سيدي الرئيس،
لقد قررت أن أكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة، وذلك لثقتي بأن هناك رئيسا قادما لموريتانيا في منتصف العام 2019، وذلك على الرغم مما نشاهده في أيامنا هذه من مبادرات التطبيل والتزلف التي تُطالب الرئيس الحالي بالبقاء في السلطة من خلال تعديل الدستور والترشح لمأمورية ثالثة.
سيدي الرئيس،
المُوظفُ العمومي و الموظف العمومي السامي بالأخص هو أحد أهم رموز و عناوين الدولة و يجب عليه أن يكون في حياته العامة تُرْجُمَانًا لهيبتها و كِبْرِيائِهَا و سُلْطَانِها و يَحْرُمُ عليه في حياته الخاصة الوُقُوعُ في شُبُهَاتٍ قد تؤدي إلي المساس و الانتقاص من سَمْتِهِ و عِزَتِهِ و وَقَارِهِ و مكانته في المجتمع حتي لا يُؤثر ذلك سلبا علي شرف الدولة و “ت
تشهد موريتانيا منذ سنوات ثورة في حرية الإعلام لا مثيل لها، جعلتها تتربع في مقدمة الدول في مجال حرية الإعلام والصحافة في محيطها العربي والإفريقي.
عندما يرى الفقهاء و هم يغضون الطرف عمدا عن التلاعب بالمال العام و تكديسه بأيدي المختلسين يُشيدون به العمارات الكبيرة و منه يعمرون بالبضاعة المحلات الفاخرة، و يروا نساءهم ترفل في الحرير و أبناءهم بمقاود السيارات الفاخرة و بالملذات يلهون، و ما كان لكل هؤلاء من آبائهم ميراث، فلا يزجرون و لا ينهون فاعلم أنهم أخلوا بواجبهم تجاه ربهم و دينهم و خانوا علمهم
مع انقضاء الأيام الأخيرة من السنة المنتهية، تتعذر مقروئية المشهد السياسي الوطني خلف ضبابية مشوشة، في حين، تندفع البلاد في غموض وارتباك شديدين نحو العام الجديد 2019، الذي يبقى مقلقا، بقدر ما يحمل من آمال وتطلعات نحو مستقبل أفضل.
مهلا أطر اترارزة..الملكية أفضل من المأمورية الثالثة
في ظل عاصفة المبادرات المطالبة بمأمورية ثالثة لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز التى بدأت بولاية اترارزة وانتشرت بسرعة فائقة كانتشار النار في الهشيم في كافة ولايات الوطن ، نذكّر الشعب الموريتاني عموما بخطورة هذه الدعوات على أمن البلد واستقراره ، وتقدمه وازدهاره وخصوصا أطر ووجهاء ولاية لعصابة.
لقد كان اللفيف، وخلافا لما يدعيه بعض الجاحدين، متطوعا على الدوام، وكانت لديه "لازمة" يشترطها على المتهمين السياسيين؛ وخصوصا قادة اتحاد القوى الديمقراطية عهد جديد، وقادة التيار الإسلامي! وما زلت أتذكر، ولعلهم كذلك، اللحظة الزمنية التي اشترطنا فيها ذلك الشرط على قادة التيار الإسلامي، لأنها لحظة فارقة:
صحيح أن الشعب الموريتاني يجمعه الدين الإسلامي والتاريخ العريق والمصير المشترك لكن فيه اختلافات حقيقية لا ينبغي أن تتحول إلى خلافات لأنها نعمة من الله وآية من آياته كما قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾ ولهذا الاختلاف مقتضياته وإكراهاته ،
نقف اليوم على مفترق طرق غاية في الخطورة و الحساسية و نعرف جيدا أن إحدى الطرق تؤدي بنا إلى بر الأمان بينما قد تؤدي الطرق الأخرى بنا إلى اختصار المسافة نحو الانهيار و الإكتئاب تماما كما تفعل الطريق الخاطئة عند مفترق الطرق بمن سلك طريقا طويلا مسدودا لا زاد معه يعينه على تحمل مشقة العودة و ليس عنده من الوقت ما يسمح له بخوض تجربة جديدة من تجارب المغامرين.
