تتجه أنظار الرأي العام الموريتاني، مساء الجمعة المقبل، إلى مبنى مجلس الشيوخ، الذي يضم الغرفة العليا للبرلمان، وذلك عشية التصويت على خيار إدخال البلد في دوامة من الانقسام والتشرذم، والتنكر لتاريخه وتراثه، عبر التعديلات الدستورية التي تسعى لتغيير علم الاستقلال وإلغاء محكمة العدل السامية
في يوم الجمعة الموافق 17 مارس 2017 سيمنحكم التاريخ فرصة نادرة لن تتكرر أبدا، سيمنحكم التاريخ وهو البخيل في منح الفرص فرصة لن تتكرر أبدا، فهل ستستغلون هذه الفرصة لصالح أنفسكم ولصالح مجلسكم ولصالح بلدكم أم أنكم ستضيعونها، فتجلبوا لأنفسكم ولمجلسكم عارا لن يمحى أبدا،
كلمة الإصلاح هذه المرة ترجو من الشعب الموريتاني أن لا يقف عند عنوانها هذا حتى يعرف السبب المباشر لهذه التعزية بعد ذلك الحدث القاتـل المثبط لآماله .
ففي ذلك اليوم الذي صوت فيه"ولي العهد" الموريتاني(الأغلبية) ظهر أن أكبر كارثة طرأت على موريتانيا هو ما أصبح يسمى الديمقراطية وفروعها
"الرسالة من عنوانها تقرأ"
مهما تظاهر سياسيونا بالحنكة و ضبط الأمور و المتعلمون فينا بالجدارة و قوة الأداء و مواطنونا بمسايرة حركة التحضر العارمة بمفرزاتها المذهلة، فإن الحقيقة المؤلمة الصارخة تفند كل ذلك بشواهد واقع التخلف البنيوي في البنى التحتية و ضعف وسائل النهضة،
للوطن أيهما الأفضل مثقفون مزورون منافقون أو سياسيون عاجزون طامعون حالمون؟!...
في الذاكرة والوعي والتاريخ أن كل ما يبقى إنجازا من العمل الوطني الرائد هو الذي نقيس به الخطى، ونرسم علامات الطريق للمستقبل، ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أن تظل أفكارنا أسيرة للماضي، مهما كان إشراقه،
دول العالم الجديد شُحنت بالولاء اللاإرادي للوطن الوليد حد التباهي بتخيلاته أمام صواعق الواقع المناقض، وككل دول ما بعد إفرازات الحرب العالمية الثانية يبدو الموريتانيون الأكثر انغماساً في تمثيل الدور والتفاني في الدفاع عما لم يفقهوه بعد.
راهن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة على هبة شعبية، قال إنها ستكون غير مسبوقة لرفض التعديلات الدستورية، وإسقاطها على الأقل شعبيا، وإن كان إسقاطها عمليا أمرا متعذرا، وكانت الأنظار منصبة على السابع من مارس 2017 حيث وعد معارضو التعديلات الدستورية بمظاهرات عارمة
على الرغم من النص الدستوري الصريح على مكانة نواب الشعب في ممارسة السيادة الوطنية نيابة عنه، وتقدم تلك المكانة حتى على العودة للشعب نفسه، الذي هو مصدر كل سلطة، عن طريق الاستفتاء حيث "...السيادة الوطنية ملك للشعب الذي يمارسها عن طريق ممثليه المنتخبين وبواسطة الاستفتاء ..."
