لم يعط الربيع العربى فى موريتانيا 1992 ذلك الزخم الذى يستحق، ولعل ذلك عائد الى كونه ولد يتيما فلم يكن فى المنطقة العربية إعلام حر يتبناه ولاحاكم خارج محراب الاستبداد ولكن انتخابات 1992 كانت كذلك ذكرنيها مشهد ترشحات رئاسيات 2019حيث غاب عن هذا المشهد معاوية فقط .
امر يدفع الى التساؤل لماذا تم تزوير تلك الانتخابات ؟ هل كان ذلك لمصلحة معاوية الفرد ? من كان فى ذلك الوقت رئيس وزراء هو الآن رئيس مقبل بتوهم البعض يدعمه الاخوان كما غيرهم ! وغير بعيد عنا -ثقافيا وحضاريا - يكافح السودانيون من أجل الاطاحة بنظام الإخوان بقيادة البشير ! وفى مصر تغرق امهات مصريات فى دموع ليس ضحاياها من اجل تحرير ارض ولا ...وإنما تسقط اللعنات على هذا الشعب العظيم ممن تعبدوا طويلا وطال بهم الثواء فى محراب الاستبداد. وكانت اللعنة أصلا عندما انفرد الاخوان بالسلطة وأقال محمد مرسى ما يقارب المئة من كبار الضباط، على راسهم الطنطاوى الذى هو فى نظر الكثيرين تصرف بحكمة ليزيح مبارك .عكسا لما يحدث الآن فى السودان من انتفاضة ضد من مارسوا الاستبداد، فإنه عندنا نتهافت على من قادوا البلاد لينهكو الربيع العربى الإفريقى في موريتانيا ... من أرسوا قواعد اقتصاد قوامه ليبرالية متوحشة ...من انهارت على ايديهم معظم مؤسسات الدولة ودون مناقصة قانونية ....من لم يؤازرو حقا وما تذمروا ضد باطل ....كل ذلك لماذا ؟ لماذا كنا أول من خرج من محراب الاستبداد ? لماذا كنا ننادي بالقطيعة مع اسرائيل كمطلب جوهرى ثم لا نأبه عل الاقل لقطعها ؟ لماذا هذا التولي والنكوص ؟إن الوقت مناسب لنتذكر مصادرة صحف ..لنتذكر أن انقلاب الثالث اغشت وما بعده أنهى حقبة كان يجب ان تنتهى وهذه ليست منة إنها ضرورة بقاء ! ولكن علينا أن لانعود أبدا إلى ذلك المحراب من اي بوابة كانت أيديولوجية او عشائرية إن التصويت لهذ اوذاك يعنى أولا القبول بالتشارك السياسى، أعنى شعور المرء بانه شريك لغيره لكى نتواجد معا فى محراب الحرية.. محراب لن يسعنا الا اذا سلكنا دروب ألفة سياسية نعترف فيها بخلافاتنا وتتسع لنا جميعا اختلافتنا.متفقون اذا على أنه علينا أن نوفر التعليم والصحة ثم نشدو لقدعشنا من اجل هذه اللحظة التاريخية !