بعد أكثر من نصف قرن على استقلال موريتانيا عن الاستعمار الفرنسي كانت كل الخدمات التي قدمتها الدولة هزيلة وقليلة وممركزة في محيط ضيق لا يمكن وصفها بذات النفع العام.
كان المطار الدولي وحيدا والجامعة يتيمة والميناء منفردا والطاقة شبه منعدمة وفرص التشغيل غائبة والفساد منتشرا, والتعاطي مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي في أدنى مستوياته.
كان الإعلان عن افلاس شركة سونمكس و التصريح الرسمي بالأوضاع الصعبة ،التى تعانى منها اسنيم ،مع خبر التلاعب بميناء الصداقة،من أسوأ ما سمع الموريتانيون ،عن اقتصادهم هذا العام ،مع تعثر مستمر فى قطاع الصيد و متاعب التسويق و الآثار البيئية و الصحية الخطيرة ،لشركات "الموكا" بنواذيبو،مع عجز الدولة عن حلحلة هذه المشكلة بالذات،آثار شركات دقيق السمك(الموكا)!.
العبودية هي ظلم من أبشع أنواع الظلم الذي مارسه الإنسان على أخيه الإنسان عبر التاريخ البشري لكن أغلب أمم الأرض استطاعت التخلص منها كممارسة ومن مخلفاتها كعائق أمام ضحاياها من الحصول على حرية كاملة والعيش بكرامة كباقي أفراد المجتمع .
تعتبر العبودية العقارية من أبشع مظاهر العبودية في البلد
وأخيرا أطلق "إطارات وعجلات" ولاية اترارزة مبادرتهم التزلفية التطبيلية، والتي من المؤكد بأنها ستشكل شرارة لموجة عارمة من التزلف والتطبيل قد تعم كل ولايات الوطن في الأيام والأسابيع القادمة، وخاصة الولايات الشمالية والجنوبية، مع احتمال قوي أن تصل رياح هذه الموجة التزلفية التطبيلية إلى الولايات الشرقية.
بينا في الحلقة السابقة من هذه السلسلة أن الانقلاب الثالث الذي قام به بنوا مية هو انقلاب اجتماعي وهو مربط الفرس في استنبات ظاهرة الرق من جديد في المجتمع العربي
نتناول في هذه الحلقة هذا الانقلاب الإجتماعي
يمكن أن نقول إن سنة 73للهجرة وضعت حدا فاصلا لمعركة سياسية خطيرة وطويلة وشرسة بدأت بالفتنة الكبرى سنة 34 للهجرة
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
لا أعتقد بأن كتاب "مذكرات سائق"، الصادر عن مطبعة المنار في نواكشوط سنة 2016، لمؤلفه السيد سيد أحمد ولد أمبارك -الذي كان سائقا بالسفارة الموريتانية في سوريا في فترة ثمانينيات القرن الماضي- قد نال ما يستحق من الاهتمام والتمحيص. بل يكاد يكون هذا الإصدار قد مر مرور الكرام في ساحاتنا الأدبية والإعلامية والفكرية، رغم ما تميز به من طرافة ودقة.
النقاشات السياسية العاجزة عن المواءمة بين كون الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا يريد التخلي عن السلطة وبين كون مأموريته توشك على النهاية ،ليست هي ما ينقص الموريتانيين هذه الأيام.
قبل أقل من ستة أشهر من انتخابات رئاسية حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد، فإن الوضع أبعد ما يكون من الوضوح. ما فتئ ولد عبد العزيز، الذي يكمل مأموريته الثانية والأخيرة، يتخبط في تصريحات متناقضة أحيانا. يصرح اليوم بأنه يحترم الدستور وسينسحب عند نهاية مأموريته؛ ويعود غدا، بمجرد أن يسمح له الدستور بذلك.