
أطلقت السلطات العمومية حملة واسعة النطاق لنظافة وتشجير العاصمة نواكشوط وهي لعمري خطوة بالغة الأهمية. ففضلا عن كونها ضرورية لصحة الساكنة فإنها في نفس الوقت تأتي لتكمل تحسين وجه المدينة موازاة مع ما شهدته من بنية تحتية عصرية.
من غير شك أن هذه الحملة تُساهم في جعل نواكشوط أكثر جاذبية من الناحية البصرية، مما يعكس صورة إيجابية عن العاصمة كمدينة نظيفة ومنظمة في حين أننا لا نجادل اطلاقا في أن النظافة العامة تعزز الشعور بالفخر والانتماء لدى السكان تجاه مدينتهم.
وعلي صعيد آخر فإن تقليل تراكم النفايات يحد من انتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عن التلوث وتكاثر الحشرات والقوارض ويسهم في خلق بيئة نظيفة تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض عديدة وهذه مزية صحية نحتاجها جميعا كي نعيش في وسط خال مشاكل التلوث البيئي وما يرافقه من متاعب صحية معروفة.
ومن المزايا الناجمة عن نتائج مثل هذه الإجراءات أن المدن النظيفة والمنظمة تكون أكثر جذبًا للسياح والمستثمرين، مما يُعزز الاقتصاد المحلي. فصورة العاصمة كمدينة مُهتمة بالنظافة تُحسّن سمعتها دوليًا وتجعلها وجهة أفضل للزوار.
و إذا تجاوزنا هذا كله فإن مثل هذه الحملات يشجع المواطنين على المشاركة في الحفاظ على النظافة وتبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة. وهو ما يعزز وعيهم البيئي الذي نحن أحوج ما نكون فيه في خضم توسع العمراني للمدينة وتزايد انتاجها من القمامة وزحمة السيارات والمصانع ومخلفات التلوث.
بالجملة فإن هذه الحملات يجب أن لا تكون مجرد إجراء مؤقت، بل يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة لتحسين جودة الحياة في عاصمة يعتز بها سكانها وتعكس وجها حضاريا لبلدهم.
حمود أحمد سالم محمد راره .