قراءة فى الانتخابات / بويايْ سيد أحمد اعلِ

الانتخابات المقبلة انتخابات مفصلية في تاريخ الجمهورية ،انتخابات ابطالها عسكري متقاعد مدعوم نظاميا ومامن شك فى أنه سيستفيد  من شعبية المنظومة القبلية  التقليدية والضغوطات الجهوية والثقل الحكومي ،ودبلوماسي مخضرم تحوم حوله الشكوك مدعوم تواصليا ولاشك أنه هو الآخر سيستقطب بعضا من أنصار الحقبة الطائعية الذين لم يجدوا ذواتهم فى النسخة النظامية الحالية مما قد يؤثر على كمِّ شعبية الموالاة وسيستفيد أيضا من حنكته الدبلوماسية  وخبرته فى الإدارة ،وحقوقي ثائر مدعوم إيراويا وصوابيا يُعَولُ على ضحايا الرق والمتعاطفين مع الملف ومغازلته بعض الشرائح ومخاطبته فيهم روح  الظلم والتهميش، ومعارض يساري اكلاسيكي خبِر المعارضة وخبرته صاحب شعبية قد لاتكون بالوفيرة إلا أنها تؤمن بالحزب ومبادئه فضلا عن شعبيته من المعارضة الراديكالية مُمَثلة فى أنصار حزب تكتل القوى الديمقراطيةوبعض القوى الحزبية الأخرى. إن المتفحص لثنايا المشهد السياسي والقارئ بين سطور السياسة قد لايجزم بحسم نتيجة الانتخابات فى الشوط الأول لأي من المرشحين  ولكن من المُحتمل فى ظل وجود لاعبين سياسيين من الطرفين أن يتنبأ بألاتُحسم الانتخابات إلا بعد شوط ثانٍ وهو ما قد يٌثمرُ عن اصطفافات جديدة بين أقطاب المعارضة المعارضة مما سيُربك المشهد ويجعل حظوظ الموالاة والمعارضة متقاربة إن لم تكن الكفة قد تميل لصالح المعارضة إن هي مسكت العصا من النصف وفرضت الشفافية  والحضور  فى كافة مراكز الأقتراع  من خلال ممثِلين  أكفاء ،وابتعد النظام عن استخدام إمكانيات الدولة وحرص أن يكون المناخ الانتخابي وُدِياً وديمقراطيا،وعلى مشارف المائدة ربما يظهر مرشحون آخرون كمرشح مشروع موريتانيا إلى الأمام الشاب الإطار التكنوقراط المدعوم نخبويا .تتجه انظار القاعدة الشعبية إلى هؤلاء المرشحين أملا فى تغيير واقع ترسم السياسة القبلية والمبادرات الجهوية طريقه وملامحه على خط متعرج تارة ومستقيم تارة أخرى وعلى قارعته تناثرت الحلاوة  والمرارة والألم والأمل  والحزن والفرح. لقد هزلت الممارسة السياسية في هذه البلاد واختلط الحابل بالنابل فلم يعد يُمَـيزُ بين النُخبوي والشعبوي ولابين الجاهل والمثقف  ولا بين المشروع والمسروق  ،والطامة الكبرى انتخاب الأشخاص لذواتهم لا على اساس برامجهم  مما يُفرغ الترشيحات من محتواها ويجعلها هيكلا بلاجوهر. .يأمل المواطنون  معارضةً وموالاةً ومستقلين أن تحمل هذه الانتخابات فجرا مشرقا ومستقبلا زاهرا لموريتانيا وهي على ابواب أستغلال الغاز المستكشف أخيرا ،وأن تطوى صفحة من المد والجزر والتشكيك والتخوين بين قطبي المعارضة والموالاة  وأن تؤسِس لعهد تطبعه الثقة بين الخصوم السياسيين وتبعد شبح التفكك والتشرذم الذى القى بظلاله على بعض دول المنطقة عن البلاد .فإلى متى يعى المواطنون ويفهمون اللعبة السياسية ويتحررون من الولاء للأشخاص فيتناغموا مع البرامج، ومتى نفهم جميعا أن المعارضة والموالاة ليستا هدفا  وأن الهدف هو موريتانيا وتنميتها واستقرارها ،ومتى ايضا يفهم الرئيس حقا  علم اليقين أنه موظف يخدم الشعب  وليس فوق القانون وليس سيـِّدا يبتز الشعب  ويستغل المنصب؟

9. أبريل 2019 - 23:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا