تشهد الساحة هذه الأيام حراكا إعلاميا مثيرا، تزاحمت فيه المقالات الكثيرة،قليلها نافع وأكثرها ضار، وجلها غث وبعضها سمين،وبين هذه المتناقضات ،اختفت الحقيقة في تيه الأهواء والتضليل.
كتب أريك هوفر مرة يقول "يحسب الناس أن الثورة تأتي بالتغيير، لكن العكس هو الصحيح". وقد صدق ذلك الفيلسوف الأميركي، فالتغيير هو الذي يأتي بالثورة: تغيير النفوس، والثقافة السياسية، والمعايير الأخلاقية.
ملايين العرب وأهل العالم الثالث المسكون بشياطين الدكتاتوريات، ينظرون إلى ما حدث في تونس صبيحة 14 يناير الماضي، بأمل وحسرة متسائلين، متى تنتقل إلينا العدوى؟ ولماذا في تونس وليس في بلداننا، رغم أننا نعاني نفس المشاكل وفي بعض الأحيان أسوأ؟
أخيرا سالت الدماء مدرارة ضد الاستبداد في دولة عربية، في أول ثورة شعبية في منطقتنا المكلومة بحكامنا المستبدين، بعد ثورة السودانيين على الجنرال عبود والمشير النميري. لقد برهن الشعب التونسي على شجاعة لا ترهب الموت، وعلى استعداد للتضحية قل نظيره.
أخيرا صدق شاعر تونس ظنه على شعب "الخضراء" فأراد الحياة التي رمز لها بقوله"إذا الشعب يوما أراد الحياة"..كأن الشعب التونسي الأبي ما عشق الحرية أي ما أراد الحياة مذ كان يطوي أجنحته على الضيم...لتهنك النبوءة الشعرية يا أبا القاسم!
هذه واحدة من اللحظات التي وجدتني أعجز فيها عن الكتابة..فقد أحسست أن التعبير بكلمات مرصفوه ضرب من العبثية. لقد كان يوما من أيام الله! وجدتني وسط غرفة أخبار قناة الجزيرة أتابع الأخبار الواردة عن زوال دكتاتور قطرة قطرة!.
ينتمي هذا العنوان لحقبة النضال الموريتانية الأخيرة ضد نظام الرئيس معاوية لد سيدي أحمد ولد الطايع، كتبه قبل سبعة أعوام الأستاذ محمد جميل ولد منصور، أبعثه اليوم، تيامنا، لنهر الدم الطاهر المنسفك على أرض القيروان، وفي جنبات الزيتونه.
أسدل الستار على الدورة البرلمانية الأخيرة بعد جلسات صاخبة شهدت شدا وجذبا وقيلا وقالا وسؤالا و(عراكا) وسخونة تقابل البرودة الحاصلة فيما يطمح إليه الشعب من تسيير ثرواته الغزيرة وخيرات بلاده المعطاء وكنوز جباله الشامخة .
كنت من بين الحاضرين لمحاكمة الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي ورفاقه، ورغم دخولي القاعة وأنا متحفظ ومشفق، إلا ان الاستجواب وطلبات النيابة قلبوا إحساسي إلى حيرة ورعب.
امنحوا هذا الرجل شيئا ما..من فضلكم امنحوه شيئاوبسرعة...شجاعة..جرأة.. ثقافة..قيادة ..زعامة..قناعة بأن الله يقسم الأرزاق والأقدار والقيم والأحجام..يجعل هذا قائدا وذلك مقودا..يجعل هذا رئيسا وذاك مرؤسا...يعطى هذا بسطة في العقل والحكمة ..ويمنح ذاك حماقة وعجرفة.
أخيرا هاهي تونس الخضراء تنتفض لتقتلع الاستبداد السياسي الذي أحالتها سيني قحطه الماحل صفراء بعد عقود من خنق الحريات والتغريب واضطهاد الأحرار من طرف ثلة قليلة أوصلتها المؤامرات الأجنبية لسدة الحكم في لحظة من تحولات هذا الزمن الدوار .
هل من المعقول أن يعامل كل مواطن من ساكنة هذا البلد دون استثناء على انه "مجرم" أو مشروع مهاجر سري ـ ـحسب اللغة الدبلوماسية ـ إلى ان يثبت العكس..؟، يستوى في ذلك الوزير والطالب، المريض والسائح.. وأشك في أن رئيس جمهوريتنا بمأمن من هذه التهمة..!!
أجمعت مصادر الأخبار المتنوعة المتطابقة، على استفحال حمى الوادي المتصدع في أوساط الثروة الحيوانية على مستوى ولاية آدرار، وعلى وجه الخصوص قطعان الابل والأغنام. متسببة في موت أكثر من ثلاثين شخصا ونفوق مئات من الابل والغنم في نقاط متعددة من الولاية المذكورة.