ليس الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين هم من سقط في مصر هذه الأيام أو عزل منها كما تتداول وسائل إعلامية يغلب على بعضها الكذب والتجديف بل الحقيقة هي عكس ذلك تماما فالذي يسقط في مصر
الجيشان كلاهما انقلب علي رئيس مدني اختاره الشعب بمحض إرادته في انتخابات ديمقراطية شهد الجميع بنزاهتها في الداخل والخارج.
غير أن الجيشان لم يحترمان إرادة شعبيهما واختارا رجوع البلاد إلي نفق مظلم لا تعرف نهايته...
فيما يزداد وعي شريحة عريضة من الشعب بوجود مقاومة وطنية للاحتلال الفرنسي أبلت في ساحات المقارعة بالسلاح و صمدت بقوة الدين و عمق الثقافة في وجه المسخ الحضاري المصاحب؛ وعي يتمدد تدريجيا - و إن ببطء - في دائرة الاهتمام بإعادة كتابة تاريخ البلد الملبد بغيوم الشكوك
ليس ما حدث في مصر بالأمس مكسبا حقيقيا للديموقراطية ولا يمكن ان يكون ، فانقلاب الجيش على رئيس منتخب في وضح النهار مهما كانت ضغوط المعارضة عليه ، هو تكريس أعمى للدخول في دهاليز المجهول بعد تعطيل الدستور واعتقال الرئيس محمد مرسي
جمعتني المواقف السياسية في مرة من المرات مع جماعة جناح الإخوان المسلمين في موريتانيا عندما كنا جميعا ندعم المرشح صالح ولد حننا في رئاسيات 2007 حيث كنت مسؤول حملة المرشح على مستوى إحدى مقاطعات الداخل الموريتاني ، وكان تواجد الجماعة في هذه المقاطعة معتبرا ،
أثبت رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي بوقوفه الشامخ حماية للدور التاريخي الذي ساقته الأقدار للقيام به والشرعية الدستورية التي كلفته بها جموع الشعب المصري حصافة رأي جماعة الإخوان التي انتدبته من بين آلاف من القيادات المجربة والمحنكة التي تنتمي للجماعة لمهمة تاريخية بامتياز.
مصر "أم الدنيا" وقائدة العرب، مهد الحضارة، أرض الكنانة، خسر العرب تحت قيادة جيشها العظيم أرض فلسطين ومني بهزائم لا تزال مخلفاتها تلاحقه وقد قاد هذا الجيش الأمة بالشعارات القومية والدكتاتورية العسكرية العنيفة ومارس في حق شعوبها التجهيل والإقصاء ودعم كيانات واهية
في سنة 1982 زار جورج بوش الجزائر عندما كان مديرا للمخابرات المركزية الأمريكية , وألقى محاضرة في كلية الشرطة في منطقة الأبيار جاء فيها أنّ الخطر الذي يهدّد الجزائر يكمن في التيار الأصولي وليبيا ، مت سيشي لاحقا بمراقبة الولايات المتحدة لهذا التيار و حذرها منه
تابعت خطاب الرئيس مرسي، وخرجت بجملة من الملاحظات السريعة، ولكن قبل تقديم تلك الملاحظات، دعونا نطرح السؤال التالي: ما الذي كان بإمكان الرئيس مرسي أن يقوله في خطابه الذي ألقاه بساعات معدودة قبل انتهاء مهلة الجيش المصري؟
في اعتقادي أن مرسي كان أمام خيارين اثنين، لا ثالث لهما:
من الواضح أن جميع التشكيلات السياسية المحلية ذاهبة إلى الانتخابات القادمة (إذا قرر الرئيس إجراءها).. أفهم ذلك من بعض المعطيات الحالية، فالأغلبية والمنسقية والمعاهدة و"الزوائد البينية"، والقوى "البرزخية"، كلها (مستعدة).. بعضها سيذهب لأن "المشاركة"هي مبرر وجوده في الساحة المحلية،
ما وقع في مصر من انقلاب على الشرعية، وقبله محاصرة حكومة حماس وإسقاطها، وقبل ذلك الانقلاب على الانتخابات التي فاز بها التيار الاسلامي في الجزائر، كلها رسائل واضحة من الغرب الكافر وعملائه وخلاياه الحية والميتة التي تسكن جسم هذه الامة، مفاد تلك الرسائل:
يمكن إعتبار ما يحدث في مصر اليوم نتاجا طبيعيا و جزءا يسيرا من الحصاد المر لربيع الفتن العربية الذي أزهر في تل آبيب أمنا و سلاما و مزقت أشواكه الجسد العربي طائفية و تكفيرا فقذفت إحدى عواصفه برجل مسالم إسمه محمد مرسي
تتعالى الأصوات شيئا فشيئا منذ مدة حول ما يزعم أنه انتخابات يعتزم النظام الانقلابي تنظيمها خلال الفترة القريبة المقبلة، و بالتزامن مع ذلك بدأت الآلة الدعائية عملها المحموم المتسارع متسلحة بالمال العام وبالمقولة المعروفة محليا والخاطئة تماما – الكفْ ما يْعاند اللشفهْ – ،
لا يخفى على مسلم شمولية شريعتنا الإسلامية الغراء، وبعد مقاصدها العامة والخاصة التي تغوص في الغايات والأهداف لتسعد الفرد في الدنيا والآخرة.
وفي فقهنا الإسلامي مجال لإعمال العقل والاجتهاد المنضبط ( وفق نصوص الوحي ومتطلبات الواقع).
أروع سمات الديمقراطية هي (الفضائحية) , والنظام الديمقراطي يعالج أخطاءه بنفسه ويعزل مرتكبي الخطايا وينهي حياتهم السياسية والمهنية دون وجل أو كبرياء مصطنع, أو حصانة تتمرد على شرف المهنة وهيبة الدولة, ونحن في خضم إعادة إنتاج شاملة للدولة تأتي فضيحة ملعب انواذيب ,
تعظم الأخطاء السياسية بالزمان والمكان الذي ترتكب فيه، ولا شك أن الأخطاء التي تم ارتكابها في مصر ما بعد الثورة هي من أبشع الأخطاء السياسية، ومن أشنعها، وذلك لأنها أدت في المحصلة النهائية إلى هذا الانقسام الخطير الذي تعيشه مصر اليوم، والذي سيبلغ ذروته بعد ساعات قليلة.
قال لصاحبه وهو يحاوره: حدثني يا صاحِ عن سيدة من نساء العرب تناقلت الركبان أخبارها لا هي بالخنساء الشاعرة المودعة لبنيها وهم يموتون تباعا وإن كان المأساة تجمعهما، وما هي بنسيبه أحُد المقاتلة وإن كانت تقترب منها في الصمود، هي امرأة كثر حديث الرعاة عنها ولهجت ألسنة الشعراء
تحتفظ ذاكرة الموريتانيين للجزائر الشقيقة بالكثير من المواقف المشرفة، فبلاد المليون ونصف المليون شهيد كانت العون والسند للشعب الموريتاني حين كان في أمس الحاجة إلي أشقائه وجيرانه.