كما خدم المرشح محمد ولد الغزواني أن التقى بالصيادين التقليديين وبالفاعلين في مجال الصيد وأعلنوا دعمهم له لمواصلة النهج والمشروع الذي وجد شاطئهم الطويل والغني بالأسماك به ميناء صيد تقليدي وحيد وضيق، وليس ذلك فقط بل علاوة على كونه كذلك هو أيضا محاصر ومغلق بحطام السفن، فوسع ذلك الميناء بضعف طاقته وشيد سلسلة موانئ على طول الشاطئ للاستفادة الأكبر من نشاطهم، وأنشأ قواتا لخفر السواحل لحماية ثروتهم، وفرض تفريغ الأسماك على أرضهم لتعظيم استفادتهم، ومنع اصطياد أغلى أنواع الأسماك على غيرهم ليتمتعوا بثروة بلدهم، ومنع ممارسة الصيد التقليدي على الأجانب حماية لمهنتهم، وهو أيضا النهج الذي بسياساته وإرادته انتقلت عائدات الصيد من 130 مليون دولار قبل تسع سنوات إلى مليار دولار سنة 2018، وهو النهج الذي على إثره تستعد موريتانيا اليوم للحصول على الجائزة الدولية للصيد محكم التسيير..
كما خدمه ذلك، فقد خدمه أيضا أن التقى بالحمالة وأعلنوا دعمهم له لمواصلة النهج والمشروع الذي حل أغلب مشاكلهم وقضى على جل معاناتهم، حيث تضاعف في ظله سعر تفريغ الحاويات، وحيث تم دمجهم في نظامي الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وسيخدمه أن يلتقى بكل الفعاليات من طلاب ومدرسين وأئمة وشيوخ محاظر وعلماء وجمعيات ونوادي رياضية ورابطات حرفية ومهنية طالبا دعمهم وأصواتهم لمواصلة النهج والمشروع الذي لن يعوزه ما سيقدمه لهم من مكاسب تحققت من خلال ذلك النهج في مجالاتهم ويطمحون للمحافظة عليها وتعزيزها بأخرى لتحقيق مزيد من الآمال والتطلعات، ولن يعوزه ما سيقدمه أيضا لسكان نواكشوط طالبا دعمهم وأصواتهم لمواصلة النهج والمشروع الذي لمسوا آثاره تخطيطا للأحياء وتوسيعا للخدمات الصحية والتربوية وتحديثا للعمران وتعميما للماء والكهرباء..
لا تصوروا لنا أيضا التحدي الأمني بعبعا يخيف به الغرب شعوب العالم الثالث، كما تقولون، لكي تقللوا من أهمية المكاسب التي حققها بلدنا في هذا الجانب بفعل هذه الرؤية وذلك النهج في منطقة لا يمر يوم إلا وهجوم أو تفجير أو تفكيك خلايا إرهابية نائمة، فالأمن في عالم اليوم هو بمثابة معافاة الجسم من السقم، والبلد الآمن متفرغ لبقية شؤونه بالضبط كالجسم السليم القادر على القيام بوظائفه الحيوية، وإذا كانت الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى كما يقولون، فبنفس المعنى فإن الأمن هو الآخر تاج على رؤوس الآمنين لا يراه إلا المهددون في بلدانهم، الفارون بأنفسهم وأطفالهم من الموت والدمار، التائهون في متاهات اللجوء والنزوح والمآسي والضياع!
ولذلك فإن الجانب الأمني هو واسطة العقد وقطب الرحى ومربض الفرس وبيت القصيد في كل ما حققناه من مكاسب خلال هذه العشرية نظرا لمحورية الأمن وتوقف أي مكسب آخر علي تحقيقه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بل ووجوديا.. وبذلك يكون الجانب الأمني أيضا هو النجمة الساطعة في كل ما سيسوقه المرشح محمد ولد الغزواني ويعتمد عليه ويستغله في حملته الانتخابية داخليا وخارجيا، خصوصا وأنه كان شريكا أساسيا في رسم استراتيجيته وتحقيقه والسهر عليه، وهو الأدرى بمتطلباته وتحدياته، وخصوصا كذلك أن بلدنا كاد أن يغرق في تلك الأتون واتراجيديات وبشكل لو كان استفحل وتغلغل ما كنا اليوم نتحدث عن أي شيئ آخر ومن باب أحرى الانتخابات!
