عرف الموريتانيون الكثير من الانقلابات، ولكنهم لم يعرفوا انقلابا ناعما مثل هذا الانقلاب الذي يعيشونه في هذه الأيام، والذي تم دون الحاجة لإذاعة البيان الأول، ودون الحاجة أيضا لتقديم لائحة المشاركين فيه،
ولست بالباغي على الحب رشوة ** ضعيف هوى يبغي عليه ثواب. المتنبي
في هذا المنكب البرزخي كل شيء بالمقلوب: أنهب أموال وطنك ننشر لك السجاد الأحمر، خيب آمال ناخبيك نرفعك فوق رؤوسنا، بايع قائد دولة أجنبية نمكن لك في الأرض.
غاب الرئيس والرجل القوي عن الوطن وغابت أخباره عن الشعب، منذ أن أصابته رصاصات غامضة المصدر والهدف، في الثالث عشر من اكتوبر، وحلت الشائعات الصديقة والقريبة والبعيدة محل الأخبار الرسمية.
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) حديث نبوي شريف
تعيش موريتانيا الآن أزمة سياسية غير مسبوقة فمنذ انقلاب العسكر علي الشرعية الدستورية سنة 2008وموريتانيا تتقاذفها الأمواج السياسية وتعصف بها الأحادية وينخرها الفساد.
عشرون يوما مرت على الرصاصة اللغز، أو الإصابة اللغز التى تعرض لها الرئيس محمد ولد عبدالعزيز في مكان ما من نواكشوط أو ضواحيه، ولايزال الغموض ومشتقاته المهيمن على المشهد رغم كل محاولات التفسير والشرح والطمأنه التي بذلتها السلطة والجهات المتعاطية معها،
رغم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء دابة الأرض أكل منسأة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، إلا أن أغلبيته لا زالت تسبح بحمده وتلهج بذكره وترتجف رهبا من بطشه ورغبا في امتيازاته، حتى إذا خر تبينت تلك الأغلبية أن لو كانت تعلم الغيب ما لبثت في السير عبر الطريق المسدود.
لقد سال الكثير من الحبر تحليلا لعملية إطلاق النار على رئيس الجمهورية ولست هنا لأعضد إحدى النظريات أو أفند الأخرى، لأنما لفت انتباهي هو طغيان العسكر على المشهد السياسي كأن البلد لم ينتج نخبة من المتعلمين تمتلك رؤية لتسييره.
عاش الموريتانيون خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، سيلا من الشائعات و الأراجيف. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، تطور الأمر إلى حملة ممنهجة يصعب حتى الآن تحديد الأطراف التي تقف خلفها، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد ضلوع بعض أطراف "المعارضة" في هذا الأمر، فبركة ونشرا، واستغلالا في الأنشطة السياسية اللاحقة.
موضة الإهانات المتكررة التي يتعرض لها الصحفيون من حين لأخروهم يؤدون عملهم النبيل ، ما كانت لتحدث من أي كان لولا حالة التشرذم التي تقسم مختلف الكيانات الصحفية إلى كانتونات ،بفعل العزف علي وتيرة التفرقة
أنعم الله علي وعليك وعليه وعلى كل الخيرين من أبناء هذا الوطن العزيز بالخير والعافية، فهذه بشرى عزيزة علينا أعزكم الله . مرة أخرى يؤكد الرئيس مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية