عند تمام الساعة صفر من الليلة البارحة أختتمت فترة الترشحات للانتخابات الرئاسية الموريتانية ،هذه الانتخابات الأكثر أهمية في تاريخ الديمقراطية الموريتانية منذ نشأتها 1992,و حسب المراقبين للساحة السياسية في موريتانيا فإن اقتراع 22يونيو - حزيران 2019 سيكون هو الأكثر شفافية في تاريخ البلد ،المراقبون في هذه الفرضية ينطلقون من مجموعة مؤشرات بالغة الأهمية ،منها:
1 - أنه لأول مرة يتم تداول السلطة وفق ما يقره الدستور وليس إكراها أو تنازلا أو تبرعا إرضاء لجهة معينة أو ممالأة مع جهة أخرى.
2- أن الحملة الانتخابية أخذت من الوقت ما يكفيها لأن يراجع الجميع موالاة و معارضة قرارته و توجهاته و ربما قناعاتهو يأخذ كل مكانه من المترشحين، وذلك ما تؤكده الهجرات المنظمة من المعارضة أو من الجهات المحسوبة على الأغلبية،.3- الترشح المستقل : الذي بدا هو الأفضل و الأقوم في سياق سياسي ملّ و مج الكانتونات الحزبية الهشة ، فكان الترشح بصفة مستقل فيه الكثير من رفع الحرج .
4- وجود مرشح إجماع استقطب حتى الآن أغلبية الناخبين و مازال يستقطب وفق خطاب عالي الجودة متوازن ،مقنع . ففي هذا السياق بدت حساسية المعارضة و الموالاة شبه غائبة ، فأغلبية المترشحين الستة لا يراهن إلا على أصوات كافة الموريتانيين دون تمييز على حساب التوجه السياسي .
هذه هي ملامح الساحة السياسية اليوم ، و هي ملامح تؤكد جميعها بأن السيد محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني سيحسم النصر بأغلبية مريحة و في الشوط الأول و بشفافية تامة،إن التحدي الحقيقي الذي يقف أمام القائمين على حملة المرشحين عموما ومرشح الإجماع خاصة يكمن في أمور أهمها:
1- حسن تسيير هذا الإجماع سواء في مستواه الكمي أو النوعي، إن حسن التسيير هنا يقتضي أن تتولى إدارة الحملة شخصيات ذات كفاءة عالية في مجال الخطاب الأخلاقي المنطقي المقنع، و بدون شك فمناصروا هذا المرشح من بينهم أشخاص كثر يتحلون بهذه الصفة.
2 - اعتماد خطة إعلامية رصينة تسدد و تقارب و تنبذ أساليب الإقصاء سواء منها اللفظي أو المعنوي،
في اعتقادي الشخصي أن هذين البعدين إذا ما أخذا إن النتائج الحاسمة بإذن الله ستصبح مضمونة ،آمنة، يقتنع بها جالجميع و يجمع عليها كما أجمع غالبيتنا نحن الموريتانيين بأن ولد الغزواني هو رجل المرحلة و ربان سفينة النجاة لبلد يمور العالم من حوله بالأزمات و الاختلافات.