الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين المجاهدين أمرهم بالجهاد في سبيله والذود عن حمى الدين والصلاة والسلام على إمام المتقين وأشرف المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إل يوم الدين.
ظاهرتان في الفقه والسياسة في بلدي هما الأغرب في السياسة ولأدعى لتأمل والمناقشة والحوار لا أقول الحوار الشامل وإنما حوار الفقه والسياسة والفكر؟
الأولى: هي تلك الفتوى الفقهية لشيخ شيوخ مدعي الوسطية ونبذ الطرف عندنا بأن أمن واستقرار النظام مقدم على العدالة والتنمية والتنمية للمواطن،
(1) أراد الرئيس أن يصوت ثلثا أعضاء الشيوخ بنعم لصالح التعديلات الدستورية فإذا بما يقترب من الثلثين (33 شيخا) يصوت بلا ضد التعديلات..لو كان رفض الشيوخ للتعديلات الدستورية قد جاء من خلال عدم الحصول على النصاب القانوني، أي بعدم تصويت الثلثين بنعم، أو جاء بتصويت
ربما لم يخطر على بال أي منا أن تعمد مجموعة برلمانية منضوية تحت لواء "الأغلبية" إلى السباحة عكس تيار هذه الأغلبية ومحاولة إجهاض مشروع تعديل دستوري مثل إجماع الأحزاب المحاورة بما فيها تلك المعارضة..
واقعة تحدث لأول مرة في المنطقة وهي وإن كانت تعكس مظهرا من الحالة الديمقراطية المتقدمة
في مسلسل الأيام العالمية لكل ما يخطر على البال – وما قد لا يخطر عليه- مر بنا اليومَ اليومُ العالمي للنوم (الثامن عشر من مارس) فذكرني بعلاقاتي مع هذا السلطان العزيز؛ وهي علاقات مضطربة كعلاقات بلادنا بمحيطها جنوبا وشمالا، وفي عهدها الممتاز نادرا ما يستغرقني لدرجة الاحتياج إلى تكرير النداء،
تناول قانون الالتزامات والعقود الموريتاني أحكام الغلط كعيب من عيوب الرضا ضمن المواد من 59 إلى 76 المتعلقة بعيوب الرضا بصفة عامة.
حيث نص على أحكام الغلط في المادة 59 حتى المادة 65 ، وأحكام الإكراه من المادة 66 إلى المادة 71 ، ومن المادة 72 إلى المادة 76 بسط قواعد وأحكام التدليس والغبن من جهة،
ليعم الجميع أن مجلس الشيوخ ليس ملكا لأحد، ولا هبة تملك بالحيازة، ولا من الضروري أن يصبح موضوعا للتصعيد.
مجلس الشيوخ إنما هو مؤسســة دستوريـة يجري عليها ما يجري على أخواتها فإذا اقتضت المصلحة العـــامة أن تلغى فلتلغى، ولا يحسب ذلك عداوة لأحد ولا لجماعة وقد سبق
وأخيرا وقف حمار التعديلات فوق العقبة، بعد أن اعترضها ما يسميه فقهاء المرافعات "مسألة أولية". تنتصب ـ عادة ـ حين تعترض القاضي مسألة، تفرض عليه حسمها قبل حسم الخصومة، و "المسألة الأولية" هنا، هي موافقة ثلثا مجلس الشيوخ على التعديلات، فبالاستناد إلى المادة: 99
يقول زكي نجيب "لا الرفض المطلق الأعمى يُعد فكراً، ولا القبول المطلق الأعمى يعد فكرا، ففي الأول عناد الأطفال، وفي الثاني طاعة العبيد".
جاء اعتراض أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ " المنتهية فترة مأموريتهم" على تمرير التعديلات الدستورية ليزيد من تعقيد المشهد السياسي الموريتاني، و ليضع حجر
سقوط التعديلات الدستورية، زلزال سياسي، انتكاسة، ضربة موجعة للنظام، بداية النهاية، تصدع خطير في الأغلبية الحاكمة.. هكذا تعامل إعلامنا وساستنا مع تصويت 33 شيخا ضد التعديلات الدستورية مقابل 20 شيخا صوتوا للتعديلات، في ظل غياب إلمام من كل هؤلاء فيما يبدوا بالخيارات
الرؤية الموحدة ، والقائد الرمز
شيوخنا أنتم رماتنا، والراية لن تسقط
الديمقراطية خيارنا من الألف الي الياء، والشيوخ رماتنا سواء من ثبت منهم في الصواب، وسواء من اجتهد فأخطأ لأنه ظن أن نصره تحقق ، أو الغنيمة ستفوته.
تعودت ساكنة هذه البلاد منذ مايزيد على نصف قرن وعقدين من الزمن على موالات الأنظمة المتعاقبة على حكمها ،والتي ظلت تراهن دائما على شيوخ القبائل ،والموظفين الذين يمثلون ولي الأمر الذي تجب طاعته داخل محيطه الاجتماعي الضيق...
واستمر الأمر على هذه الحال فترة ليست بالقصيرة ،
بعد أن رفض مجلس الشيوخ التعديل الدستوري الذى تقدمت به الحكومة، لدي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مجموعة من الخيارات والفرص من بينها مرحليا :
خيار المادة 38 من الدستور التى بموجبها :
إن أول ما يخطر على بالي هو الأوضاع المزرية لآلاف المحرومين الذين يعلقون آمالا جسيمة على برنامجنا الإنتخابي ...لأنهم إنتخبوني لأنهي مأساتهم.
بهذه الإندفاعية والحماس وبالعبارات المنتقات وبالخطب النارية والشعارات الدالة والمستوحات من الواقع وغيره وبالأهاجيز والأغاني العذبة التي غنتها حناجر
عاش الرجال، عاش الشعب ، عاش حماة الديمقراطية .
الْيَوْمَ وليس كل يوم هكذا سقط جدار الخنوع وتهاوت قلاع الإرتزاق والمذلة، وسقط" هوبل "
لم يكن من المفاجئ لأي سياسي متمرس تصويت الشيوخ ضد التعديلات الدستورية، ولا أعتقد أن رئيس الجمهورية تفاجأ بهذه السقطة السياسية الشنيعة حيث أنه سيادته كان يشعر منذ انتخابات 2013 أن الشيوخ يقفون ضد خياراته و يعملون على اسقاط من يزكيهم من المرشحين.
أستعير من علماء السوسيولوجيا المصطلح الإجتماعي المعروف لأوظفه في تناولي هذا لدلالات سيلاحظ القارئ الكريم فيما بعد أنها تختلف باختلاف السياق الذي تذكر فيه فتارة أستخدمها بمعنى المكونة وتارة أوظفها توظيفا يحمل في طياته نوعا من الحديث عن البناء الإجتماعي وتارة...
أستخدمه للحديث عن الشريحة
اقتربت ساعة التعديلات بعد ظهور علاماتها: الانعقاد الاستثنائي للبرلمان وتصديق غرفته الثانية وبدء تداول الشيوخ المنتظر تصويتهم هم أيضا .
تميزت مداولات النواب الأخيرة بشي ء من الحدة المقبول في الديمقراطية لولا استغلال البعض له قي قضايا تفرق ولا تجمع وأقرب الي السفه منه الي الرشد .
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وعد بعد العسر والكرب بالفرج والتمكين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحابته والتابعين وعلى كل من قدم نفسه فداءا لحمى الدين.
وبعد فبعد أن سقط البرلمانيون في وحل التولي مدبرين نهض الشيوخ وأقبلوا واثبين تحصينا للدين ولبلاد المسلمين