سيخدم المرشح محمد ولد العزاواني أيضا أنه مرشح لنظام مكث في الحكم عشر سنوات لم يُحل خلالها حزب سياسي بسبب توجهه، ولم يدخل سياسي خلالها السجن، ولم يُصادر فيها رأي ولا صحيفة ولا وسيلة إعلام رغم التحرش والاستفزازات والخروج على الذوق والمهنية ودفاتر الالتزام.. وسيخدمه كذلك التقدم للترشح لقيادة بلد خرج من وضعية " الخجل " والتقوقع والانكماش على الذات والشعور بالدونية الدبلوماسية، إلى بلد فاعل في محيطه ويتزايد حضورة وإسماع صوته في العالم بكافة قاراته وتكتلاته.
فما ذنب المرشح محمد ولد الغزواني إذا كان أي مترشح آخر سيأتي لكل مناطق البلاد طلبا لدعم وأصوات سكانها وهو خالي السجل والوفاض من أي رصيد أو مكاسب سيسوقها لهم إلا ما سيكون من بضاعة سأعمل لكم وسأعمل لكم؟! ومتى كانت خطابات المترشحين في عالمنا الثالث تحتاج لبرامج إعلامية للمفاضلة بينها كونها مجرد ديباجات منمقة ومرصعة بالوعود والعبارات الرنانة التي لا تحتاج صياغتها سوى بضع دقائق ورصيد ديماغوجي وخيال واسع على بساط في صالون مكيف بعيد عن الواقع وبرومانسية الخطيب لخطيبته..! وماذا لو قال سكان تلك المناطق لهؤلاء المترشحين ( طائر في اليد ولا عشرة فوق الشجرة.. ) فالأولية عندنا الآن لنهج جربناه لا آخر لا ندري ماذا يحمله لنا، خصوصا إذا كان نهجا خليطا من كل المتناقضات والخلفيات والحساسيات سنومت نحن وخلطاؤه يتصارعون ويتكايدون كما تصارعوا وتكايدوا على مجرد الترشح، لتكون مصالحنا وآمالنا وأمن بلدنا واستقراره هو الضحية لذلك الكيد والصراع؟!
مارس بعض ضيوف هذه الحلقة كل قدراتهم وخبراتهم في الدعاية والتهويل، واستخدموا كل مصطلحات الدمار والإنهيار والإنفجار الوشيك الذي ظلت المعارضة تهددنا به طوال العقود الماضية، وعزفوا على قيثارة البطالة ودغدغوا وخربشوا مشاعر الشباب، وطنطنوا على ما يسمونه الأزمة الاقتصادية والإفلاس المالي، في حين أنه لا أزمة اقتصادية ولا إفلاس مالي ولا مؤشرات على ذلك، وأجلى المؤشرات على أن المفلس حقيقة هم أصحاب هذه الدعاية وليس اقتصاد البلاد وخزينتها، هو أنهم يشاركون في انتخابات ستجري، وجرت أخرى قبلها، بتمويل كامل من الدولة الموريتانية بعد أن ظل أحد عوائق تنظيم الانتخابات في بلدنا هو انتظار من يمولها خارجيا..!! وكل المؤشرات المحلية من حركة للأسواق والبضائع وتسارع للعمران تفيد كلها بعكس ما يذهبون إليه، أما المؤشرات الدولية فقد كان آخرها قبل أيام وبشاهدة قارة بأكملها بالإضافة لعشرات المنظمات المالية الدولية، وهم ملتئمون في مراكش، بنجاعة السياسية المالية والاقتصادية لبلدنا وتقديمها كنموذج يتم عرضه لاستفادة الآخرين منه في سياساتهم..! وعلى أية حال، فمهما تكن وضعيتنا الاقتصادية والمالية من السوء والإفلاس المالي اليوم، فلن تبلغ سوء وإفلاس ومرارة مراحل عشناها عندما كان البعض فاقدا لحاسة الذوق، أو لا يعيشها فيتذوقها حلوة..!
لا تدغدغوا مشاعر الشباب رجاء، ففيم ستشغلون الشباب وحملة الشهادات؟ كمشرفين على الحنفيات العمومية؟! لم تعد فرص التشغيل تلك متوفرة اليوم بعد أن مرت أنابيب المياه من أمام كل باب في العاصمة وكبريات مدن البلاد، ودخلت الحنفيات أغلب البيوت وهي في طريقها للبقية! أم ستشغلونهم بتلك الطريقة الغبية التي تركتموها خلفكم تركة ثلقيلة في صورة 11 ألف من العمال غير الدائمين ( PNP ) الذين وجدهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمامه كمعضلة ومأساة حقيقية، ورفض اقتراحات معاونية بتسريحهم والتخلص منهم متعهدا بتسوية وضعيتهم إلى أن تم ذلك فأصبحوا عمالا رسميين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم كبقية العمال والموظفين، يتلقون رواتبهم نهاية كل شهر، ومشمولون بنظامي بالتأمين الصحي والاجتماعي، ويحظون بالحق في المعاش.. أم نسي من كانت تلك تركتهم الثقيلة وهم يُمنون الشباب والعاطلين؟!
