سنحاول في هذا المقال أن نتوقف مع بعض مفردات القاموس الرسمي، وسنتوقف تحديدا مع مصطلحين، يتعلق أولهما بمصطلح "ظاهرة صحية"، ويتعلق الثاني بمصطلح "ظاهرة غير صحية".
ظاهرة صحية
تعودنا في هذه البلاد بأنه كلما حدثت أي عملية سطو أو أي جريمة بشعة تشغل الرأي العام لحين من الدهر،
يتدافع بعض ساستنا اليوم في منزلق خطير تدافع القطيع الظمآن ينحرف عن الجادة ويجانب الحكمة والسياسة الكيسة حين تفوح من أفواههم تصريحات حول مسار وحدتنا الوطنية، لاتنسجم مع المسار الصحيح لهذا البلد وكثيرا ما يغوصون في حديث حول الانفصال إن تصريحا أو تلميحا.
اقترح الرئيس الموريتاني السيد محمد عبد العزيز إضافة خطين أحمرين للعلم تمجيدا للمقاومة واعتبرت حكومته ذلك تحسينا للرمز الوطني بينما استهجن
الكثيرون المبادرة الرئاسية واعتبروها تخشينا للشعار الجميل الذي ألفه الموريتانيون والتفوا حوله، منذ قيام دولتهم الناشئة.. ويعارض الكثير من
أية شعوذة هذه التي تلقي الكلام على عواهنه، وتخلط الحابل بالنابل والغث بالسمين، دون أن تتجشم عناء البحث والاستدلال بالأمثلة الاجتماعية والتاريخية الساطعة، واستجلاء المفاهيم من طبائع الأشياء لا من ظواهرها. وكأن العفوية والهوى يكفيان وحدهما معيارا لإحقاق الحق وإزهاق الباطل؟!
أفرح لدنو الصيف وأتشوف إلى حلوله (ولا أسعى لغيظ أرباب الماشية) ففيه تهب ريح الجنوب (هكري) التي تثير فيَّ شعورا عصيا على التفسير والتحليل، ويقاسمني حبها بشار بن برد في قوله:
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت ** وأهوى لقلبي أن تهب جنوب
وإن اختلفت البواعث؛ فهو يقول:
في عهد ثورة الاتّصال وتَدفُّق المعلومات، لَمْ تَعُدْ الحِمايةُ التّامّة من "شَظَايَا" العَولَة مُمكنةً.
لقد أصبحَ العالَمُ قريةً واحدةً، بل غُرفة واحدة. إنّ أيَّ حَدَثٍ يَجرِي في أيِّ مكان من العالم، تنقله إلينا وسائل الإعلام والاتّصال-بالصوت والصورة-في اللحظة التي يَقَع فيها.
بدأت موالاة الحاكم مع حزب الشعب أيام حكم الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، وظلت تتعزز مع توالي العقود، وبما أن الشعب الموريتاني تتحكم فيه الولاءات القبلية والجهوية فقد استمرأت هذه الكيانات المحلية دعم الحاكم دون قيد أو شرط، إلا أن هذا الدعم استعرضه كابح منذ بدء المأمورية الثانية والأخيرة للرئيس محمد ولد عبد العزيز بشكل نظري وفقما تنص عليه النسخة الحال
لو كنت زعيم المنتدى في هذه الأيام أو زعيم المعارضة لكافأت سلطة التنظيم في مدينة كيفه على قرارها الأخير الذي يحاول حظر سيارات النقل من دخول السوق وإلزامهم باتخاذ سوق (التميش) مرآبا لهم؛حين يذهبون إلى الضواحي وحين يؤوبون إليها.
تشهد بلادنا هذه الأيام ظرفا استثنائيا؛ لما هي مقبلة عليه من تغييرات دستورية تترتب عليها تحولات سياسية تؤسس لجمهورية ثالثة بالنسبة للمناصرين لهذه التغييرات والتحولات وتشكل حسب المعارضين لها تغييرات عبثية وانشغال بالنوافل دون الفروض.
كلمة الإصلاح هذه المرة تريد أن تـنبه قراءها الكرام بأنها لا توجه أي كلمة أبدا إلا إلى المسلمين (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون ) لأن غير المسلمين أوضح المولى عز وجل للمسلمين صورة كاشفة لأخلاقهم وهي أنهم (( إذا ذكروا لا يذكرون )) .
المتابع للمسرح السياسي المحلي، يُشفق بحق وصدق على مشروعنا الديمقراطي.
فالأحزاب السياسية في حالة حيرة وضعف عام.
الموالية منها لا تُستشار وتحمل خطابًا "تزكويًا" غالبًا ما يُبعدُها من خاطر المواطن المسحوق، ويقول بإيجاز "صفاكه".