هذه موريتانيا مابعد الرئاسيات!يواجه الرئيس محمد ولد الغزواني جبل من التحديات:
1 - الفئوية
2 - محاربة الفساد
تمر البلاد اليوم بمرحلة مهمة ومحطة أساسية من محطات التحول السياسي، ومهما يكن، فإن تداولا ديمقراطيا سلميا على السلطة قد حصل، قد نختلف في تقييم المخرج وحجم المأمول، لكننا نتفق جميعا أن البلاد قد تجنبت مأزقا ونفقا سياسيا مظلما، كانت بوادره قاب قوسين أو أدنى، لن ندخل في تفاصيل من له الفضل في ذلك، هل هو النظام أم المعارضة أم هما معا، المهم عندي هو المحصل
تعامل الإسلاميون منذ سنوات بحكمة ومسؤولية مع مختلف الاستفزازات الصبيانية التي يقوم بها النظام الحالي، ليس جبنا ولا خوفا ولا طمعا، فقد خبروا السجون والمعتقلات والمنافي، فما ضعفوا وما وهنوا وما استكانوا.. كأنما عناهم الشاعر المخضرم سُحيم ابن وَثيل بقوله:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا *** متى أضعِ العمامة تعرفوني
الحمد لله أولا و آخرا، الحمد لله الذي قضى وقدر، الحمد لله الذي اختار ووفق شرف عظيم لا أستحقه ، أن أسجن بسبب تضامن بسيط مع قضية عادلة كقضية "المبعدين" ، هم حقا مازالوا كذلك مبعدين مشردين في وطنهم بعد ما عانوا مرارة الإبعاد و التشريد خارجه ..
وأنا في غمرة الانشغال بالعمل الميداني استعدادا للشوط الثاني الذي نحن بصدده ، ساءني ما يجري بين الإخوة و رفاق الدرب ، من تنابز وتناحر وخلاف ، منذ قرابة "الأربعين يوما" هي أشبه ما تكون في الأثر والوقع السيئ، بسني "حرب البسوس" الأربعين، وهي حال يرثى لها ، تشي بأن الكثير من شبابنا بدأ يفقد البوصلة ، أو هو يضبطها في الاتجاه الخطأ، وبالتالي لا يزيد مع الوق
إلى أخي وصديقي ادِّي ولد أعمر
أمرتهــمُ أمري بمنـعــرج اللــوى ** فلم يستبينوا النصح [حتى] ضحى الغد
ومــا أنــا إلا من غزية إن غــوت ** [نأيت] وإن تـــرشد غزيــــــة أرشــد.
استيقظ الموريتانيون على انقطاع غير مسبوق في الانترنت الهاتف المحمول الجيل الثالث استمر قرابة الأسبوع وقد تعودوا منذ مايناهز العقد من الزمن على الابحار في عالم الانترنت بلا حدود ..فالناس يتصفحون يوميا المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة كل جديد ؟!
من "الفِخاخِ" التي سقطت فيها المعارضة السياسية الموريتانية في السنوات الماضية، ما يأتي:
1-سقطت في "فَخِّ" انتهاج سياسة "الكُرسي الفارغ"، فقاطعت العديد من الاستحقاقات الانتخابية، سواء أتعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أم النيابية أم البلدية أم الجهوية.
تبدو اللحظات سعيدة جدا ومبشرة بتداول سلطوي قوامه الانتخابات التى جرت في الأيام الماضية والتى تعكس تطورا كبيرا في المؤسسات الادارية والانتخابية بصورة مجملة مما ينبئ بأن ثمة تحولا حصل في التعاطى وقبول الآخر ونزوعه نحو ترسيخ الديمقراطية في بلاد تحتاج إلى التعاطى برؤية مختلفة عن الماضي التاريخي للأمة.
المشهد غامض ومخيف، والوطن يدفع فاتورة أطماع البعض من سكينته ، من مكاسبه ،ودخان الحقد ورائحة الكراهية النتنة تزكم أنفاس الشعب في عقر داره ، ورفقاء السياسة داخل الحلبة والمواجهة حرة ، والعواطف الجياشة كالطود العظيم توشك إن تطمر وشائج التاريخ المشترك وأواصر القربى ، لكن تجربة التعايش الآمن تدعم التمسك بنعمة الأمن وتحتفظ بالوطن ككيان واعد لشعب واحد ،
كلمة الاصلاح هذه المرة خانها ايقاف الانترنت عن الاسراع بكتابة هذه التعزية الدنيوية الملفوفة في تهنئة أخروية إن قدر الله استحقاقها
وهذه التعزية و أختها التهنئة تابعتين للخطابين الذين صدرا من المترشح :خطابه المستحق للتهنئة هو خطابه الأول وأما الثاني المستحق للتعزية فهو خطاب المترشح عند وداع الوزراء .
