أولا: السياق العام
ستنظم الاستحقاقات الرئاسية في بلادنا خلال النصف الأول من السنة الجارية في ظرفية دولية ووطنية فريدة، تجعلها محل اهتمام كبير من لدن المراقبين في الخارج والداخل :
-فعلى مستوى شبه المنطقة: طبعت المواسم الانتخابية المنظمة خلال الفترة الأخيرة العديد من التوترات كانت سببا في حدوث خسائر بشرية ومادية بالغة في بعض البلدان، و بالذات لا تزال تداعيات الانتخابات الرئاسية على مستوي بعضها الاخر تشكل مصدر قلق بالنسبة لها وللأوضاع في المنطقة
- أما على المستوى الداخلي فان الاستحقاقات الرئاسية القادمة تتميز بعدة أمور لعل من أهمها:
1- حتمية التناوب السلمي على السلطة في ظل حرص فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على احترام مقتضيات الدستور بعد اكتمال مأموريته الثانية .
2- مشاركة جميع مكونات الطيف السياسي الوطني في هذه الانتخابات، حيث لم تسجل حتى الان أي مقاطعة.
3- تعزيز وتطورشفافية ونزاهة الاقتراع في بلادنا بعد دخول جميع الإصلاحات السياسية المعتمدة خلال حلقات الحوار الوطني الشامل المنظمة سنتي 2011 و2013 حيز التنفيذ.
4- تفاعل عريض للساحة السياسية مع المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني يلامس شبه اجماع وطني.
5-تشرذم ساحة المعارضة السياسية بعد عجز منسقيتها عن فرز مرشح وحيد.
6-إعادة تشكلة الخارطة السياسية الوطنية بالنظر الى تغيير تموقع بعض المكونات السياسية وكذلك بعض الفاعلين المميزين.
7-اهتمام كبير إقليميا ودوليا، بالتجربة الموريتانية في ابعدها الديمقراطية والأمنية.
ثانيا: مضامين خطاب اعلان الترشح
لقد كان الخطاب الذي ألقاه المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني يوم الجمعة الموافق 01 مارس، بمناسبة اعلان ترشحه لرئاسيات 2019 موفقا بجميع المقاييس:
فقد كانت لغته فصيحة وأسلوبه سلسا وأداءه متميزا، وفضلا عن كل ذلك كان المحتوى ثريا وشاملا، حيث تضمن قيما محورية تستجيب لمتطلبات المرحلة:
1ــ التشبث بالروح الوطنية:
فمع أن الخطاب لم يتجاوز ثلاث صفحات فانه لم يكتف باحتوائه على 35 مصطلحا ترمز في دلالاتها إلى الوطن، ولكن هذا البعد الوطني تجسد كذلك في أكثر من فقرة:
- تثمين دور مختلف الأجيال في عملية البناء الوطني لكونها في الأساس، عملية تراكمية ومتواصلة.
-إقامة دولة قوية تسعد المواطن.
- صون الحوزة الترابية مع ما تقضيه من تضحية
- تأمين مكانة موريتانيا بين مصاف الأمم
- حماية مصالح البلاد والذود عنها خلال تعاملها مع الدول الأخرى.
- معاملة الجميع بصدر رحب مع الانفتاح والتعاطي الجاد مع الأفكار البناءة والاراء الرصينة.
-الايمان بضرورة رفع التحديات ومواجهة المخاطر التي تتربص بالبلاد.
-الوعي بجسامة المسؤولية والحاجة الى تحقيق المزيد
- السعي الى معالجة مكامن الخلل وسد مواطن النقص.
-العمل على إرساء ثقافة المواطنة في كنف دولة الحق والقانون.
- تأمين شعور المواطنين بالفخر والاعتزاز بالانتماء الى هذا الوطن.
-التعطش الى خدمة الوطن وكونها الدافع الرئيسي الى الترشح.
أهمية التسلح بالروح الوطنية خلال هذه الفترة من أجل:
-التصدي بحزم لظاهرة انفجار الهويات الضيقة والنزعات المنغلقة التي تشهدها الساحة مع ما تمثله من تهديد لنسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية.
-إشاعة ثقافة دولة المواطنة مع كل ما تقتضيه من مساواة وعدالة وإنصاف بين السكان.
-توطيد وتعزيز قدرات البلد على مواجهة التحديات الأمنية والمخاطر المتعددة التي تواجهها دول المنطق.
-تأمين جاهزية الموريتانيين للتعاطي الهادف والبناء مع الآفاق الاقتصادية الواعدة للبلد مع ما يصاحبها عادة من أطماع ومساع تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
-تشكيل صمام أمان لتحصين موريتانيا وحمايتها من مصير البلدان الفاشلة.
