للجيش الموريتاني حضور بارز في مختلف مجالات الحياة، فأغلب النقاشات تبدأ به أو تنتهي إليه، تختلف الآراء حول دوره، وتتفق على ضرورة احترامه باشتراطات تخص كل طرف في النقاش. أخذ الجيش الموريتاني زخمه المتزايد منذ العاشر يوليو 1978 تاريخ إسقاط أول رئيس مدني في موريتانيا.
شمرت السيدة الخاتون الفاضلة سيسة منت بيده مد الله في عمرها ويسر كل أمرها وزان بها سعد البلاد، عن ساق الجد وذراع الإيجابية وهي تقود الناس أو تسوقهم إلى مهرجان المدن القديمة في ودان، وهو أمر يستحق من الجميع الإشادة، ويتطلب منه المساندة.
رغم شكي في حقيقة الأزمة التي يتحدث عنها البعض في البلد إلا إني متأكد أن الوضع يمكن أن يكون أفضل مما هو عليه شريطة أن يتخلى البعض عن تغليف أهدافه وطموحاته بغير حقيقتها.
لم يعد لدينا في موريتانيا مواسم كثيرة...لا موسم للخريف، لا موسم للحصاد، لا موسم حتى لجمع التمور، لا موسم للتداوي بالأسماك ( تكفل الجفاف واتفاقيات الصيد بالقضاء علي تلك المواسم)..لا موسم للهجرة في أي اتجاه، وباستثناء "المواسم الانتخابية والانقلابية" لم يعد لدينا موسم يستحق الذكر.
قبل الدخول في التفاصيل ارتأيت أن أصدر هذا المقال برسالتين تبصرة و ذكرى لكل عبد منيب ثم إبداء بعض الملاحظات الأولية، فالرسالة الأولى للرئيس والزعيم أحمد ولد داداه.
ما زال صوت الفنانة الراحلة "ديمي منت أبه " يكذب رحيلها عن هذه الدنيا الفانية، و مازلت الآذان ندية تلتقط بل و تنتقي دون عناء من وسط هدير و صخب شوارع كل مدن الوطن الحية، نغماته صوتها العذبة السائغة في كل مقامات الموسيقى الموريتانية من "انتماس/كر لبيكي/لبتيت" دون أن يكون هناك نشاز.
إلى متى سنظل نسلك مجاهل الضياع و لا نرعوي؟
إلى أي مدى سنظل نسير بضبابية في عكس تيار الانتماء للوطن دون سواه؟
إلى متى سنبقى عاجزين عن استخلاص الدروس من كل الأحداث التي تطرق أبوابنا و تنغصعلينا رتابة أوضاعنا الصعبة؟
مرة أخري تجد المذرذرة العهد والوفاء لرجل التغيير البناء السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد ما تحقق من انجازات فاقت كل التصورات في سباق مع الزمن فبعد أن تحولت البلاد إلي ورشة كبيرة من شرقها إلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها وفي كل مناحي الحياة بدون استثناء.
هناك حقيقة يكاد الموريتانيون أن يكونوا مجمعين عليها، وهي: ضياع النخبة السياسية الموريتانية وانصياعها الأعمي وراء كل نظام، مهما بلغ من السوء أوالنبل، لا لشيء سوي الرغبة المرضية في المحافظة علي " المصالح" المستحقة وغير المستحقة،
كثيرا ما نسمع ضمن فضائنا الشعبي حكايات تسخر من النعامة في أسلوبها ومن "كابون" في تهوره وجشعه ونستمتع بها، لكوننا نري أننا في واقع أفضل ونمتلك مؤهلات تخرجنا من دائرة البلهاء عديمي الدراية والمسؤولية اتجاه المعضلات التي تمر بنا في حياتنا الخاصة والعامة.
استحقت سنة 2011 وبجدارة لقب سنة الثورات العربية دون منازع وتميزت كذلك بكونها سنة المفاجآت علي مستوي الثوابت العربية القديمة، سنة استعاد خلالها المواطن العربي كرامته وكرس هيبته في مقابل أنظمة شيدت علي البطش واحتقار كرامة الإنسان غير المنتمي إلي فضاء الغرب ،
استيقظ سكان مدينة نواكشوط صباح الخميس الماضي علي وقع معركة، اعتقدوا- بفعل دوي انفجاراتها- أنها انقلاب عسكري وأن العاصمة تعيش معركة بالذخيرة الحية، لا يمكن أن تحدث فجرا إلا بين أطراف عسكرية تتصارع علي السلطة.