أشبع، بل وأُتخم موضوع التعديل المقترح على العلم الوطني نقاشا في كل الساحات والقنوات المرئية والمسموعة والمكتوبة الواقعية والافتراضية، كل من زاويته ما بين مدافع عن التعديل ومسوغاته، وساخر من تلك المسوغات بمسوغات أخرى، لكن كلما ابتدع رافضو هذا التعديل حجة لتسويق رفضهم،
من اللافت جدا أن ينشغل الطيف السياسي الموريتاني اليوم بتعديلات "شكلية" –في غالبيتها- على دستور تمّ الانقلاب عليه وتجاوزه إحدى عشرة مرة خلال ثلاثين عاما فقط؛ حيث شهدت موريتانيا ما بين يونيو 1978 وأغسطس 2008 أحد عشر انقلابا (ما بين أبيض وأحمر) نجح منها ستة، وكان المجتمع
حتى الآن لا يُعرف هل يكتمل التعديل المنشود، خصوصًا أن مرحلة تصويت مجلس الشيوخ قد لا تكون مضمونة، إلا أن ما يجري في هذا الاتجاه يؤكد توريط الوطن في مسار انقلابي تلاعبي صرف، للأسف البالغ.
البرلمان بمثل هذه التصرفات، وخصوصًا على مستوى الجمعية الوطنية، يعكس ويُعبر بوضوح عن جهة ولائه.
تعتبر ملامح السياسة الأمريكية الجديدة بإفريقيا في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب ، و مدي تأثير التوجه الجديد على العلاقات الأمريكية-الإفريقية التي عرفت حركة نشطة في المجالات الاقتصادية و العسكرية أحد أهم التحولات الدولية التي من المتوقع أن تطبع علاقة القارة السمراء بباقي قارات العالم
وخز الإبر.. لمن لا يأخذ الدروس، و لمن لا يستخلص العبر؟
خطة اقتصادية عظيمة لا يمكن أن يخترعها إلا خبيرا اقتصاديا ماهرا أقل مايستحق أن يكون على إحدى المؤسستين النقديتين صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي الإقتراع عن طريق البرلمان والعدول عن الإستفتاء الشعبي ، فأيهما الأجدى نفعا تغيير العلم أم تركه ؟
الشيء المؤكد تنمويا وديمقراطيا وسياسيا أن البلد يعيش أزمة ضاغطة ومهددة، وأن رئاسة البلاد كمنظور لحل الأزمة لا تتجه في المستقبل قطعا نحو أي من الرؤساء الثلاثة: أحمد ولد داداه ومسعود ولد بالخير وبيجل ولد حميد، وأن المجالات الثلاثة المتفق على أنها تشكل أسس التنمية المستديمة:
يقول مفكرو السياسية إن مكانتها عظيمة وإن رجل السياسة مستعد للتضحية بكل شيء ليسعـَد الآخرون .. إنه رجل شديد الإحساس بِوطًنِه أما رجال ساستنا فإنهم لا يشعرون إلا ببطونهم ..!
خلال مسيرتها الأخيرة تلونت المعارضة بالعلم الوطني الذي اقترح الحوار الأخير أن يضيف إليه تعديلات تعبر عن دماء الشهداء
قرأت مقالا للكاتب (أحمدو الوديعة ) تحت عنوان " الإسلاميون والقضية اللغوية " لمست فيه بعض التحامل على مناهج وأدبيات الإسلاميين ، لكنني لا أعلم هل جرى ذلك عن قصد أم أن جلد الذات الوطنية والعربية أفاض الكأس ، وحينها تم تشويه المنطلقات الفكرية والنضالية المفترضة للإسلاميين ،
حيث يقول صاحب المقال:
ب. تعاطي النخبة مع الشأن الوطني في عهد الانقلاب
كنا قد بدأنا في الحلقة الماضية بتعريف النخبة تعريفا علميا، لكون أزمتها هي مناط بحثنا، ولما لدورها من أهمية في المجتمع؛ وربطنا طبيعتها وعملها بماهية الثقافة التي تحملها،
إن المشاهد لدعاة العنصرية اليوم لينسى اعتراضه على تعديلات الرئيس، والذي في حقيقة الأمر علينا جميعا السكوت عنها بدل النقد والتجريح الفارغين..
خرج علينا بعض الغربان نعقوا في البرلمان بأبشع العبارات وأقذرها وأوسخها وأمرها في الآذان ! عبارات مثل: "البيظان عنصريين"، "لن نترك لكم هذه الدولة"،