعالُ.. تطوِّف في بيداء الغيب، وتسقي من نزيف القلب اليباب في دروب الموتِ.. تحدو طيور "البوم" في حلك الليل...
تسائل غور الجرح عن وَزَرٍ.. وتستغيث ليالي السهد الداجية الحيرى...
في إحدى المرات وأنا أفتش في المذياع وجدتني فجأة ودون سابق إنذار أتابع حلقة على أثير إذاعة صحراء ميديا الحرة حول لقاء الرئيس والشباب المرتقب .تلك المناسبة التي باتت شبه معلومة لدى الكل لكونها نالت نصيبا وافرا من التعبئة
لا يتجاوز التعداد السكاني لموريتانيا الأربعة ملايين نسمة وتتوفر بالمقابل على مواد أولية كثيرة جدا منها ما بدأ استغلاله منذ زمن بعيد ومنها ما بدأ استغلاله مع " الاستقلال" ومنها ما دون ذلك ، لكن السمة المشتركة لكل هذه المقدرات التي تزخر بها
أيا تكن مواقف البعض من المعارضة- أحزابا أو تحالفات أو حتى خطا وتوجها - لابد من الاعتراف أن المنتدى الذي تعقدمع طيف واسع من المجتمع المدني هذه الأيام يحمل رسالة أمل في مستقبل موريتاني مختلف عن ماضينا المعتم وحاضرنا المأزوم؛
تعيش بلادنا منذ استقلالها في ظل إدارة أجيال متقاربة في العمر ظلت تحتكر الشأن الإداري الوطني في ما يشبه التنظيم السرّي لفئات عمرية محددة، وقد وصل الكثير من تلك الأجيال إلى مرحلة التقاعد متعمدين عدم الاستفادة من حقهم فيه،