لا يمكن لأحد أن ينكر أن بلدنا اليوم في حاجة ماسة إلى الإصلاح، وإلى إنشاء إطار سياسي واقتصادي وقانوني ومؤسسي قادر على تحقيق تطلعات الشعب الموريتاني.
ومن المؤكد أن انتخابات 2019 ستكون مفصلية في تاريخ البلد. ولا يكفي فقط وضع حد للنظام العسكري الذي كان كارثيا على البلد، ولكن وهو الأهم تقديم بديل موثوق للموريتانيين.
من هذا المنطلق، يحمل المرشح السيد سيدي محمد ولد بوبكر بقناعة القيم الديمقراطية والجمهورية والمؤسسية، والتي ألهمتني كشاب ناضل ضد العسكر وضد دولة القبيلة والعشيرة والديكتاتورية.
ولكن لماذا سيدي محمد ولد بوبكر؟
1-لكفاءته: إداري مالي، خريج المدرسة الوطنية للإدارة وكان حينها من أكثر طلابها تميزا (وذلك بشهادة مديرتها آنذاك تركيا داداه)، قبل أن يكمل تعليمه المعمق في أعرق الجامعات الفرنسية.
2-لتجربته: بعد تخرجه كإداري مالي خدم ولد بوبكر البلد على كافة المستويات من السلك المالي والإداري، إلى المناصب السياسية وحتى الديبلوماسية، وتقلد أعلى المراتب في هرم السلطة وخدم بلده أكثر من ثلاثة عقود.
3-لكونه صاحب مشروع: اقتصادي ماهر، يسعى الى إطلاق العديد من الأفكار الطموحة من أجل التشغيل، والنهوض الاقتصادي، والصحة والتعليم، وذلك بالتركيز على الشباب والنساء بصفة خاصة.
4-لنظافة يده: رغم أنه خدم البلد في فترة كان الفساد مستشريا بل ويُمدح المفسد بفساده، إلا أن ولد بوبكر حافظ على رصيده النظيف والخالي من الفساد أو الرشوة أو استخدام المال العمومي، رغم أنه كان في قطاع المالية الذي يعد من بين أكثر القطاعات فسادا في موريتانيا.
5-لكونه رئيس مدني: عانت بلادنا منذ أربعة عقود من تعاقب الأحكام العسكرية. ورغم أن القوى المدنية بذلت تضحيات لإنقاذ البلد إلا أن العسكر لعبوا دورا هاما في هدم أي نجاح اقتصادي أو تنموي، والمثال على ذلك تجربة المرحلة الانتقالية 2005-2007 والتي كانت استثنائية من حيث النمو الاقتصادي والانفتاح الديمقراطي. إلى أن هذه التجربة التي قادها سيدي محمد ولد بوبكر كرئيس للحكومة هدمها العسكر بعد سنة وأرجعوا موريتانيا ثلاثين سنة للوراء. وسيكون بالمقابل المدني الوحيد القادر على النقل السلس للسلطة من العسكر إلى المدنيين بدون ارباك مؤسسات الدولة، وذلك لخبرته في الملفات وفي مفاصل الدولة.
6-لشخصيته: يطبعها الهدوء والأريحية، قريب من الجميع، ويستقبل الناس بكل دفئ وحرارة وأريحية. كان لي الشرف أن التقيت به مرات عديدة وكان نفس الشخص البسيط المنفتح والمتاح للجميع، وبعيد عن الصورة التي ترسم عن المسؤولين السياسيين في مستواه.
7-اجتماعيا: ولد سيدي محمد ولد بوبكر في الشمال الموريتاني وترعرع بين الشرق والجنوب، وتلقى تعليمه في مدارس نواكشوط حيث كانت المدرسة تستوعب كافة مكونات موريتانيا وأطيافها، ولم يكن ذلك الجيل يعرف القبلية أو الجهوية أو العرقية. وبالتالي سيكون ولد بوبكر رئيسا لا يقف ورائه أي لوبي اقتصادي يسعى إلى الهيمنة على الصفقات العمومية، ولم يسجل عليه أي محاباة في منح الصفقات لقريب له أو بعيد. وبترأسه سيضع حدا للصراعات الجهوية التي غذاها العسكر طيلة أربعة عقود.
ولماذا الآن؟
بعد أربعين سنة من التيه والضياع بسبب الأنظمة العسكرية المتعاقبة حان الوقت لترسو سفينتنا على بر الدولة المدنية. فمنذ بداية المسار الديمقراطي عام 1991 نشأ جيل كامل من الموريتانيين، جيل عايش الديمقراطية دون أن يقطف ثمرتها، وهو جيل لم يشاهد في حياته تداولا سلميا على السلطة، لم تعد أحلام هذا الجيل تقبل التأجيل.
في الأخير، يجسد سيدي محمد ولد بوبكر في نظري اليوم أمل التغيير الذي تحتاجه موريتانيا كثيرا، رجل يتقن الاستماع واتخاذ القرار، ويحمل مشروعا كبيرا لموريتانيا أكثر عدلا وإنصافا. إنه الوحيد القادر على صناعة التغيير المنشود الآن الآن وليس غدا.
محمد أحمد ولد دومان.