تكاد الجرائم تنخر البشرية جمعاء، مرة بالحروب، ومرة بالصراعات، ومرة بالحرابة والجريمة المنظمة، ومرة بالتطاحن الفكري، والصراعات المذهبية، أو العرقية...ففي الوقت الذي مازال العالم يرزح تحت صدمة مسجد النور بإنيوزيلاندا، وقبل ذلك بعقود، جرائم الإبادة الجماعية لمسلمي البوسنة والهرسك، وقتل وتشريد الفلسطينيين، و كارثة الأبراج في نيويورك، تناسى العالم، أو كاد يتناسى، تلك الجرائم، ليستيقظ على قصة تذكر بقصة أصحاب الأخدود، أو هولوكوست ، جريمة" حرق " ضد إثنية " إفلان " المسلمة، السنية، المالكية...
ندين هذه الجرائم، ونطالب بمحاسبة الجناة ، وعليه، يجب أن لا تطغى العواطف، والأهواء على أفكارنا، وبالتالي، فمن الخطأ، الخطأ أن نؤجج " إفلان " ضد من أوقعوا بهم هذه المصيبة الأليمة، فمن ينتصر للحق، ويدعو له ينبغي أن لايصب" الزيت على النار "ويدعو إفلان في مالي ودول الجوار الى حمل السلاح و الإنتقام، فمن يحمل هكذا" دعاية" و يحث على الثأر أكثر جرماً و" جاهلية " ممن إرتكبوا جريمة القتل والحرق والسحل ضد إفلان قال تعالى:
(ﻭَﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺒِﺮِّ ﻭَﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ ﻭَﻻ ﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺈِﺛْﻢِ ﻭَﺍﻟْﻌُﺪْﻭَﺍن )
فالجرائم لا تخمد بالجرائم، بل تزيد ها ، وتغذيها، السعي الى الإصلاح، والسلم الأهلي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة المالية، وليس الحث على إشعال نار الفتنة، فالثأثر من العادات الجاهلية قال تعالى:
(ﺃَﻓَﺤُﻜْﻢَ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِ ﻳَﺒْﻐُﻮﻥَ ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺣُﻜْﻤًﺎ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳُﻮﻗِﻨُﻮﻥَ )
إن من يريد الخير لسكان مالي، و يريد الإنتصار لإثنية إفلان، وغيرها، في مالي خاصة، و دول الساحل عليه أن يعمل بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المطهرة .
وفي هذا الصدد ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : (ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺗﺴﺘﺸﺮﻓﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺫ ﺑﻤﻠﺠﺄ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺫ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ) .
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ
علينا جميعا أن نسعى إلى إخماد الحريق، لا أن نزيد من إشتعاله ، فالمشكلة ليست في إطلاق النار، المشكلة في إخمادها، و كيفية السيطرة عليها، ف إفلان عسكريون بالفطرة، وعقلية الثأر من موروثهم الثقافي، وبما أنهم في دول المنطقة عموماً فإن قوة الألم و الجراح قد تقودهم الى مسائل أخرى تزيد من معاناة كيانات الدول الهشة .
إفلان، هلوكست، أو روهينغا، قتلوا، وعذبوا، وشردوا،في مالي لكنهم، ، أخوة لنا ، في الدين والدنيا، ونتمنى لهم، ولمن أهانهم، وأوقع بهم مكاره، ومآسي أن يهديهم سواء السبيل.
إفلان ~ منَّا ~ و ، منهم!!