المال الحرام (1) / سيد محمد الامام

إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ يعرف معظم المسلمين هذا ال من ولكن لاباس ان ذكرنا ان قارون هذا ايضا هو ابن عم موسي وهارون ولانه كان  يمثل البترونا في الشعب الاسرائيلي انذاك فقد احس بخطر نفوذ الروسولين الكريمين موسي وهارون خصوصا عند ما طلب منه موسي تقديم ضرائب رمزية  علي امواله لا تتجاوز واحد في الالف الا انه كان جاهز للمواجهة رفقة داثان وابيرام وثلة من المتعصبين والمرتشين واصحاب المصالح من الشعب اليهودي فلم يكن ولاءه حقيقيا لا للرب ولا الشعب في قرارة نفسه كان قارون يكن حقدا اسود لابن عمه موسي وازداد الامر سوء عندما اختار الله هارون عليه السلام للقرابين , هنا قرر قارون الذي اصبح يري كل شئ باللون الذهبي ان يسقط النظام عبر التشكيك في نبوة موسي وهارون باعتبار ان لاسلطة لهما وانهما مجرد مغتصبين للنفوذ وفي الوقت الذي حرك الته الاعلامية داخل اوساط الشعب البسيط اعد خطة لتشويه سمعة موسي عليه السلام عبر رشوة مومس مشهورة وهو العارف بكل فاعلي القاع وسادة الخمارات لتذيع علي الملأ ان نبي الله اقدم علي ما هو منزه عنه معها .

 ان عمي الذهب والحقد الاسود الذي يطوق عقل قارون و التشجيع المستمر من السيد داثان والسيد ابيرام باعتبار قدرتهما اذا تلقو الدعم الكافي من الاموال علي تعبئة الشعب جعل قارون يفوت كل فرصة في النجاة لكونه تجاهل حقيقة ان موسي وهارون هما فعلا رسولين من الله وهو سيحميهما ولا غالب الا الله بطبيعة الحال .

كان من الواضح ان المال لا يحتاج الي السلطة ولا الي  ما لم تتهدداه البائس، قارون كان يتصرف بغرور لان ثروته تمنحه ما يريد ولكن الغل كان اقوي منه، لم يجد الوقت لتحريك الشعب فقرر التحرك علي مستوي النخبة داثان وابيرام يعتبران شريحتيهما مغبونتين لذلك ركزا علي الشرائحية مما امن لهما قاعدة شعبية لا يستهان بها ومتعطشة للبطش ، اما باقي الشيوخ فتكفل بهم ذهب الملياردير قارون في النهاية وجد الرسولين نفسيهما امام تمرد خطير:اكثر من مئتين وخمسين شيخ و ثروة هائلة وزعيمين علي استعداد لتحريك البلطجية ونشر الفوضي .

تدخلت العناية الالهية لتحسم الصراع لان هذا النوع من التمرد يعتبر تحديا حقيقيا لبقاء اي سلطة ولا تنفع معه غالبا الا المعجزات  ، وحصلت معجزة وابتلعت الارض قارون ومن معه ، ابتلعت الارض البترونا المتغطرسة وبارونات الحرب الاهلية وشيوخ النفعية وبالتأكيد طبعا مثلما ابتلعت فرعون وهامان وجنودهما .

المال هو اصل السلطة انه السلطة الفعلية وعندما يتواري اصحابه فمعني ذلك انهم كلفوا وسمحوا لغيرهم بالتظاهر بدورهم لكن بمجرد ان يجرأ احد علي مواجهتهم فعليه ان يكون قد ارتقي الي مستوي الطهر بحيث تتدخل العناية الالهية  لانقاذه  او عليه ان يكون قد اصبح من اهل المال اي واحدا منهم ، من اهل السلطة فعلا ، ليس من الضروري ان يكون الرئيس او الملك فردا ، قد يكون جمعية او تنظيما او مؤسسة او وهما.

ان تواريهم وتنازلهم عن السلطة هو خدعتهم المقدسة التي طالما سخروا لها عقول المفكرين وسيوف القادة الابطال ، لطالما مات رجال وهم يعتقدون انهم يموتون من اجل المجد او العدل او الخ، لطالما مجد التاريخ حكاما ظنوا  انهم ما هم عليه.

 لكن لطالما كانت هناك استثناءات ابطالها رجال اتقياء او اذكياء ..اما القوة فهي لله وحده.

3. أبريل 2019 - 20:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا