التضليل الإعلامي في عصر السوشيال ميديا.. خطر يهدد الاستقرار / حمود أحمد سالم محمد راره

إن العصر اليوم أصبح يفرض متطلبات جديدة بحكم دخولنا في عصر التدفق المعلوماتي السريع، حيث أصبحت الأخبار الكاذبة واحدة من أكبر التهديدات التي تواجه المجتمعات، فالأخبار المزيفة لا تؤدي فقط إلى تشويه الحقائق، بل تهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلدان.  

فهي تساهم في إذكاء النزاعات البينة حين يتم تداول معلومات مغلوطة لتضخيم الخلافات أو إثارة الفتن. ولأننا مجتمع متنوع الأعراق، فإن خطر هذه الشائعات يهدد النسيج الاجتماعي ويساهم في خلق بيئة تنافر. ولهذا فإنه من الضروري أن نكون على وعي جيد وتام بالقدر الذي يحصننا أمام هذا السيل العرم والذي تشكل الأخبار الكاذبة عصبه الأساسي.  

ولا يقتصر خطر الأخبار الكاذبة على هذا فحسب، بل يتجاوزه الي تهديد الأمن والاستقرار لكون جهات خارجية أو جماعات معادية قد تستخدم هذه الأخبار لزعزعة الأمن، سواء عبر الترويج لشائعات عن أخطار محدقة غير موجودة أصلا أو أزمات اقتصادية وهمية. فهذا النوع من التضليل يمكن أن يثير الذعر ويؤثر على سمعة البلاد على المستوى الدولي.  

فعند انتشار أخبار مزيفة عن وضع اقتصادي متدهور أو أزمات مالية غير حقيقية، قد يحدث هروب رؤوس الأموال أو تراجع الاستثمارات الأجنبية. كما يمكن أن تؤثر الشائعات على الأسواق المحلية، مثل ارتفاع أو انهيار أسعار السلع دون أسباب حقيقية.  

ولا يقتصر خطر الأخبار الكاذبة على هذا، بل يتجاوزه الي أبعد الحدود مما يستوجب النهوض ونشر الوعي لتحصين المجتمع ضد هذا الخطر الداهم والذي يسري مفعوله كالنار في الهشيم. 

وفي هذا الصدد لا مناص من تعزيز التوعية الإعلامية لدى المواطنين لتمييز الحقائق من الشائعات.  

وهذا لا يمكن أن يتأتى بالشكل المطلوب دون دعم واسع للإعلام الرسمي الموثوق به وفرض رقابة واعية على المنصات المعروفة بنشر الأكاذيب لمواجهة المحتوى المضلل.  

وفي النهاية فإن الأخبار الكاذبة تشكل في واقع الأمر أزمة حقيقية تهدد كيان المجتمع على مستويات متعددة، مما يتطلب تضافر الجهود لبناء بيئة معلوماتية آمنة وموثوقة يمكن للمواطن الرجوع إليها في بحثه عن الأخبار الصالحة وتجنبه الوقوع في متاهات الشائعات المغرضة والمضللة وذات العواقب الوخيمة.

 

حمود أحمد سالم محمد راره.

 

10. أبريل 2025 - 16:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا