الوزير الفقيه .. ولعنة المعهد / إزيدبيه ولد محمدنَ

يبدو أن قضية المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية لم تعد قضية طلابية بحتة فقد أصبحت قضية وطنية تعني الرأي العام الوطني، وهذا ليس أمرا غريبا بفعل موقع المعهد العالي ومكانته العلمية التاريخية ونضال الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا.

بل الغريب في الأمر أن يصبح كابوسا يؤرق ساكنة القصر الرمادي، ويتداعى له المستشارون الأمنيون قبل السياسيين لإيجاد حل ومخرج من قضية المعهد، خصوصا بعد فشل الحل الأمني والقمع الوحشي الذي قامت به شرطتنا الباسلة، أمام إصرار الطلاب ونجاحهم في أيامهم الغاضبة، ووقوف المجتمع بكل فئاته مع قضيتهم العادلة.
وأمام هذا الواقع الذي خرج عن الطوق لم يجد رأس النظام بُداً من الاعتراف بالهزيمة ومحاولة التخلص من الجريمة النكراء ومحو آثارها، والدفع بوزير التوجيه الإسلامي كبش فداء لذلك الفشل، وهو ما وقع فيه الوزير الفقيه – مع الأسف – دون أن يعي ما هو قادم عليه.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.
غير أن الوزير لم يوفق في إخراجه لمسرحية "المشهد الأخير"، كما صُورت له، ولم ينتبه إلى أن الدفع به على الكذب الصراح أمام وسائل الإعلام لا يعني شيئا فهو بمثابة اعتراف على النفس أمام الأشهاد، وتناقض فاضح، يدل دلالة واضحة أن الوزير في موقع الفضلة وليس في موقع العمدة كما يقول النحاة، إضافة إلى أنه يعاني من ضعف الذاكرة في قضية لا يعرف أولها من آخرها.
كما لم يسعفه مستشاروه نفعا من حلول يبدو أن أصحابها لم يعو الدرس المعهدي بعد ..
ذلك الدرس الذي يقول بالخط العريض لمن له قلب أو ألق السمع أن القفز على ثوابت المجتمع وقيمه من المحظورات، وأن الأجيال القادمة ستقرأ في  السجل التاريخي أن وزيرا للتوجيه الإسلامي – خريج المعهد العالي – حاول دون جدوى تدنيسه وطمس معالمه، كرد للجميل ومكافئة ليست من جنس العمل.

كما أن درس المعهد يفيد تأكيد قاعدة دأب عليها المستبدون هي مما ورثه عزيز عن سلفه ولد الطايع.
إن ما يشهده المعهد العالي اليوم من دماء طلابية زكية وتعد على حرمته ليعطي صورة ناصعة عن الملحمة التي يخوضها طلاب المعهد من أجل الذود عن حمى هذا الصرح الشامخ، الذي ستتحطم على صخرته أطماع نظام عزيز كما تحطمت أطماع نظام ولد الطايع من قبل على صخرة المساجد.
ولتعلم أيها الوزير الفقيه أن لعنة المعهد العالي ستطاردك حيث ما حللت وارتحلت، كما طاردت من قبلك المساجد وزير المخابز!!

22. فبراير 2012 - 0:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا