سنابل التراويح (1) / د.افاه ولد مخلوك

كتبنا العام الفارط تعليقات على حصص التراويح من كتاب الله عز وجل وهذه التراويح لعام الناس هذا سنحاول فيها تعليقات موجزة على "كتاب البخاري " وفي هذه الليلة التي تقام فيها أول تراويح؛ سنتحدث عن باب "كتاب بدء الوحي" وسيكون التعليق مقتصرا على النص وموافقته للقرآن الكريم والدروس المستفادة منه ومايوحى به النص للأمة والرسالة السماوية الكريمة ؛بعيدا عن السند وملحقاته؛من غير تعرض لماقيل عنه في كتب الحديث والمشككين في السند والمتن ....

بدأ كتاب الوحي بقول الله تعالى "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " وهي آية من سورة النساء تبين منن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ومننه على عباده ببعثته عليه الصلاة والسلام بخطاب متكرر "يا أيها الناس " وبضمير المخاطب؛بعد مخاطبة لأهل الكتاب وتفصيلا لمايدور في خلجاتهم من الجهر بالسوء الذي لا يرضاه الله عز وجل ولا يحبه إلا لمن ظلم "وكان الله سميعا عليما " في الآية يقينية الوحي وخصوصية النبوة به وفيها التأكيد على صدق محمد بصدقيته صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم "إنا أو أحينا " 

ثم يحتوى "كتاب بدء الوحي على أحاديث سبعة " أولها حديث "إنما الأعمال بالنيات " وهو حديث عظيم الفائدة يبين هدف القرآن ومراد الله من خلقه وهو أعلم بهم تصحيحا لسير القلوب مع السلوك "ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها " وقال تعالى "ومنكم من يريد الدنيا ..." وقال "من كان يريد الحياة الدنيا .."من كان يريد العاجلة " وهي عبارت قرآنية تبين مدى أهمية النية في الأعمال ؛فكان الحديث مبينا لتلك النوايا وخطورتها وفوائدها ؛فكل عمل تبعا لنية صاحبه وكل شخص يحاسبه الله عز وجل على ماينوى ويعتقد؛وسلوكياته الدنيوية تحدد تعامل الناس معه سلبا أو إجابا ...

وفي الحديث الثاني "أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس..." وهو حديث يبين كيفية نزول الروح الأمين عليه السلام بماينزل به من ربه على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم؛ويبين مايكون عليه الاستقبال من الشدة وقوة الوقع من الحالات الثلاث "الصلصلة " الكلام العادي" العرق الذي يكون عليه صلى الله عليه وسلم؛وكلها أمور تتصور عقلا ودينا لأن الله وحده أعلم بتلك الكيفية ونحن لا نعلم عنها إلا ماحدثنا به عن الصادق المصدوق "ص" ولقد صدق الله ورسوله ...

وفي الحديث الثالث "حديث" إقرأ" وفي الحديث بيان لخلجات النفوس بما تفكر فيه أو يراد لها تجليا في "الأحلام " بيانا لقيمة الحلم "؛ثم تقصيل أهمية التوحد للشؤون الخاصة تفكيرا وتفرغا للنتيجة ؛لتكون قيمة القراءة قيمة متعالية على القيم والتي منها الانطلاقة لكل معروف ومكرمة ؛ثم قيمة الزوج الصالحة والمستشار المؤتمن ؛تأكيدا لأهمية الرفيق الصالح والقريب الناصح والخل الوفي ؛تعلقا بالوطن وحبا للمواطنة ووفاء للأرض "يخرجك قومك"

وفي الحديث الرابع "بينا أنا أمشي ....." فيه بيان لأن فتح الله ونصره وخصوصيته لا مكان لها ولا زمان يختص بها من شاء في أي وقت شاء تفتح الباب أمام الأمل المتجدد المتكرر...

ونفسه التوجيه المشار آليه في الحديث الخامس من عدم العجلة والاستعجال في امور الدنيا "لا تحرك به لسانك لتعجل به " فكل الأمور بيد الله ومرد الأمور إليه جل جلاله ..

أما الحديث السادس "كان رسول الله "ص" أجود الناس " فلا علاقة له ظاهرة مع البدء ولكنه حديث عظيم يحث على الجود وتعاهد القرآن والإنفاق والإحسان وتكرار الأمور المهمة والتي من أهمها "القرآن" طبعا ...

وفي الحديث السابع حديث هرقل عن النبي صلى وحديث "أبو سفيان " ثم بيان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية الكلبي ؛وفيه قيمة الصدق والوفاء والإعلام الصادق والإنصاف؛كما كان من رد قوم قريش في أجوبتهم والباعث لهم عليها ؛وفيه بيان قيمة المراسلة ووسائل الإعلام إن عملت بطريقة قويمة؛ويبين الحديث أيضا فوائد المبادرة للخيرات والمحامد 

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق بأبي هو وأمي .

6. مايو 2019 - 7:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا