قد يتبادر إلى الذهن من خلال العنوان أن الجنرال بنى روضة غناء لوزرائه يجتمعون فيها للاستراحة والاستجمام، لكن الأمر عكس ذلك تماما فالأنباء الواردة من القصر الرمادي تتناقل منذ أكثر من أسبوعين نبأ التقريع والتعنيف الذي يقوم به الجنرال عزيز لوزرائه خلال اجتماعهم الأسبوعي.
وإن كان الأمر كذلك فإنه يعني أن مجلس الوزراء قد تحول بفعل عنجهية وصلافة الجنرال عزيز وفشله من اجتماع لنقاش الأمور العامة واتخاذ تدابير لحلول مشاكل البلد إلى "روضة للوزراء" يتم فيها تأديبهم وتربيتهم على طريقة الجنود خلال فترة التدريب.
فهل فعلا وصل الأمر بالجنرال إلى هذا الأسلوب لتأديب وزرائه العاجزين عن فعل أي شيء، ولماذا اختار هذا الأسلوب بالذات دون غيره من الأساليب إن كان قد تحول إلى "مربي" وزراء، وأين هي جيوش المستشارين التي تملأ القصر ذهابا وجيئة، أم أنها هي الأخرى مثل الوزراء لا حول لهم !! ومهما يكن الأمر فإنه قد تجاوز كونه تأنيبا من رئيس لوزرائه الفاشلين إلى قضية تشغل بال الرأي العام الوطني، وتتناقلها العامة والخاصة، وتثير السخرية بمن وصل به العجز والإفلاس إلى هذا الحد.
كما تثير الشفقة على وزراء كان من المفترض بهم حمل الهم العام وبناء الوطن وخدمة المواطن، حين تحولوا إلى تلاميذ "روضة أطفال" ، في وضع لا يحسدون عليه، ينتظرون كل أسبوع حصة إجبارية من التنكيل والإهانة، لم تعهدها أعراف الحكام ولا أطوار المستبدين في البلد من قبل. فـ"روضة" الوزراء هذه تختزل مستوى المعانات التي وصل إليها الوطن على يد الجنرال الأرعن منذ أن سطا ضحوة على أحلام الموريتانيين، وذبح الشرعية السياسية على مرأى ومسمع العالم بقوة العسكر وجلافته.
وحرم الموريتانيين من حكم مدني منتخب لأول مرة في موريتانيا إرضاء لنزوته الطائشة، وشرهه بالسلطة والتحكم.
فعلى الخيرين من أبناء هذا الوطن وضع حد لاختطاف البلد وتخليصه من شخص لا يحسن سوى صناعة الفشل، الذي تجاوز معه كل الخطوط الحمر في جميع المجالات.
شخص لا يقيم وزنا للنظم والقوانين، كل اهتمامه منصب على الثراء ولو أدى إلى تدمير ثروات البلد وخيراته.
فكيف يمكن لشخص يائس فارغ، وغارق في مشكلات يومية تافهة، ذي عقلية متخلفة عن العالم بعشرات السنين، مثل الجنرال عزيز أن يُخرج البلد من أزمته العميقة المستحكمة أحرى به أن يبني وطناً..!!