يا وطني : هذه الدنيا كتابٌ أنت فيه الفكر، أنت فيه العُمُر ، أنت فيه البصر...إصبر يا يا وطني تأكدْ أن غداً سَتأْتلق الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى.
لن ينسى الحكام السابقون و لن تنسى ظِلالهم أن ألسنة الناس لا زالت تتذوق طعم الدموع المالحة و الذاكرة المُضيّقَة لا زالتْ تحتفظ بأيام الجوع و خُشونة العيش و لحظاتِ البحث عن الذات و الكرامة
لوْ دندن المترشحون في لحظة صفاء من الليل و في استرخاء تام لَحنَ الحياة لَعَلِموا أن الجياع لا يَخْلدون في الليل الى النوم و لا يَرْكنون الا الراحة لأنهم يُعانون في النهار ظُلمة اشد من حلكة الليل و يُؤمنون أن كل موت سابق في ليل دامس لا بد له من حياة آتية في صبح مشرق.. يسمعون حسيسها.
الجياعُ لا يموتون لكنهم يتحولون الى وحشٍ في سِردابٍ مُخيف لذلك كانت حكمة القائد و الرئيس علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه حين يتعلق الأمر بالجوع عدم الدعوة إلى الصبر أوالاستكانة أوالخنوع بل دوتْ صيحته المشهورة (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه).
يا وطني .. أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا لغدٍ الآن بأحلام اللقاء.
ليس الجوع أو المعيشة الضّنك قدرا مقدورا ولوْ كان تركُ الأسباب جازَ أو أُجيزَ لكانت البتولُ في مخاض وِلادة الرسول أولى " هُزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رُطبا جنيا "
إذاً على الذين يبتعدون قليلا مُراعاة فارق التفكير و إنتهاز فرصة إستعادة حريتهم و الفوز لأنفسهم بيافطة التغيير فالليل قد جن و الدِّيك آن له أن يصيح مُعلنا طلوع الفجر و إشراق أيام التغيير
اذاً لا عذر للصب إن لم يألف التلفا كما لا عُذر لِمن أقَرْ فَفُرص التغيير و التخلص من ظلام الليل المخيف مؤاتية جدا و التضحية لم تعد سوى فهْمٍا و تصرفا وجهادا من أجل البلدِ و القرية و المدينة
" ما كانَ لأهل المدينة و من حولهم من الأعرابِ أن يتخلفوا عن رسول الله و لا يرغبوا بأنفسهم عنْ نفسه "