الديقمراطية جَزَاءٌ وحَمَلَة المشعل ليسوا عملاء ترويج / سيد عيلال

الديمقراطية التعددية نظام متكامل الآليات، يفرض إرادة الأغلبية ، وتفردها بتنفيذ برنامجها الذي زكاها الشعب بسببه ، وهذ النظام يتيح للأقلية حق إسماع صوتها ، وحق نقد النظام ، وحق مراقبته وكشف إخفاقاته ، ونواقصه وإطلاع الشعب على رأي آخريعبر عن وجهة نظر أخرى ، تتعطى مع الشأن العام وفق أولويات الوطن ومصالحه ٠فالديمقراطية إذا هي نظام حكم الفريق الفائز بثقة الشعب المكون من حزب أو تحالف عدة أحزاب وطنية ، تطبق اليمقراطية الحزبية وتحترم الدستور والقانون المعمول به ولاتلتف عليهما فتكفر بمبرر وجودها ، ولاتتحايل على النظام الديمقراطي بحجة التكتيكات ولا برفض إرادة الأغلبية داخل الحزب ، ومن يحاول فرض رأيه أو الخروج من الفريق ، فهوشخص من خارج الزمان يفرض أسلوب المكان القديم المرفوض ، يواجه عبثا إرادة التغيير القاهرة ، وحتمية التطور، وقوة التصميم ؛فلقد أنتجت عقود من تاريخ الوطن الؤلم أمة من أهله ، أفجعها حجم الظلم والتخلف وفداحة الإحتكار الممنهج للوطن وخيره ، وصممت على إحداث قطيعة مع كل أسباب الخوف ، وأصناف التخويف ، لاتزال شرذمة معزولة تحاول التشويش على نتائجها ، وحصاد نضالها فالتكلفة لا تسمح بغير حماية المكاسب ،ومواصلة الإصلاحات ، لأن الحاضر يستوجب تقديم الحلول وتحسينها وتحصين وسائلها ، وسواعد التغيير متمسكة بإتاحة فرصة المشاركة للجميع ، وقد رسخت مفاهيم المشاركة والتشارك فرض إحترام مساهمة الجميع في عملية النهوض الشاملة ، ولا أحد مستعد لقبول الرجوع الى القبو ، فتاريخ الظلام مرعب و بشاعة ظلم ألأخ لأخيه حقبة دُفنت في مقابر الذكريات ألمؤلمة لأمة تحاول النهوض بكل أطيافها ومكوناتها وشرائحها ، وسياط الإقصاء والتهميش لاتزال الجمهورية تدفع ثمنها ، من تقدمها ، من حقها في النماء والتطور وتعميم وتطبيق شعار الجمهورية ،وتاريخ البشر  وصل  الى مرحلة الرفض القاطع لكل الشعارات الجوفاء ، ونحن جزء من آخر المجموعات التي أتحيت لها فرصة الشروع في العبور ، وحق طلب اللحاق بمصاف لأمم الأخرى ، وما شدة لهفة الوصول الا تعبير عن رفضنا للرجوع ؛ فالقائد قد حطم مراكب العودة ونحن ندرك أننا حينما نواجه الواقع بوسائله سنهزم فلول الدخلاء وأدعياء الغرباء ٠وقد منحتنا حضارة البشر وتقدمها فرصة المقارنة وحق القياس بمهل في العلن وتحت الضوء لا في الكهوف ولا تحت جنح الظلام وكم هالنا الفارق وكم أحزنتنا التجارب الخاطئة حينما تأكدنا من إستمرار تعمد الخطأ والإستماتة في درء الإصلاح وتشويه صورة المصلحين وغياب أوتغييب مداد شموع الوطن وإلهاؤهم بالجزئيات حتى لا تعم المعرفة  الجميع وحتى تظل دوئر لإحتكار تملك قطيعا من لأتباع يضمن لها الإستمرار وحتى تدجن اقلام الوطن في حظيرة الولاء أو حظائر التكفير٠

على أقلام الحق أن تستنزف حبرها الرفيع في إنارة الرأي العام بتقديم الأولويات والتمسك بالوطن كجامع مانع أوحد ووحيد ؛ خزاننا المشترك وحاضن ذكرياتنا المتناقضة ، ولربما المتعارضة أحيانا. أما أن يستمر سيل حبرنا بإسراف في تأجيج أطماع فرقاء السياسة فإن مشاعل التنوير يهملون دورهم الطبيعي ويشتتون الجهد في تفاصيل تقتصرعلى بطاقة تصويت في صندوق إقتراع وهي عملية يتقنها كل وكيل دعاية فلا حاجة لكم يامشاعل الخير في مزاحمة عملاء الترويج فمن علامات التقدم إحترام التخصص ٠

7. أبريل 2019 - 18:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا