يذكر بول ستراثرن في كتابه "نابليون في مصر" (Napoleon in Egypt)، أن نابليون حمل معه في طريقه لغزو مصر مكتبة رتبت على متن سفينته بشكل دقيق. ففيها قسم للسياسة، وقسم للدين، وقسم للتاريخ... إلخ،
المضحكات المبكيات في مصر كثيرة،على حد تعبير شيخ الشعراء المتنبي قدس الله سره وكم ذا مصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكــــــــــــــا وكثير لجوء أهل مصر إلى الضحك والمضحكات إذا ما استبدت بهم أزم الدهر وطغيان الفراعنة،وانحباس النيل.
عطف نسق على ما سطرته مختتم الأسبوع المنصرم حول الانتخابات التي تجري حاليا لتجديد ثلث مجلس الشيوخ ..أعرج اليوم على نفس الموضوع لتثبيت بعض الملاحظات المتعلقة بهذه الغرفة التي هي أشبه بشحم لحوار- والمعذرة للشيوخ مقدما على هذا التشبيه ..
أعادت انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ الأخيرة إلي الأذهان قضية المعارضة الموريتانية التي تدور في حلقة مفرغة منذ دخولها المعترك السياسي بصفة علنية، ونضالها كمعارضة دستورية.ولعل فشل المعارضة الموريتانية في هذه المهمة يعود لعدة أسباب منها :
الحديث عن "تعليمات الرئيس" بضرورة توفير العلاج المجاني للملاريا ليصبح متاحا للمواطنين أسيء فهمه من طرف الجميع.. فالرئيس كان عليه أن يتحدث عن "الجرعات الوقائية",
شهدت الفترة الأخيرة سلسلة إجراءات تم بموجبها تجريد بعض الإداريين من وظائفهم واعتقال بعض المسؤولين بتهمة اختلاس المال العام ..وقبل ذلك شهدت فترة الانقلاب التي سبقت الانتخابات الرئاسية مثل ذلك .
ليغفر لي الشيخ أبو حامد الغزالي، عدواني على عنوان كتابه الرائع الماتع "إلجام العوام عن علم الكلام" فلقد بت معه على سنن واحد وسعي إلى إلجام العوام ليس عن علم الكلام فقط، وإنما عن الكلام كله، فلعل في ذلك خيرا للعامة والخاصة على حد سواء.
قال أبو سعيد البصري يعظ زوجا له سليط اللسان ما تكف عن الخصام إلا لتعود إليه - وهو شيخ حدبت عليه مصائب الدهر فما يبرحن بابه، وما تكله صغراهن إلا إلى الكبرى،- وإن لم يسلبنه إيمانا وعزما فتيا على مغالبتهن – وهن الغالبات- ما وجد لذلك سبيلا- :
لقد صدمت نواكشوط وأصاب أهلها من الذهول والحيرة والاستغراب ما لو وزع على القارة السمراء لوسعها دون تطفيف أو نقص ...أجل لقد رأوا بأم أعينهم وبين ظهرانيهم ما كانوا يستعيذون بالله منه وهم يسمعون الحديث عنه في الأنباء العالمية هنا أو هناك..
مع تنصيب كل رئيس جديد، وميلاد حزب مقرب من هذا الرئيس، تتجه "بطون" المنتفعين بالسياسية، المفكرين بأمعائهم، صوب هذا الحزب، تتوالي هجراتهم من كل حدب وصوب، في بيانات ومؤتمرات صحفية ومسيرات راجلة إن تطلب الأمر..
المثل التي يحملها حنفي والقيم التي يحلم الفتى حنفي بسيادتها هي التي قادته إلى السجن، وهي التي يمكن أن تقوده، أو تقودني أو تقود غيرنا غدا إلى حبل مشنقة طاغية، أو لهيب نار طاغية، أو أعواد صليب طاغية.