في لحظة دقيقة تمر بها مدينة أطار، وسط أزمة كهربائية خانقة أثرت على حياة سكانها اليومية، وصلت بعثة من حزب الإنصاف إلى المدينة، حاملة معها رسالة سياسية وإنسانية في آن واحد، رغم اختلاف وجهات النظر حول أولويات هذه الزيارة.
ورغم أن معاناة الأهالي جراء الانقطاعات المتكررة للكهرباء ما تزال قائمة، إلا أن وصول البعثة يُمكن قراءته أيضًا كفرصة لإعادة مدّ الجسور بين الهيئات الحزبية والقواعد الشعبية، وإطلاق حوار بناء مع الفاعلين المحليين الذين يطمحون إلى تفعيل مبادئ الشفافية وتعزيز روح الإصلاح.
و ومن المتوقع أن تنصب جهود البعثة خلال هذه الزيارة على الاستماع إلى مستشاري حزب الانصاف في الولاية ، الذين طالما عبّروا عن مطالبهم المتعلقة بتقييم أداء العمد والسعي لضمان حسن التسيير المحلي.
وهي خطوة، رغم ما قد يُؤخذ عليها، تؤشر إلى وعي متزايد بأهمية معالجة التحديات السياسية عبر الأطر المؤسسية السلمية.
ويرى كثيرون أن الزيارات الروتينية مهما بدت شكلية، تظل مناسبة لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، ولبثّ رسائل تطمين تؤكد أن تحسين الأداء ومعالجة الإخفاقات أصبح ضرورة يفرضها وعي المواطن، وبرنامج الإصلاح الوطني الذي يقوده فخامة رئيس الجمهورية.
إن أطار، برغم ظلال الأزمة الخدمية، ما تزال تختزن طاقة أمل كبيرة، تتجدد كلما التقى الفرقاء حول مصلحة المواطن، بعيدًا عن منطق التجاذب والخطابات التقليدية.
وفي هذا السياق، فإن تجاوز التحديات الحالية يحتاج إلى شجاعة نقد الذات، والانفتاح على مطالب الشفافية، والعمل على تنفيذ تعهدات حقيقية تمس حياة الناس بشكل ملموس.
ورغم أن الطريق نحو تحقيق هذه الأهداف قد يبدو طويلاً، إلا أن الإرادة الصادقة، حين تتضافر مع الوعي الشعبي والالتزام السياسي، قادرة على تحويل حتى أحلك الظروف إلى فرص واعدة لبناء غد أفضل.
فالضوء في أطار، وإن بدا خافتًا اليوم، يمكن أن يشتد بريقه مع كل خطوة جادة نحو العمل المشترك وتحقيق التنمية العادلة.
محمد / أعليوت ... صحفي
