لن يلتفت تيار المنعتقين إلى البعض ،ممن يرى فى التموقع الجهوي ،بديلا عن الصالح العام الملح!. لا البتة. ترى لماذا ؟!.
لأن المتبرمين من الإهانة و الظلم و الحرمان ،حانت لحظة خلاصهم من الاستبداد بالشأن العام و الاستفراد بالمال العمومي ،الكثير السائب المنهوب،على حساب السواد الأعظم ،من مستحقيه،المحرومين منه!.كم يحكم الجلاد و زبانيته فترة طويلة على الضحايا و المغبونين و المعذبين فى الأرض،لكن الفريق الأخير،عندما تحين لحظة خلاصه و خروجه على الطوق و تحرره من القيود و الأغلال،عادة يبطش بمعذبيه السابقين،و يذيقهم أحيانا، دروسا من الانتقام المتوسط المحسوب،لا تنسى بسهولة،و تلك بعض نواميس التجاذب و التدافع ،بين الظالم و المظلوم ،فى هذا الكون العجيب ،المتقلب باستمرار.قال الله تعالى :" و نريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين"صدق الله العظيم .وزير سوداني يتلقى ضربا مبرحا،بعد زوال ملكه.و ذلك فى أحد الشوارع،على يدالعامة و البسطاء الناقمين.هل من متعظ ،قبل فوات الأوان ؟!.لا مقام لك أيه المستبد الظالم فى أرض الأسود الجائعة، بعد خروجها من سجن التجويع و القهر و الإذلال ،و الخطاب لكل مستبد ،دون استثناء !.و الخلاص من نظام الاستبداد،رهين بارتفاع منسوب الوعي !.فسكان نواكشوط و نواذيبو و ازويرات و الحوضين و العصابة و الضفة و آدرار و تكانت و اترارزه،كلهم على موعد مع اقتراع مخلص منقذ تاريخي،و لن يضيعوا فرصة التغيير السلمي الحضاري الرفيع الحاسم ،
بإذن الله.