عمل الثلاثي السيد رئيس الجمهورية القائد الاعلي للقوات المسلحة والفريق السابق الغزواني و نائبه الفريق حننه علي إعادة تنظيم
الجيش وفق متطلبات الحالة الأمنية في منطقة
الساحل والحالة الموريتانية أساسا تقويما للإختلالات العميقة التي أوصلت الجمهورية لحافة الدولة الفاشلة وتداركا لتمدد اذرع
الإرهاب التي عمت البلاد(ضربات باسكنو ،الاك،لمغيطي، تورين ) ووصلت شواطئ الأطلسي ( عمليات نواكشوط وانواذيبو) .
لكن الذي لفت انتباه أجهزة الاستعلامات العالمية وعمي علي محللي الداخل (وما أكثرهم ) هو أن عملية الإصلاح الاستعجالية هذه والمنظمة تحولت شيئا فشيئا بفعل احترافيتها الي ظاهرة (جيش استثنائي) فعال وغير خاضع لمعايير التصنيف التقليدية .
إن الفيل قادر علي كسر ظهر الأسد لكن ماذا لو اعتلت ظهره هو العقارب وظلت تلدغه حتي الموت لا جسمه ولا زوايا الرؤية عنده تسمح له بالمناورة لمواجهة عدو بهذا الحجم ؛ الفكرة هي ان جيوش العالم الضخمة عندما بدأ الإرهاب يخرج عن السيطرة ويلحق الاضرار الجسيمة بها ، بدأت في انشاء كتائب مفصلة وفق قواعد اشتباك وتسليح وتدريب مبتكرة وغير تقليدية لمواجهته وذلك اعترافا منها انه عدو غير تقليدي استطاع ان يمرغ هيبة التفوق بالوحل ويلحق بأعتي الجيوش النظامية خسائر كبيرة (جيش الولايات المتحدة و جيش الجزائر) رغم دحره نظريا من طرفهما.
ما حدث في موريتانيا ان فخامة الرئيس المنتهية ولايته السيد محمد ولد عبد العزيز سخر كل الموارد المتاحه لتنفيذ الخطة الاستعجالية والتي اشرف عليها الفريق السابق قائد الأركان العامة غزواني (المرشح الحالي لرئاسة الجمهورية) ونفذها الفريق حننه (القائد الحالي لقوة (G5)واركان حربه ، لقد تم وضع عوامل الفشل المتوارثة جانبا من قبيل الصراعات البينية علي مختلف المستويات السائدة في العالم الثالث وتكسير القواعد والارتجالية والفساد والاستهتار وتم البدء في تحديد معالم الجندي وضابط الصف وبناء وصقل شخصية الضابط علي اعتبار أن جيش بلا ضباط هو مجموعة مليشيا مسلحة ولان الضابط هو انعكاس الوازع الأخلاقي والموازن والعامل علي تجسيد الفكرة والأمر في الميدان .
حدد رئيس الجمهورية الهدف لقائد أركان الجيوش الغزواني وقدم له الحافز أي : أوامرك هي ببناء جيش قادر ولا تشغل بالك بالموارد هذا التحدي يتطلب رفعه من الاثنين رئيس الجمهورية الذي سيشن حربا ضروس ضد فوضي إدارية وفساد مالي مستشري ولاحقا ضد معارضة أولوية الأولويات عندها الحصول علي الحكم مهما كان الثمن و قائد الأركان العامة الفريق السابق غزواني الذي استلم قيادة جيش لا يملك من مقومات الجيوش سوي شعاره .
معظم جيوش دول العالم الثالث تسلح كتائبها وتدربها لمواجهة (مجهول محتمل) لذا ثلاثة أرباع ترساناتها غير ضرورية أما الجيش الموريتاني فقد تم بعثه من الرماد وتم تدريب كتائبه وتسليحها لحماية الحدود ودحر الإرهاب في الساحل والمغرب العربي وهذه الجزئية هي التي جعلت منه استثناء لأنه اعد لمواجهة (معلوم مؤكد) ولأنه جهز وفق عصارة ما وصلت له الجيوش الاخري بالاستفادة من تجاربهم وتلافي أخطاءهم ، يشبه قوة الإرهابيين من حيث الخفة وسرعة الحركة ومرونتها واكتفاء الوحدات ذاتيا من حيث الإمدادات واللوجستك : الاستقلال والتنقل طويل الأمد في الغفار ، ويتفوق عليهم من الناحية الاستخباراتية و الكثافة النارية : قوة جوية وبحرية مدفعية وصاروخية ودروع اي انه بمعايير الجوار معظم كتائب الجيش الموريتاني هي كتائب نخبة .
الانسان العربي الإفريقي استعراضي بطبعه و فخور بشكل مبالغ فيه وقد تم تحييد هذه المعضلة تماما اثناء بناء الجيش الموريتاني من طرف هؤلاء القادة_ الذين سينصفهم التاريخ رغم ما يواجهون الان به من نكران بفعل سهولة التقول علي الآخرين واستباحة الرمزية_ حيث تم التكتم علي المشتريات وأنواع الأسلحة لذا لا يخدمهم ابد التبجح الإعلامي وادعاء التفوق بل يفضلون ويغذون فكرة تواضع الإمكانات وغير ذلك من تقنيات التمويه .
يتجاهل المتقولون الآن حقيقة ان قتل واسر الخارجين علي القانون أصبح أمرا روتينيا علي الحدود لكن تجاهلهم لا يغير من حقيقة الأمر وهي أن هناك من لايتجاهل هذا الواقع ويراقبه بقلق وأحيانا بخوف شديد.