لقد قرأت مقال الأخ سيد محمد ولد آبه المعنون بالعنوان "ليحترق العالم كله ....ويبقي القذاف "بتاريخ 2011_02_21 المنشور في موقع الأخبار الموريتانية ،ورأيته مقالا جيد ا في تركيبه لأنه بلغة أهل الجنة .لغة آخر رسل أهل الأرض وفيه اسماء لأشخاص عمر الأرض بالذكر والدعاء والعطاء .
نيرون ليبيا ’’ بوأغنية وكتيب’’ كما يقول الليبيون يحرق طرابلس الغرب وبنغازي ومدن الثورة، كما أحرق سلفه نيرون الإيطالي مدينة روما ثم جلس على ركامها يغني ..لكن نيرون المجنون لن يجد فرصة للغناء، ولم يعد لخواره الأجش الذي يسميه مرتزقته في نواكشوط خطبا وفكرا أذنا واعية.
الشعب الليبي ينتصر بدمائه،، هذه هي المفردة الوحيدة في اللغة العربية الآن. فلتتوقف اللغة عن الحديث، لقد تكلم دم حفدة عمر المختار، واحمرت به الدنيا بعد أن استحالت خضرة الكتاب والنظرية العالم ثالثية إلى لون الرماد.
لا مجال الآن للبحث عن الكلمات والعبارات الدالة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الثوار المجاهدون في أرض ليبيا ..فكل العبارات تنقلب حسيرة ترتد من هول الفاجعة وسوء الحادثة... لذلك فقد أصبح من الفرض العيني على كل مسلم أن يتداعى لهذا الشعب ولو بالسهر والحمى .
أمضى الزعيم والقائد الليبي معمر القذافي قرابة نصف قرن يحكم شعبه بأوهام شعارات مزيفة لم تطعم فقيرا ولم تعلم جاهلا ولم تساهم في تحرير أرض ولا نصرة قضية عربية ، بل ظل يسوم شعبه وأهله سوء العذاب كما كان يفعل الفراعنة مع قومهم وكل الحكام المتكبرين عبر تاريخ الديكتاتوريات الطويل.
أنا الحرية, أتحدث إلى شباب الوطن العربي الحر..طالما تقتم إلي وحلمتم بي وطالبتم وتمنيتم قدومي ,لكن لم ألب ندائكم ولم أعركم انتباهي لأنكم لم تستحقوني ولم تسعوا إلى بجدية ولم تعملوا لتحقيقي بعملية..وأظنكم عرفتم السبب الآن,
كان أستاذنا لمادة التاريخ في (الصف الثالث اعدادى) يكرر دائما : انه لابد أن يأتي ذالك اليوم الذي يصل فيه إلي السلطة قائد"ملهم " يعمل على تغيير كل رموز السيادة الوطنية بدءا بالعملة والعلم ،وانتهاء بالنشيد الوطني.
مبروك....مبروك.....وألف مبروك لكل الشعوب العربية ولكل أحرار العالم، الذين انتظروا طويلا هذا اليوم المصري الثوري التاريخي، بعد الحدث الثوري التونسي الملهم الأول لكل أبناء العروبة والإسلام في سائر الديار والربوع.
منذ احتراق البوعزيزي- رحمه الله- ساعة امتعاض من تجبر أمني مألوف في تونس يومها ..وما ولده ذلك "الاحتراق" من تداعيات ظلت ككرة ثلج تكبر وتنمو حتى أودت بأحد أقوى الأنظمة الفرعونية في القرن الحالي.
دخلت الثورة المصرية المجيدة ساعة الحسم، وتكثفت المساعي الداخلية والخارجية لاغتيال الثورة، أو سرقتها، أو تفريغها من مضمونها، وبدأ النظام المصري ينتقل من احتواء الثورة إلى اغتيالها. ويحتاج الثائرون اليوم الانتقال من إستراتيجية الاستنزاف إلى إستراتيجية الحسم، قبل فوات الأوان.
خطى الشعب المصري خطوات على "صناعة تاريخ مصري جديد"... وكثيرا ما فعلها الشعب المصري فهو صانع تاريخ بامتياز، ماضي الشعب المصري ماض مشرف، وتاريخه تاريخ ناصع، ولا يخدش في هذا الحكم تلك الفترات غير المضيئة في تاريخ هذا الشعب العظيم، فهو إثبات للقاعدة وتأكيد لها.
تشهد الساحة هذه الأيام حراكا إعلاميا مثيرا، تزاحمت فيه المقالات الكثيرة،قليلها نافع وأكثرها ضار، وجلها غث وبعضها سمين،وبين هذه المتناقضات ،اختفت الحقيقة في تيه الأهواء والتضليل.
كتب أريك هوفر مرة يقول "يحسب الناس أن الثورة تأتي بالتغيير، لكن العكس هو الصحيح". وقد صدق ذلك الفيلسوف الأميركي، فالتغيير هو الذي يأتي بالثورة: تغيير النفوس، والثقافة السياسية، والمعايير الأخلاقية.
ملايين العرب وأهل العالم الثالث المسكون بشياطين الدكتاتوريات، ينظرون إلى ما حدث في تونس صبيحة 14 يناير الماضي، بأمل وحسرة متسائلين، متى تنتقل إلينا العدوى؟ ولماذا في تونس وليس في بلداننا، رغم أننا نعاني نفس المشاكل وفي بعض الأحيان أسوأ؟