نعم للحرية وألف نعم ، نعم للحرية من الجهل والتخلف ، نعم للحرية من التبعية العنصرية .... لا للعبودية وألف لا، لا للاسترقاق والمتاجرة بالبشر، لا لجني الأموال عبر العبيد، لا لمتاجرة بقضية عادلة في أروقة الأمم المتحدة وأزقة إيطاليا وفرنسا.... شعارات وشعارات.
بادئ ذي بدء، أنا ضد العبودية ولا أرى إمكانية تواجد إنسان كعبد لإنسان آخر في ظل انعدام الأسباب الشرعية لذلك (كالحروب مثلا). وإذا أردت أن تعرف أن العبودية لم تعد موجودة تأمل في البلدان الإسلامية (مصر) مثلا التي يزيد عدد سكانها على 90 مليون نسمة، لا يوجد فيها عبد بالمفهوم الذي قد يوجد عندنا – ظلما وعدوانا، وإن كانت العدد قليل، لا يمكن التعميم به.
كم وددت أن أخاطبهما مباشرة، وألقي عليهما ما في نفسي حتى أجنبهما وأجنب البلاد الاكتواء بنار صراعهما العبثي المدبر.. ولكن هيهات!
أما هما فسأحاول تقديمهما إليهما، وإلى المتلقي في سطور. إنهما:
إن الناظر للساحة الموريتانية يدرك أن العمل السياسي والحزبي مازال لم يأخذ دوره المنوط به حيث يتركز عمله على النواحي السياسية في أروقة البرلمانات بعيدا عن المشاركة العملية في هموم المواطن البسيط ..
طرحت تساؤلات منذ بعض الوقت حول دواعي رحيل نظام محمد ولد عبد العزيز ومبرراته وأخذت تلك الأسئلة منحا تصاعديا ،خاصة بعد أن خفت حدة تصريحات المعارضين وتقلصت الأنشطة المطالبة بالرحيل ،وأصبح الحديث عن مبادرة مسعود يتجاوز المطلب الرئيس للمعارضة الجادة.
فماهي دوافع مطلب رحيل النظام؟
أخرج الإمام مسلم في صحيحه (باب بيان أن الدين النصيحة) عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:{ الدين النصيحة} قلنا لمن ؟ قال: {لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم}.
أعطــني الناي و غنّي فالغناء سرّ الوجود
و أنين النّاي يبقى بعد أن يفنى الوجود
إلى السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة ولاية نواكشوط المحترم:
تتصدر المشهدَ السياسي الموريتاني هذه الأيام مشاهدُ الملاحقات القضائية-السياسية لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو و الاستهداف الممنهج لمجموعته التي ظلت إلى وقت قريب المستفيد الأكبر من فساد الساسة و العسكر-في موريتانيا- خلال العقدين الأخيرين.
الذاكرة السياسية الموريتانية مليئة بالمفارقات والمواقف "التاريخية" سواء تعلق الأمر بالمعارضة أو بالنظام ، فالخطاب السياسي لدي الطرفين إديوجي بإمتياز أي أنه (يخفي أكثر من ما يظهر ) وهو أيضا مكيافيلي حتي النخاع (أي أن الغاية فيه تبرر الوسلة )
تزوير الشخصية، وتبني الألقاب لبناء سمعة زائفة والتخلق باخلاق الغير والتمثل والتبدل من حال الي حال ومن شخصية الي أخري.