تبدو الساحة السياسية اليوم منقسمة بين فسطاطين أحدها يدعو للتمسك بأجندة الأيام التشاورية وما انبثق عنها من تنظيم لإنتخابات تعيد للنظام رأسه الذي فقده جراء انقلاب السادس من اغشت وتحقق حلم العسكر في التمسك بالحكم،
المتتبع لخطاب الجنرال الأخير في ولاية إنشيري والذي لا يعدو أن يكون امتدادا طبيعيا لخطاباته المثيرة للجدل والداعية للاستغراب والتعجب منذ انقلابه على الشرعية.. يتملكه العجب وتحيط به الدهشة من كل جانب .
كشف اجتماع باريس 20 فبراير 2009 عن مشهد سياسي يختلف عما كان سائداً قبل هذا التاريخ منذ انقلاب 6 أغسطس 2008، فقد اعترف المجتمع الدولي بوجود ثلاثة أطراف رئيسية للأزمة الموريتانية، وذلك بعد ما ظل الصراع في الماضي مختزلا في طرفين هما العسكر المنقلبون على شرعية «المؤسسة
يتطلع الكثير من الموريتانيين إلى معرفة حقيقة ونتائج فرصة الحوار التي منحتها المجموعة الدولية لأطراف الأزمة السياسية للبحث عن حل توافقي تحت الخيمة الإفريقية وبرعاية الزعيم الليبي معمر القذافي الرئيس الدوري للإتحاد الإفريقي.
بحلول يوم الجمعة السادس فبراير تكون موريتانيا قد أكملت شهورا ستة في جو غير مسبوق بالنسبة لها، ستة شهور من العيش تحت وقع "ردات الأفعال"، والتعصب للمواقف مهما كان شططها وضررها على العباد والبلاد.
مقدرة ومفهومة في سياقها تلك الحالة الهسيترية التي انتابت الجذوع الخاوية لسلطة أبي مازن جراء اهتزاز موازين القوى وخارطة التموقع السياسي تحت القصف الصهيوني وصمود المقاومة الإسلامية.
يدرك من تأمل قسمات وجه الجنرال المقال محمد ولد عبدالعزيز وهو يتهجي بصعوبة بالغة خطابه أمام قمة الدوحة يوم أمس ان الرجل يوجد فى حالة تيه لايحسد عليها حيث رمى به حظه العاثر بين مجموعة من الممانعين الذين يتكلمون لغة غير لغته وتحركهم رؤية غير رؤيته.
وأخيرا أيها المجاهد الشهيد قضيت نحبك وأنت تصدق ما عاهدت عليه ربك صابرا مصابرا رابطا في وهج الوغى..لم تنحرف عن الوعد قيد أنملة ولم تنزو عن العهد شروى نقير .. ولم تبدل – علم الله- تبديلا .ولم تؤت الثغور المقاومة من قبلك ...
دموع مدرارة ذُرفتْ على غزة، لكن دموعا أكثر يجب أن تُذرَف على مصر. فقد صرح وزراء الخارجية الأوروبية الذين زاروا إسرائيل من أيام بعد زيارتهم لمصر بأن الرئيس المصري حسني مبارك قال لهم بالحرف "لا يجوز السماح لحماس بالخروج من القتال الحالي منتصرة" (صحيفة هآرتس 06/01/2009).
لاتزال موريتانيا تعيش وضعا غريبا، فهي بلد يحكمه رئيسان: أحدهما مدني منتخَب مصرّ على حقه الدستوري وإن لم يملك قوة لإنفاذ ذلك الحق، والآخر عسكري مسيطر بمنطق القوة وفرض الواقع.
قبل البدء في عرض هذه الفذلكات اللغوية والمعاني الرمزية، أقترح على الصحفي العراقي منتظر الزيدي أن يغير اسمه فورا، ويسمي نفسه من اليوم منتظر الحذَّاء.
تعرف الساحة السياسية والإعلامية في موريتانيا هذه الأيام شدا وجذبا حول شخصية الرئيس المعزول، سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله، وقدراته وسماته الشخصية. وقد تتبعت الخلفية العائلية والأسرية للرجل وماضيه السياسي وتعرفت عن قرب من بعض من كانوا مقربين إليه على سمات شخصيته وما يطمح إليه،
حادثة رشق الرئيس الأمريكي المخلوع (اقرؤوها بالحسانية إذا شئتم) بالأحذية من طرف الصحفي العراقي منتظر الزيدي تستحق كثيرا أن نتوقف عندها للتأمل في معانيها ودلالاتها وقوة رمزيتها..