سأفترض جدلا بأن انتخابات 23 من نوفمبر كانت انتخابات جادة وشفافة، ولم تكن بالمهزلة كما يدعي البعض، ولتأكيد هذا الافتراض اسمحوا لي أن أقدم لكم عشرة أدلة تؤكد بأن انتخابات 23 لم تكن بالمهزلة الانتخابية، وإنما كانت انتخابات جادة وشفافة، وقد شكلت قفزة نوعية وتطورا كبيرا في ديمقراطيتنا الناشئة.
أوضحت نتائج الشوط الثاني من الانتخابات البلدية والتشريعية 21 دجنبر 2013 توفر الشعب الموريتاني على المستوى المطلوب للمشاركة وخوض العملية الانتخابية الديقراطية ولو بالحد الأدنى من النضج والمسؤولية.
لم يكن فوز حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) وخسارة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية (UPR) في مقاطعة الطينطان وليد صدفة ولا مخالفا للتوقعات، فبالمقارنة الموضوعية نكتشف أن الفرق شاسع في القوة بين الحزبين ،وذالك عائد _برأيي _للأسباب التالية:
إلتقيت مؤخرا بمدير عام سابق للتلفزة الموريتانية ضمن عشرة مدراء للمؤسسة في أقل من خمسة سنوات, قال لي عبارة بقيت آثارها عميقة في ذاكرتي ,لأنني أعرف بأن معرفة الحقيقة بعد فوات الآوان من أصعب الدروس التي لايستفيد منها الإنسان,
أسدل الستار ـ تقريبا ـ على أكبر مهزلة عرفتها موريتانيا في ظل الجنرال أبي بدر، مهزلة الانتخابات ذات الثلاثة أشواط، وذات التأجيل السخيف، لا أتكلم هنا عن الفضائح المالية والرصاصات الصديقة بل عن الجانب السياسي الصرف !
"أعظم العقليات قادرة على أعظم الرذائل مثل قدرتها على أعظم الفضائل / رينيه ديكارت"
جائزة حقوق الإنسان التي منحتها الهيئة الأممية العالمية للمناضل الحقوقي الموريتاني "واكي" (كما يحب أنصاره أن يسموه ) أو بيرام لا يري البعض أنها في "محلها من الإعراب" ويذهب البعض الآخر إلي وصفها بالتعبير( الفاضح عن تحريض غير مبرر لمتمرد علي قيم مجتمعه وثقافته ومنتهك لحرمات دينه ومستبيح لأعراض أهله)
لن تكون حروفي هذه المرة عادية جدا,و لن تكون بقسماتها المألوفة كالعادة , فهي ومضة من الألم والأمل , هي أحزان عميقة وجراح نازفة هي خناجر قلوب تنزف و قصة تيه وضياع في دنيا تكره الكلمة وترفض الحقيقة ..
من المضحك المبكي ان ترى بعض من تمكن الجهل من تلافيف عقولهم يصرون على نظريات تجاوزها البحث العلمي من عقود من الزمن و يكررون افكارا متخلفة ركنت على رف التاريخ و تحولت الى مجال لتندر الخبراء.
لنبادر أولا إلى تنقية بعض الشوائب غير الملائمة التي عكرت صفاء مشهد الحداد الاحتفالي حيث تتناغم الرقصات مع الأغاني في بحر من الدموع.
إنّ الدفاع عن اللغة العربية هو دفاع عن الاسلام الذي احتضنها أيامه الأولى، ولو كانت هناك لغة غيرها أشرف منها منزلة وأفصح منها بيانا لنطق بها القرآن الكريم، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين.
لا زالت الجزيرة رغم بعض الهنات تجذبنا إليها ,ونتطلع إلى شاشتها التي سكنت البيوت العربية والموريتانية منذ تسعينيات القرن الماضي...
السياسة هي فن المستحيل وصاحبها غالبا مايكون يسعى الى سراب اوهام في مخليته لذا فإنه يتفنن كل وسائل التحايل والتلاعب لتجسيد ذلك الخيال على ارض الواقع وهنا ، تنبلج له اشكالية " الضمير والإنسان " والسياسة في موريتانيا هي اكثر ماتكون حرفة
قد تتطلب الحرية السياسية والإعلامية فتح المجال أمام الساسة وأصحاب الرأي ،وترك الأبواب مفتوحة أمامهم لتكون الحرية كاملة وغير مشروطة .لكن ما يحدث في الجمهورية الإسلامية الموريتانية اليوم ،من سهولة الترخيص للأحزاب والمواقع الالكترونية يعود إلى واقع السياسيين والإعلاميين أنفسهم .
إن أخطر ما يمكن أن يرتكبه أي سياسي, هو الاعتقاد بأنه يستطيع أن يرقص وحيداً مع حزبه أو جماعته من دون اللجوء إلى نتائج صناديق الاقتراع, وأن يصنف أي منتقد كعدو, وأي معارض بالخائن. فالديمقراطية تفترض الاستماع والتحاور والإصغاء بعمق وتصحيح الأخطاء.
صدق من قال بأن مجتمعنا يشبه الخيمة، مفتحة من كل الجوانب، يدخلها من شاء من حيث شاء، والدنيا عندنا سيبة بلا انضباط؟
لاشك أن مبادرة نداء الرابع من دجمبر الوليدة والموجه بحسب القائمين عليها إلى المعارضة حصرا بمحتوى عام يخاطب مختلف أطيافها قد ملكت من مقومات النجاح ومن الروعة ما يكفي لجعلها أنسب المحاولات السياسية قبولا واستجابة للمساهمة في حل معضلة غدت بدورها
في ايام قليلة ستطوى صفحة الانتخابات ...نعم ستنتهي اطول نكته اجترها الجنرال محمد ولد عبد العزيز أمام الناس و في وضح النهار.