سقوط التعديلات الدستورية، زلزال سياسي، انتكاسة، ضربة موجعة للنظام، بداية النهاية، تصدع خطير في الأغلبية الحاكمة.. هكذا تعامل إعلامنا وساستنا مع تصويت 33 شيخا ضد التعديلات الدستورية مقابل 20 شيخا صوتوا للتعديلات، في ظل غياب إلمام من كل هؤلاء فيما يبدوا بالخيارات
الرؤية الموحدة ، والقائد الرمز
شيوخنا أنتم رماتنا، والراية لن تسقط
الديمقراطية خيارنا من الألف الي الياء، والشيوخ رماتنا سواء من ثبت منهم في الصواب، وسواء من اجتهد فأخطأ لأنه ظن أن نصره تحقق ، أو الغنيمة ستفوته.
تعودت ساكنة هذه البلاد منذ مايزيد على نصف قرن وعقدين من الزمن على موالات الأنظمة المتعاقبة على حكمها ،والتي ظلت تراهن دائما على شيوخ القبائل ،والموظفين الذين يمثلون ولي الأمر الذي تجب طاعته داخل محيطه الاجتماعي الضيق...
واستمر الأمر على هذه الحال فترة ليست بالقصيرة ،
بعد أن رفض مجلس الشيوخ التعديل الدستوري الذى تقدمت به الحكومة، لدي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مجموعة من الخيارات والفرص من بينها مرحليا :
خيار المادة 38 من الدستور التى بموجبها :
إن أول ما يخطر على بالي هو الأوضاع المزرية لآلاف المحرومين الذين يعلقون آمالا جسيمة على برنامجنا الإنتخابي ...لأنهم إنتخبوني لأنهي مأساتهم.
بهذه الإندفاعية والحماس وبالعبارات المنتقات وبالخطب النارية والشعارات الدالة والمستوحات من الواقع وغيره وبالأهاجيز والأغاني العذبة التي غنتها حناجر
عاش الرجال، عاش الشعب ، عاش حماة الديمقراطية .
الْيَوْمَ وليس كل يوم هكذا سقط جدار الخنوع وتهاوت قلاع الإرتزاق والمذلة، وسقط" هوبل "
لم يكن من المفاجئ لأي سياسي متمرس تصويت الشيوخ ضد التعديلات الدستورية، ولا أعتقد أن رئيس الجمهورية تفاجأ بهذه السقطة السياسية الشنيعة حيث أنه سيادته كان يشعر منذ انتخابات 2013 أن الشيوخ يقفون ضد خياراته و يعملون على اسقاط من يزكيهم من المرشحين.
أستعير من علماء السوسيولوجيا المصطلح الإجتماعي المعروف لأوظفه في تناولي هذا لدلالات سيلاحظ القارئ الكريم فيما بعد أنها تختلف باختلاف السياق الذي تذكر فيه فتارة أستخدمها بمعنى المكونة وتارة أوظفها توظيفا يحمل في طياته نوعا من الحديث عن البناء الإجتماعي وتارة...
أستخدمه للحديث عن الشريحة
اقتربت ساعة التعديلات بعد ظهور علاماتها: الانعقاد الاستثنائي للبرلمان وتصديق غرفته الثانية وبدء تداول الشيوخ المنتظر تصويتهم هم أيضا .
تميزت مداولات النواب الأخيرة بشي ء من الحدة المقبول في الديمقراطية لولا استغلال البعض له قي قضايا تفرق ولا تجمع وأقرب الي السفه منه الي الرشد .
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وعد بعد العسر والكرب بالفرج والتمكين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحابته والتابعين وعلى كل من قدم نفسه فداءا لحمى الدين.