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بالتصويت للمترشح محمد الشيخ الغزواني ونجاحه المستحق من الشوط الأول أظهر الموريتانيون تطلعهم الشديد إلى حلول عهد جديد من الحكامة الرشيدة حيث يأخذ العدل المضروب في الصميم مجراه الصحيح وتتضوع كل أرجاء البلاد روائح أنفاسه الزكية.
طُويت أمس الإثنين فاتح يوليو 2019 "صفحة" الانتخابات الرئاسية المدشنة لأول تداول سلمي على السلطة ببلادنا بعد إعلان المجلس الدستوري للنتائج النهائية و تسمية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية بعد فوزه "بنسبة شديدة الديمقراطية:52%".
لا يختلف اثنان على أن واقع التعليم اليوم في موريتانيا غير مرض البتة وأنه لا يؤدي دوره الطبيعي المتمثل في بناء شخصية المواطن الموريتاني القادر على تحمل المسؤولية والمساهمة في بناء الوطن.
..وانت تخطو من قصرك المنيف، إلى بيتك المعمور، ترسم ملامح مشهد لا يتكرر عادة في وطننا العربي المسكون بالأوجاع.. تكتبُ صفحة جديدة من تاريخ بلد أنهكته قرون "السيبة"، وعبثت به عقود الدكتاتوريات المقيتة، بلد انتشلتَه من بين أنياب التخلف، ومخالب الفقر، ومتاهات الضياع الأبدي..
***
لم تكن الحشود و الطوابير المُصاحبة لظِلال المرشحين الخاسرين أين ما حَلُّوا و أرتحلوا سوى دلالات مُبطنة على إنتصار أغلبية مهزومة تتربصُ بنفسها و لا تسِيرُ وفق خطط علمية للمُواجهة مما تسبب في شرخ كبير و أزمة في حكم الأغلبية "النمطية" لأقلية "رافضة"لقد أدى الصراع المحموم على امتلاك الشارع و تسويق إنتمائه لهذا الفسطاط تارة و للآخر تارة أخرى إلى أزمة ثقة
لقد شكلت انتخابات 22 /6/ 2019 الرئاسية علامة فارقة في الحياة السياسية الموريتانية، وخلقت منعطفا تاريخيا أسس لمرحلة جديدة مشرقة وواعدة بالخير والنماء. ومن خلال هذه التجربة السياسية الفريدة من نوعها في بلادنا وفي معظم إفريقيا والعالم العربي، شكلا ومضمونا، يستطيع المتتبع الكَيّس للشأن الموريتاني، استخلاص دروس وعبر جوهرية هي:
من الصعب جدا أن يجد المتابع للشأن العام في أيامنا هذه خيطا ناظما يجمع بين الأحداث الأخيرة، ومن الصعب عليه كذلك أن يجد أجوبة متماسكة منطقيا يمكن تقديمها للقراء للرد على الأسئلة التي تطرحها تلك الأحداث، والتي اتسمت في مجملها بالغموض وبالخروج عن دائرة المنطق والمعقول.
لماذا قُطِعَ الانترنت لأسبوع كامل؟
الملاحظة:
أسمع باستمرار من يقول: خطوط حمراء، ولم أسمع قطُّ من يقول: خطوط حمر!
التعليق:
قد يقول قائل إنه يجوز وصف الخطوط بالحمراء، لأن الأمر يتعلق بجمع ما لا يعقل.
غير أن ذلك لا يسوِّغ/ لا يبرِّر إهمال القاعدة.
اعتبارا لظروف دولية ووطنية وبعد تقديم رجل وتأخير أخرى، وإثر عدد من التصريحات المربكة حينا والمطمئنة حينا، عزم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمره أخيرا مشكورا مأجورا بإذن الله تعالى، مقررا احترام الدستور وعدم ترشحه لمأمورية ثالثة، منشدا وهو يرمق السلطة قول الشاعر:
مثلك مال بانراه لعد – افحباب نسيتــــــــين