2ــ قوة الالتــــزام
اذا كان الكاتب التونسي محمود المسعدي قد قال: ” أن الأدب مأساة أولا يكون” فان السياسة تعد هي الأخرى التزام أولا تكون خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتنافس على الكرسي الرئاسي ففي هذا المجال اختار مرشحنا بعناية أسلوبا معبرا:
"أتعهدـ وللعهد عندي معناه ـ أن أوظف ـ بصدق ـ وجد ـ وإخلاص..."
3ــ بلورة مشروع وطني طموح يعتمد الإصلاح نهجا والمشاركة أسلوبا والتحولات الكبرى غاية
-بناء مجتمع عصري متشبث بثوابته الوطنية، خصوصا هوية البلد الإسلامية ووحدته الوطنية ولحمته الاجتماعية وتجربته الديمقراطية،وحوزته الترابية.
-ترسيخ ثقافة المواطنة في كنف دولة الحق والقانون.
-تثمين ما تم إنجازه خصوصا خلال الفترة الأخيرة التي تميزت كما قال ” بحجم وتنوع الإنجازات في كافة المجالات في ظل توطيد أركان الدولة، ترسيخ الديمقراطية، تعزيز الزحدة الوطنية، تبوء بلادنا مكانة مرموقة بين صفوف الأمم فضلا عن نهضة اقتصادية شاملة.
-معالجة مكامن الخلل وسد مواطن النقص.
-ضمان الحرية والمساواة لكل مواطن.
-تحقيقالرفاه. -إحداث نهضة تنموية شاملة تحافظ على التوازنات الاقتصادية الكبرى وتضمن الانتقال إلى اقتصاد منتج.
-تشغيل الشباب ومحاربة البطالة.
-إصلاح نظامنا التربوي.
-ضمان دور فاعل للشباب ومكانة متميزة للمرأة.
-اعتماد تمييز إيجابي لفائدة الفئات الهشة.
-ضمان الأمن.
-تحقيق السعادة.
-ضمان مشاركة الجميع في خيرات البلد.
-إرساء دبلوماسية نشطة.
ــ فسحة الأمل التي بعث الخطاب في النفوس4
كان لخطاب المرشح صدى واسعا أثر كثيرا في عقول الناس وجذب اهتمام العديد من المراقبين الوطنيين والدوليين وهو ما ساهم في تعزيز امال وتطلعات المواطنين وشحذ هممهم ورفع تحمسهم لخدمة هذا المشروع لعل من أهمها:
-المصداقية والسمعة الطيبة التي يحظى بها المرشح وطنيا ودوليا.
-الثقة الكبيرة التي يكنها للمرشح محيطه المهني والاجتماعي وكل من عايشه في مختلف الظروف.
-تجربته الناجحة في إدارة الملف الأمني الذي جعل من موريتانيا نموذجا يحتذى ومحل اشادة واسعة من طرف الشركاء،وسط منطقة لا تزال تتربص بها مخاطر جمة. -تحمله لهذه المسئولية رغم إدراكه لسقف طموح وتطلعات المواطنين ومستوي وعيهم وتأثيرهم بالأحداث العالمية.
-وجود أرضية صالحة للنهوض السريع بالبلاد إلي مصاف الأمم الصاعدة بفضل:
1 مستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته البلاد خلال السنوات الأخيرة.
2 الآفاق الاقتصادية الواعدة مع بدء استغلال حقول الغاز الطبيعي والمعادن النفيسة.
-توفر أغلبية سياسية مريحة من البرلمانيين والمنتخبين المحليين لتأمين الدفاع عن الخيارات وتمرير الإصلاحات المقترحة.
-التطلع إلى اعتماد برنامج انتخابي طموح بالنظر الى الخطوط العريضة التي تجلت في خطاب الترشح.
-انعدام وجود مرشح يشكل مصدر قلق في الطرف الاخر في ظل القائمة المعروفة حاليا.
-عدم وجود برنامج منافس قابل للتنفيذ.
-ضعف الماخذ المسجلة على المرشح:
* الخلفية العسكرية.
*استمرارية النظام في ثوب جديد .
*مع ضرورة تقدير اكراهات الحملة وما تقتضيه من مرونة والزامية التعامل مع الجميع الشركاء.
-لا معنى للحياة من دون أمل ولا قيمة لها بدون التفاؤل.
فنحن محقون في أملنا بتحقيق فوز كاسح لمرشحنا في هذه الاستحقاقات وطموحنا مشروع في العمل على تمكين مرشحنا من تنفيذ برنامجه الانتخابي للنهوض بالبلاد إلى غد أفضل.
والله ولي التوفيق
انواكشوط 29 مارس 2019