وبعد فبعد أن سقط البرلمانيون في وحل التولي مدبرين نهض الشيوخ وأقبلوا واثبين تحصينا للدين ولبلاد المسلمين
يعتبر محور التعليم العالي والبحث العلمي مدخلا أساسيا وشرطا ضروريا لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المهمة التي تقتضيها الإستراتجية التنموية الوطنية المستقبلية في إطار ما يسمى بالجمهورية الثالثة التي تحاول دولتنا أن تتبناها ، فما هو ذلك التعليم العالي والبحث العلمي البناء والفعال
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻱ ﺷﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻓﻴﻪ ..ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻱ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺭﻣﻲ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﻭ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻷﺣﺬﻳﺔ .. ﻭﻧﺴﻮﻥ ﺗﺸﻴﺮﺷﻴﻞ ﺭﺣﻞ ﺗﺸﻴﺮﺷﻴﻞ ، ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ، ﻭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ، ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺣﻞ ﻋﻨﺎ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ . . ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ، ﺷﻌﺒﻴﻦ ،
أن تكون لك طموحات جمة في فضاء تتشابك فيه الهمم الوردية بمخايل الأراذل القاصرة ، فهذا أمر ليس عن الجنون الذي يؤدي إلى الضياع المحتوم ببعيد ، لكن السيول التي تجري تحمل في ثنايا مجاريها ما لا يشتهي المنتظرون الذين يستسقون كل يوم ويعبدون ربهم القاطن في مجد من ورق زيفت
تمر موريتانيا هذه الأيام بمرحلة فارقة من تاريخها السياسي ،مرحلة قد تكون الأهم منذ استقلال البلاد، لمايترتب عليها من استحقاقات سياسية غاية فى الدقة والأهمية هي التى ستحدد مصير البلاد ومصير مجتمع وجيل بأكمله يتطلع الى مستقبل أفضل.
تتجه أنظار الرأي العام الموريتاني، مساء الجمعة المقبل، إلى مبنى مجلس الشيوخ، الذي يضم الغرفة العليا للبرلمان، وذلك عشية التصويت على خيار إدخال البلد في دوامة من الانقسام والتشرذم، والتنكر لتاريخه وتراثه، عبر التعديلات الدستورية التي تسعى لتغيير علم الاستقلال وإلغاء محكمة العدل السامية
في يوم الجمعة الموافق 17 مارس 2017 سيمنحكم التاريخ فرصة نادرة لن تتكرر أبدا، سيمنحكم التاريخ وهو البخيل في منح الفرص فرصة لن تتكرر أبدا، فهل ستستغلون هذه الفرصة لصالح أنفسكم ولصالح مجلسكم ولصالح بلدكم أم أنكم ستضيعونها، فتجلبوا لأنفسكم ولمجلسكم عارا لن يمحى أبدا،
كلمة الإصلاح هذه المرة ترجو من الشعب الموريتاني أن لا يقف عند عنوانها هذا حتى يعرف السبب المباشر لهذه التعزية بعد ذلك الحدث القاتـل المثبط لآماله .
ففي ذلك اليوم الذي صوت فيه"ولي العهد" الموريتاني(الأغلبية) ظهر أن أكبر كارثة طرأت على موريتانيا هو ما أصبح يسمى الديمقراطية وفروعها
"الرسالة من عنوانها تقرأ"
مهما تظاهر سياسيونا بالحنكة و ضبط الأمور و المتعلمون فينا بالجدارة و قوة الأداء و مواطنونا بمسايرة حركة التحضر العارمة بمفرزاتها المذهلة، فإن الحقيقة المؤلمة الصارخة تفند كل ذلك بشواهد واقع التخلف البنيوي في البنى التحتية و ضعف وسائل النهضة،
للوطن أيهما الأفضل مثقفون مزورون منافقون أو سياسيون عاجزون طامعون حالمون؟!...
في الذاكرة والوعي والتاريخ أن كل ما يبقى إنجازا من العمل الوطني الرائد هو الذي نقيس به الخطى، ونرسم علامات الطريق للمستقبل، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أن تظل أفكارنا أسيرة للماضي، مهما كان إشراقه،