أم نسوا أيضا أنهم وهم على رأس الحكومة مخططون ومنسقون لسياساتها لسنوات وفترات أغلقوا باب الولوج للوظيفة العمومية في أغلب القطاعات؟! وسدوا عنهم ذلك الباب نهائيا بإغلاق المدرسة الوطنية للإدارة لا لشيئ إلا لتجفيف منابع المتقدمين للتوظيف؟! فمتى تم فتح باب الوظيفة العمومية أمام المسابقات في جميع القطاعات وأصبحت هي الباب الوحيد للإكتتاب، ومتى أعيد افتتاح المدرسة الوطنية للإدارة وتوسعت وتشعبت مجالات تكوينها؟!
لوكنتم رسمتم الخطط وهيأتم الظروف ووضعتم الأسس آنذاك لتشغيل الشباب والعاطلين لكانوا اليوم يشتغلون، فحاجيات اليوم يؤسَّس لها من الأمس وحاجيات الغد يؤسَّس لها من اليوم.. ولا وسيلة لتشغيل العاطلين وحملة الشهادات إلا بما تم ويتم التأسيس له اليوم من تعويض ما أهدرتموه من وقت وإمكانيات لوضع البنى التحتية اللازمة، وخلق الظروف الملائمة لتحريك النمو وتنويع الاقتصاد وجلب رأس المال الأجنبي والاستثمارات في الموارد المحلية المتنوعة معادن وأسماكا وثروة حيوانية وزراعة وسياحة ومؤسسات خدمية ومصانع ومنشآت هي التي ستخلق الفرص الحقيقية للتشغيل، ولا إمكانية لوضع تلك البنى التحتية في بلد لم يترك له " المتألمون " لمرارة وضعه اليوم أرصدة ولا صناديق سيادية، ويتذكرون وصف وضعيته الاقتصادية في مرحلة معروفة وقريبة لم يُكذبوا واصفها رغم قربهم منه ب " البقالة العامرة بالعلب منتهية الصلاحية.." ! فلا إماكنية لتطوير بنيته التحتية إذن إلا من خلال القروض والديون، لكن الفرق هنا هو فيم أستغلت تلك القروض، وبمقدور من اقترضوا تلك القروض والديون إعداد جرد أو تدقيق ( ( auditعن صرف كل أوقية من تلك القروض والديون ونعتقد أنهم يعملون على ذلك.
ثم، ومن ناحية أخرى، وعندما نقول إن بعض المترشحين شاركوا في أنظمة سابقة، وأن تعيير أحدهم بذلك دون الآخر هو ( عيب أحمير بادبر )، لكن متى تساوت مهنة العسكري التي تفرض عليه نُظمها وأدبياتها السمع والطاعة وتنفيذ أوامر قادته دون اعتراض إلا إذا كان على شكل تمرد عكسري أو انقلاب وهو ما قام به من تغمزون في مشاركتهم في أنظمة سابقة، كيف تتساوى مهنة الجندية ووظيفة السياسي المدني المتاح له الاعتراض على أي سياسات لا يراها صحيحة والمجاهرة بذلك الاعتراض أو الاستقالة أو الابتعاد والإنزواء كأضعف إيمان!
فرجاء وظفوا الوقت والجهود في تسويق مرشحكم أو مرشحيكم بطريقة ودعاية أخرى، واعتمدوا على أنفسكم في التخلص من نظام محمد ولد عبد العزيز ونهجه، أو كلفوا بتلك المهمة شخصا آخر غير المرشح محمد ولد الغزواني فلم يترشح للقيام بذلك الدور.. وهو نفسه يدرك أن ما سيجلبه له ذلك النهج والبرنامج والمشروع من زخم سياسي ودعم شعبي أكثر وأهم بكثير من عروضكم بدعمه المشروط بابتعاده وتبرئه من ولد عبد العزيز ونهجه ومشروعه.. ثم رجاء، وكما لا تقبلون الضحك على عقولكم كما تقولون، لا تضحكوا على عقولنا، فلنا عقول وذاكرة وحواس أخرى، وكنا هنا..