فى لحظة من لحظات الضعف العربى الراهن تفرغ العدو الصهيونى لأهلنا فى غزة مستغلا انشغال القادة وضعف الكيانات السياسية وهزالة المجتمع المدنى فأوغل فى الجراح وضاعف من هجماته وتصاعدت أوراح الشهداء ..الشهيد تلو الشهيد.
أثار المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس المجلس العسكري الكثير من التساؤلات , ووضع النقاط على الحروف في كثير من القضايا المهمة –والتي كانت حتى وقت المؤتمر مثار الكثير من الجدل والتكهنات – بالنسبة للمواطن العادي والفاعلين السياسيين والمهتمين بشؤون البلد.
اسمحوا لي هذه المرة أن أتحدث بهويتي الحقيقية كشاعر، لا كصحفي، ولا كمحلل إخباري، ولا بأي من الأقنعة التي تزيد الهوية وضوحا.. الأقنعة التي يضعها الآن جميع الشركاء السياسيين في البلد لإخفاء حالتهم النفسية خوفا من التعري على الواقع..
بعد حالة الهرج والمرج والتشجنج والغضب والغليان والزعاق التي حدثت بعد حرق "بيرام "لبعض الكتب الدينية التي يعتمد على الشعب الموريتاني وفقائه ...والتي اصبحت تلامس وجدانهم وتعد من مقدساتهم ومن خطوطهم الحمراء التي لايمكن تجاوزها أو المساس بها .
نحن في عام الرماد .. (لا حاجة بنا لتاء مربوطة هذه المرة) فقد شبعنا "الرمادة" وعلينا - من باب مساواة التذكير بالتأنيث- أن نشبع رمادا...تذكروا أن قصرنا رمادي اللون والتسمية، مع أنه "قليل الرماد" منذ أن استخلصه "عزيزنا" لنفسه..!!
هل يضر الشيخ خليلا بن إسحاق وقد انتشر فقهه في الآماد وارتبط بتاريخ إفريقيا المسلمة والمغرب العربي وأجزاء كبيرة من مصر والخليج إذا امتدت يد حانقة إلى نسخة منه أو اثنتين على فأحرقتها، ثم نذرت رمادهما في الهواء وتعالت صيحات الاستحسان لهذا العمل غير المنطقي وغير الحضاري وغير العلمي.
تبدو الأجواء هنا في الخرطوم لطيفة رغم ارتفاع درجة الحرارة، الفرح يعم المكان، والخرطوم، من أعرق عواصم العروبة والإسلام، لها سبب واضح للفرح، فالجيش العربي السوداني حرر قبل يومين منطقة "هجليج" من احتلال العدو الغاشم جيش جنوب السودان المنفصل.
مع بداية الأسبوع القادم ستجد السلطات نفسها فى مواجهة غير محسوبة النتائج مع مركزيات ونقابات عمالية غاضبة من التهميش والظلم الممارس بحقها مدفوعة بموجة احتقان عارمة تعصف بالطبقة العاملة فى البلاد وتجعلها على استعداد عفوي للدخول فى أية نشاطات احتجاجية مهما كان شكلها.