معارضتنا والجروح النازفة / سيداتي سيد الخير

عندما شاع في الأشهر الماضية أن هناك مبادرة تسعى إلى مأمورية ثالثة ثارت ثائرة البعض موهما أنه تريد حماية الدستور، فإذا به يتبادل بشارة رفض رئيس الجمهورية التدخل لتعديل الدستور، مروجا استحالة حصول الأغلبية على رجل إجماع له مقومات القيادية والخبرة والكفاءة والنزاهة والمقبولية التي يفتقدها كثير من واجهات الطيف السياسي الوطني الذي افتقد كثيرا من ألقه ومصداقية رجالاته.

دخلت الأطراف المعارضة في نوبات نقاش لم يعد للخطاب الرومانسي التقليدي فيها مكان، ولم تعد الدعايات مجدية، فلا بد من النزول للواقع وأي واقع!! أحزاب وتنظيمات لا يجمعها إلا كره النظام القائم الذي رفض -ولأسباب معروفة- الشراكة معها، واستمرت النقاشات البينية حول من يمكننا ترشيحه، لا من أجل البلد طبعا، ولا من أجل إضافات المرشح النوعية المحتملة، ولا من أجل جدة خطابه وتناغمه مع متطلبات الجماهير المتجددة التي ترى في الماضي عدوا غبنها اجتماعيا وتاريخيا، أو من خلال الذين اعتلَوْا تسيير الشأن العام، بل إن هذا الطيف المعارض كان يبحث فقط عن شخصية "تزعج" النظام على حد تعبير أحد رموزهم، واللافت في هذا أن هذه المعارضة التي صالت وجالت في الحيز الوطني منذ عقود لم تجد بين ظهرانيها من يصلح للملمة شتاتها، وقبول مناضليها، فكانت الاختيارات المتشرنقة، والطروحات المتباينة حد القطيعة، قطيعة شتت رفقاء "إزعاج" النظام ومزقتهم كل ممزق!.

جاء محمد ولد الغزواني على فرسه الأبلق، فازداد غور الجراح وتعمقت روح المرارة في مناوئيه لالتفاف الجماهير حول الرجل لأسباب يعرفها الجميع، ولأنهم لم يجدوا ما يقولونه عنه سوى أنه ذو ماض عسكري، وهي ميزة لم يعرفوا أنها من نقاط قوة الرجل وثقة المواطن في مستوى قياديته واطلاعه على ما يحيط بالبلد بطريقة تفصيلية بعيدة عن قشور المعلومات المتداولة بين صفوف الدهماء..

نزف الجرح مرة أخرى عندما أظهرت جماهير الوطن بكل فعالياتها تمسكها بهذا الرجل وإحساسها المدوي بالقدرات التي يكتنزها من أجل الأمة، ففروا إلى الفبركات التي تدل على أن مقبولية المرشح "ظربتهم" في جادة السنام، وعرت ضعف خطابهم الذي لا زال ينتهج أساليب التشويه لمن لا تحب، أساليب ليست غريبة على من مردوا على حبك الدعايات في الظلام والابتعاد عن المصلحة، فأولويتهم الطائفة والحلف والمجموعة والقبيلة والجهة والعرق و...

أمور تظلل بغشاوتها على حقائق التغيير والتطور والبحث عن المستقبل والاستفادة من الطاقات الإيجابية لكل أبنائه بعيدا عن ثقافة المؤامرات فالظرف أصبح دقيقا وساعات صحوة الضمير قد أزفت..

فكفاكم نزيفا..لأن الوطن بحاجة إلى الجميع.

 

16. أبريل 2019 - 17:28

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا