تغيير الإتجاه بالضوء الأخضر / سيـدي عيلال

المشهد السياسي الراهن مشحون بأجواء حملة انتخابية سابقة لوقتها ، ضعيفة الأداء مرتبكة التنسيق ، دون مستوى نضج التجربة ، ودون مستوى الحدث السياسي المعاش ، والمتَوقع فالتناوب الذي ظل مطلبا ملحا أقرته القيادة الراهنة ، بفعل إحترام الدستور ،أو بفعل تحييد أوراق المنافسين ، وخلطها أو تحت ضغطهم ، كمايحلوا لهم أن يوصف الحدث الذي مثل إستثناء لدى حكام هذ الوطن ، فالتمسك بالكرسي جزء من تقاليدهم المتوارثة ، وتأكيد لوطنية تحتاج دائما إلى مبررات ،حتي إن كانت تلك المبررات تمس من ندّية أعضاء الفريق الواحد ،وقدرتهم على حماية المشروع المشترك ، وتأمين الوطن ، فالقائد يستحق مالا يستحقه أي عضو آخر، لذالك ارتباطه بالكرسي ارتباطه بالحياة نفسها ، وهي التميمة التي حطم أسطورتها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، وأنتدب لتأكيد زيفها رفيق دربه وصديقه الودود فهل قائد العشر السمان أو العجاف قد أحسن الاختيار ..؟ وكيف قذفت صروف النوى بالوزير سيدي محمد ولد بوبكرلمواجهة متقاعدي الجيش الوطني ،وخلفه جيش يحسبه جبارا ؛ تواصل ردحا من عمر فكره في الإغبية أو في السجون ، ذخيرته فكر تسعى لتشويهه قلاع متحكمة عديدة ويزيد أتباعه ضعف تفرق المؤمنين به ، واستمرار تنكرهم لدعوة الصمود، ووصايا دعاته ، وكيف لم يتمكن حزب تواصل من خوض غمارا لتجربة بأحد قادته الأوفياء ؟ أوْ لم يدعم ترشح أحد أعضاء منتداه ( الرئيس محمد ولد مولود ) ، حينما تمسك بمواجهة خصومه السياسيين لينتصر له متأخرا الزعيم أحمد ولد داداه ، مؤكدا أن شرف المواجهة شجاعة ستصنع فرقا ، إن لم يكن في صناديق الاقتراع ، ففي قلوب المناضلين ، ولماذا لم تتحد سواعد المعارضة خلف الحقوقي المتمرد النائب والزعيم الجريئ بيرام الداه أعبيد ، ومحاولة تخفيف طغيان رفاق الصواب المترنح بين الواقع العصي والمتاح الممجوج ، وهم يحكمون القبضة على زعيم أقصى اليسار ، فلقد نجحت ألأحزاب القومية في احتضان زعماء الشرائح ، ولكم في التحالف أسوة يبدو أن الصواب اعتبرها هي الصواب ؛ فاختيارعلامة التمثيل في المنافسة السياسة جزء مهم ومعبر عن شخصية الفريق ومنه تقاس كمية الارتباط بالعقيدة السياسية ، ولا مبرر لإهمال تاريخ النضال المشترك مهما كانت الدوافع ولا مهما كان النفي اوالإحتراز فالسالك لدرب النضال العقائدي يدرك وعورته ولكنه واثق من النصر واثق من الوصول ،والتمسك بالفطرة تعززه النجاحات ولو كانت استثنائية ، فما حققه السلف وما عجز عن تحقيقه مجرد رصيد نادر للخلف ، وخطف النصر غاية كل محارب مؤمن بقضيته متمسك بثوابت الوفاء ، ومستعد لتصحيح الأخطاء وحماية المكاسب الروحية الشاملة للأمة قبل المكاسب المادية الخاصة للوطن ٠ 

الثقة المتبادلة لن تضمن الفوز ، وحصاد الفصل الأول تحاول معاول الخصوم اجتثاثه ، وعشرية الإنجاز ولانحياز للشعب يصفها البعض بعشرية الجمر، وتصفية الخصوم ، والشعب البيدق والضحية و الشاهد ينتظر فرصة الإدلاء بشهادته لأحد المتخاصمين رغم الأجواء المشحونة ، ورغم قلق الأنباء الواردة من الشرق والشمال إلا أن تماسك الفريق الحاكم حتي وإن كان مظهرا وصورة ممنونة أفضل حال من فريق المعارضة الممزقة الأوصال المفتقرة إلى زعيم مختار مُتَوافق عليه مقنع تعرفه جيدا كل الوقائع وساحات النزال يحمل فكر أمة وهموم شعب ورفعة وطن يواجه مرشح الأغلبية الواثق من النصر وهي ثقة يعززها تهافت أوتادِِ معارضة غيرت بعد لأي بوصلتها لتدعم ثاني شخص في النظام الذي عارضته بكل صلف وحاربت تمدده لتستسلم لإرادته ولتنهار صلابة موقفها ولتستكين لمشروعه القاهر فتاريخ المواجهة شوهته نهايته ؤالمناضل الجسور بالأمس مجرد مبادرة داعمة لمرشح نظام يخطف الأضواء باستمرار ليحرج دعاة الصمود وقادة الرفض وهم يدنسون مجدهم الأثيل ويشيدون مسرحا وطنيا لدعم مرشح النظام كل خيوطه الحزينة تتدلى على شعارهم المتناقض والمخل بتكريس الديمقراطية والمُعيق لتوطيد وترسيخ اللعبة القائمة على ثنائية النظام الحاكم والمعارضة النشطة ،الوجه الثاني للنظام الديمراطي الذي هزته وتهزه  في كل مناسبة رياح الهجرة لكنها هذه المرة هجرة أعزة قوم فاليحسن المُهاجَرإليه وفادة العزيز المُهَاجِر فكل صوت إضافة وكل مهاجر عن نهجه يحتاج الى حضن كريم يراعي تاريخ وكبرياء الواصل الجديد والهجرة شرعية في العرف المحلي وتغيير الإتجاه اصبح بالإنارة ونحن لا نحب الا الضوء الأخضر 

 

 

4. مايو 2019 - 10:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا