كان التوتر في أقصى مداه..النظام في حرب مع المسجد والكلمة الطيبة.. كانت رائحة العذاب تفوح من عيون الشرط ورائحة الكذب تنضح بها مجالس رجال الدولة ، لباس الجوع والخوف هما الزي الرسمي والشعور الرسمي لساكنة المنكب البرزخي.
ليس خافيا على أحد سكن موريتانيا ، أو زارها ، مدى تماسك الشعب وتوحده، وتمسكه بقيمه الإسلامية، رغم تباين أعراقه ميزة منحها الله له، زينت شوارعه وأطربت آذان السامعين إعلامه، لتشكل بذالك موريتانيا لوحة فريدة على ظهر المعمورة، تغذيها الأخلاق،
لم تعش الدول العربية جمودا سياسيا وجدْبا ثقافيا وفسادا اقتصاديا مثلما عاشته في ظل الحكم العسكري. وقد امتاز العسكريون ذوو النزعة اليسارية من بين هؤلاء الحكام باستيراد الطرائق الستالينية في ممارسة السلطة، فأضافوا هذا الشر إلى شرور الحكم الاستبدادي العسكري في كل مكان.
ترك قلم سيد قطب وسوط عبد الناصر شرخا عميقا في الذات العربية، إذ تترَّس أحدهما بسلطته المطلقة وزعامته المتألهة التي لا تقبل المساءلة، وتترس الآخر بأسوار من الأفكار المطلقة لا مجال فيها للمحاورة والمراجعة. ولأن مصر أم الدنيا العربية.
حدثني أحد السياسيين أنه اجتمع بعيد انقلاب السادس من أغسطس بأحد الدبلوماسيين الأوربيين، انفتح الدبلوماسي على غير العادة، وأعطاه حكمة تثبت الأيام صدقها، وعصارة تجربة دبلوماسية كان حظ موريتانيا منها وافرا،
تفاجأت كثيرا كغيري بخطاب النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية العربي ولد جدين، ورغم أني قرأت الخطاب أول مرة على أنه تطور جديد في خطاب الأغلبية يتماشى مع المستجدات المتسارعة التي يشهدها البلد على مختلف الصعد،
يعيش مواليد السبعينات في موريتانيا وضعية لا يحسدون عليها في مجالي التعليم والعمل حيث يتملكهم اليأس والإحباط بعد أن ظلمهم التاريخ بمسلسل من السياسات الإصلاحية العرجاء شلت عملية تعليمهم وقطعت الصلة بينها وسوق العمل،
يبدو أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن رحل عن هذه الدنيا كما تمنى تماما، فقد قُتل على أيدي أعدائه وهو يحمل سلاحه مقاتلا، مقبلا غير مدبر، وسلم من الأسر والمحاكمات والتشهير الإعلامي، وغير ذلك من المهانات التي تعرض لها الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ليس في الظروف المأساوية الصعبة للعمال الموريتانيين اليوم أي هامش حتى لتصنع الفرح والاحتفال_ ولو قسرا_ بالعيد الدولي للشغيلة، الذي يصادف الفاتح مايو من كل سنة.. وإذا كان من بيننا "نقابيون" بمقدورهم تمثيل دور الاحتفال بيوم يمثل بالنسبة للعمال عندنا في هذه الظروف الخاصة مأتما حقيقي.
من حسنات المرحلة الراهنة أن نسمع بعض أفراد الطبقة السياسية يفكرون بصوت مرتفع، بعد ان سئمنا الكلام الفارغ المعد للاستهلاك الشعبي، و بينما تبقى الأفكار الحقيقة لهذه الطبقة ضمن دائرة ضيقة، تعتبر أفكارها من "المضنون به على غير أهله"،
تكشف الأحداث المتلاحقة في الشام عن عمى كبير في عيون طبيب العيون وعجز مستغرب على شاب كان يظن به أن يكون أكثر "إدراكا وفهما ووعيا" من بقية قادة الدول العربية المتهاوية عروشهم بفعل التكلس والإفلاس السياسي ، ووعي الشباب العربي ، وعودة الروح إلى الشعوب بعد نوم طويل.
شكـّل حديث الرئيس محمد ولد عبد العزيز في لقائه بأغلبيته يوم الاثنين 18/04/2011 في القصر الرئاسي نقطة تحول في خطاب الرئيس و رؤيته لبعض مكونات الطيف السياسي في البلد , حيث بيّن رفضه لكل مخالفيه و ازدراءه لهم و اتـّهامه لهم بكل ما يكرهه المرء لنفسه و يأباه لها,
بعد محاولات 25 فبراير في الاحتجاج والضغط على النظام القائم غابت تلك المظاهر بشكل كلي تقريبا!!!، رغم أن أسبابها أي الأزمات وحالة الانسداد والجمود لم تجد لها حلا شافيا.فهل يعود الأمر إلى خوف الموريتانيين من القمع وآثاره المحتملة؟.