لا شك ان المرشح الرئاسي غزواني هو رجل قوي ولديه داعمون كثر في الموالاة وفي غير الموالاة. كما ان خطاب اعلان ترشحه لاقي صدي اجابيا غير مسبوق.. رغم خلفيته العسكرية.
مع ذلك فلا يزال هذا الرجل يعاني ارباكا شديدا في الخطاب. وقتامة وغموضا في الراية. فعلي سبيل المثال ليست لديه حتي الآن اية استراتيجية اعلامية واضحة المعالم.. و مشروعه السياسي لا يزال ضبابيا الي حد بعيد. كما ان معظم المحيطين به حتي الآن هم رموز من النظام الحالي مستنزفون ومغضوب علي بعضهم من الشعب. هذا واضح تماما.ومفهوم ايضا.
فعلي الرغم من ان الشعب في غالبيته يريد تغييرا شاملا وحقيقيا لاوضاعه المزرية، الا ان كلمة التغيير هذه لم نسمعها كثيرا في خطابات غزواني. ربما لانها قد تثير حفيظة البعض.
كما ان تلميحات الرجل الكثيرة، مع انني شخصيا اجدها تطمينية لرفيق دربه ليس الا. الي ان النظام الذي يخطط لتاسيسه سيكون مجرد استنساخ لنظام الرئيس عزيز. ستزعج حتما بعض القوي الداعمة للجنرال من خارج الطيف الموالي.
واضح ان هذا المرشح رغم حضوره اللافت في الشارع ورغم ما يتمتع به من مصداقية في الداخل والخارج، قد بجد نفسه فجئة في وضع لا يحسد عليه.فمن جهة هناك ناخب مطحون ومغبون ومتمرد يريد تغيير كل شيء في البلد(النظام، النهج، الطواقم،الثقافة السياسية وتقاليدها الرجعية عندنا، النظرة الي الدولة والي الحاكم. والي المواطن المهمش ايضا) ومن جهة اخري التزام اخلاقي من المرشح اتجاه زميله و صديق عمره الرئيس المنتهية ولايته الذي يبدو انه مصاب بداء رهاب التغيير.
وهذا الوضع الدقيق لن يستطيع الجنرال غرواني الخروج منه علي نحو يمكنه معه الحفاظ علي حظوظه القوية جدا في الفوز في الاستحقاق القادم الا اذا استطاع الاجابة في الايام القادمة علي نحو واضح وحاسم ومقتع علي سؤال اصبح اليوم يراود انصاره ومنافسيه علي حد السواء :
هل الجنرال غزواني اعلن ترشحه للرئاسة لانقاذ البلد والحفاظ علي امنه واستقراره وتغيير اوضاع الشعب نحو الافضل في هذا الظرف الدقيق من تاريخ المنطقة والعالم ام انه ترشح لاستلام المشعل من صديقه عزيز الذي لن يقبل تسليمه الا لمن يجده قادرا ومستعدا وذا مصلحة مؤكدة ايضا في حماية ظهر نظامه. وهو النظام الذي رهنت اخطائه القاتلة مستقبل معظم اركانه ورموزه؟؟؟؟