النفاق والتلون السياسي طابع رافق كل الأنظمة السابقة فهل ينتهي مع ولد الغزواني؟ / محمد سالم ولد هيبه

يشهد الوجه السياسي في موريتاني موجة من النفاق والتلون لم يسبق لها مثيل، رغم أنها رافقت معظم الفترات الرئاسية السابقة، وتساءل بعض المراقبين هل ستنتهي موجة النفاق مع ولد الغزواني؟

فها هو ولد الغزواني الذي لم يمض على إعلان ترشحه عدا شهر واحد من الزمن، وقد ملأت صوّره الدنيا وطرزت بها الملابس وقنينات الشراب وزينت بها السيارات والمنازل، وملئت الساحة بالمبادرات المزيفة.

إن من يتابع المشهد السياسي في موريتانيا يكتشف أنها جماعة واحدة رافقت كل الأنظمة وسلكت نفس الطريق في التودد للحكام والتقرب إليهم ونعتهم بكل إطراء ونفاق، فخلال كل فترة سياسية تبدأ هذه الجماعة في التفرق بين المترشحين، فهم مع ولد الغزواني في طرف النهار ومع ولد بوبكر في طرفه الآخر.

هذه الجماعة التي كانت حاضرة في نظام ولد الطايع وسايرته في المشهد السياسي، "موريتاني تختير الا معاوية" واستفادت من حقبته، وكانت أول من خرج في المظاهرات المؤيدة للانقلاب عليه، وهذا دليل على أنها بلاعهد، كما مدت يدها للرئيس السابق اعل ولد محمد فال رحمه الله "مجلس نين اتواله"، ثم أتا سيد ولد الشيخ عبد الله فتهاوت إليه الجماعة رأسا على عقب مؤيدة وداعمة.

ثم أتا ولد عبد العزيز فشاهد منها العجب العجاب وأظهرت له الولاء بوجه جديد، وخدعته بطريقتها الخاصة، وطلبته أن يترشح لمأمورية ثالثة ورابعة، بل دعته لجعل موريتاينا مملكة، وما إن أعلن عن عدم ترشحه لمأمورية ثالثة حتى أصبح كالمجهول في علمها.

ثم تعود هذه الجماعة اليوم بوجوه أخرى لتحتضن ولد الغزواني وتعلن دعمه وترافقه في كل زياراته كالظل.

وحسب مصدر خاص فإن إحدى الشخصيات البارزة نتحفظ على ذكر اسمه قال في زيارة ولد الغزواني الأخيرة : إن دعم ولد عبد العزيز سابقا كان لأنك كنت ترافقه الأمر الذي أغضب ولد الغزواني ورد عليه قائلا: اصمت ..فأنا وولد عبد العزيز سواء.

كما أن أغلبية المنافقين لايزالون يستخدمون سيارات ولد بوعماتو التي منحهم، ويسكنون في منزاله التي وهبهم، وهم يصفونه بالسوء في العلن والسر، وذلك دليل آخر على عدم وفائهم بالعهد، وقليل منهم من لايزال على العهد فهم مرتزقة يتوددون لولد الغزواني، وقد آن الأوان لإخراجهم من الساحة السياسية وفضحهم على الملأ.

وقد أظهرت بعض محطات زيارات ولد الغزواني الأخيرة  حضورا جماهيرا لافتا، ويمكن أن نضرب مثلا بمقاطعة واد الناكه التي شهدت حضورا كبيرا رغم أن عدد سكان المقاطعة محدود، ما يعني أن جماعات النفاق والتلون السياسي رافقت ولد الغزواني من البداية من كل ولاية، وعليه أن يدرك ان من ملأوا عينه هم انفسهم من وقفوا مع معاوية واعل ولد محمد فال وسيد ولد الشيخ عبد الله، وولد عبد العزيز وهاهم اليوم يكثرون سواد جماعته، ولا يغتر بهمن فهم جلود متلونة ووجوه حرباء تأخذ مع كل فصل من فصول السنة لونا وطبعا مخالفا للسابق لتحقيق أغراضها الشخصية.

إنه من أكبر التحديات التي تقف في وجه ولد الغزواني إلى جانب القضايا الأمنية والصحة والتعليم وديون الشيخ الرضى والارهاب؛ هي القضاء على هذه الجماعات المنافقة والتي تندس داخل الأوساط السياسية و تمتهن الهجرة السياسية من أجل منافعها الخاصة، ولا عبرة عندها بمصلحة الوطن، ولا المواطنين، وعليه أن يمنح الأولوية للمخلصين الصادقين لولد عبد العزيز، ويمنحهم الفرصة بدلا من أن ينخدع بما خدع سابقيه من مظاهر الولاء الزائف، فهل ستنتهي رحلة النفاق مع ولد الغزواني؟

 

 

5. أبريل 2019 - 16:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا